ذكرت الصحف أن الملك سوف يلتقي ومن ضمن لقائاته بالسياسين في البلد مع رؤساء الحكومات السابقين ، واشارت الاخبار أن بعضهم خارج البلد وبعضهم يعجزهم المرض عن الحضور ، وسؤالنا هنا للملك لماذا مثل هذا اللقاء مع هؤلاء الرجال ؟ .
ومهما بلغ عددهم ومن هم فذلك لايعني البلد بشيء لأن البلد سبق وجربتهم وكانت النتيجة ما نحن عليه الأن ، من فساد ومديونية وعدم قدرة على السيطرة على تـمدد ذرياتهم في مفاصل القرار السياسي والاقتصادي في البلد ، وهم أنفسهم الذين إعتبروا هذا البلد من بقية ما أورثهم أياه أبائهم وأجدادهم ، وهم أنفسهم الذين مارسوا الوطنية في فترة من عمرهم ومن ثم إكتشفوا أن الوطنية لن ولم تغادر كتب المدارس وأن الوطنية على أرض الواقع إكتساب المزيد من المنافع الشخصية والذاتية وليذهب الوطن للجحيم ومعه الشعب كذلك .
ومن الصعب إيها الملك أن تخرج منهم بأي حلول أو رؤى للمستقبل لأنهم وإلى الأن لم يتمكنوا من التنازل عن عنجهيتهم التي مصدرها السلطة وأبقوا عقولهم في صناديق وأغلقوها بمفاتيح وألقوها في بحر عميق ، والدليل على ذلك أن كل ما خرج عنهم من تصريحات خلال العام الأول من الربيع الأردني كانت محاولات للإلتفاف على حراك الشارع وإقتناصه وتسجيل نقاط لصالحهم فقط ، بل نجد أن منهم من حاول أن يسيرالأمور لمصلحته الذاتية من خلال إلتفافهم على الواقع الجديد في الحياة السياسية الأردنية وقاموا بإنشاء أحزاب سياسية جلسوا على كراسي الأمناء العامين بها بغية إقتناص اللحظة التي رغبت بها أنت كملك عندما تبدأ الحكومات بالتشكل بعيدا عن الاختيار ويصبح صوت المواطن هو الذي يقرر من يتولى رئاسة أية حكومة أردنية كما رغبت أنت والشعب الوصولإليه .
ماذا سيقدمون هؤلاء الرجال للوطن هل سيقدمون المزيد من التسويف والممطالة بالتغير ويقدموا لك الأعذار من مثل أن الشعب لم يصل بعد لمستوى فهم اليمقراطية ، وأن هذا الشعب لازال بحاجة للمزيد من التعلم وفهم لعبة السياسة ، والأفضل لك كملك من وجه نظرهم هو إبقاء الأمور كما هي أو القيام باللعب بالوقت لأن هذا الشعب في النهاية سيمل ويتذكر فجاءة أنه لازال جائع وعليه سيتوقف عن التفكير بالحرية والمساواة كي يبحث عن لقمة عيشه هو وأولاده .
أيها الملك نحن وأنت لسنا بحاجة لمشورتهم ، وليس بالخبز وحده يعيش الأنسان ولتكن ملكا لنا نحن فقراء الحرية ، فقط أستمع أيها الملك لما تقوله حناجرالشعب يوم الجمعة لتعرف ماذا يريد شعبك منك كملك .