تجييش وتحشيد غير مبرر ضد جماعة الإخوان المسلمين


تعج صحافتنا الإلكترونية والورقية بالمقالات المثيرة التي تؤلب الناس بطريقة غير مباشرة على جماعة الإخوان المسلمين على خلفية ما حصل من أحداث مؤسفة في مدينة المفرق وما تبعها من بعض التصريحات لبعض قيادات الإخوان ومسيرتهم في الجمعة الماضية التي تضمنت استعراض مشاة منظم لبعض كوادرها .والمستعرض للعديد من المقالات هذه يلحظ هجوم غير مسبوق على الجانب المتعلق بالاستعراض الذي قامت به جماعة الإخوان وكأنه إعلان حرب على الدولة الاردنية أو إطلاق لحالة النفير العام علما بأن الكوادر كانت أقرب ما تكون للكشافة التي غالبا ما يتم استعراضها في المناسبات العامة والنوادي والمباريات الرياضية. مؤسف أن ترى سهام تطلق وأقلام يسيل حبرها نافثا سموم الفتنة والتأجيج والتهويل لما حدث متناسين أن ما تعرض له الإخوان في مسيرتهم في المفرق كان أكثر إيلاما حيث سالت دمائهم وأحرقت مقراتهم على مرأى من قوات الأمن والدرك التي لم تفعل الكثير للحيلولة دون وقوع هذه الأحداث المؤسفة.
كثير من الأقلام والكتاب يقومون بتضخيم وتهويل ما يمكن أن يحصل يوم الجمعة القادمة وتهيئ الناس لما نحن مقبلون عليه بعد صلاة الجمعة المقبلة وأتساءل هنا ما الذي نحن مقبلون عليه ؟وهل نحن مقبلون على حرب أهلية لا سمح الله ؟أم نحن سنشهد إطلاق صواريخ بلستية عابره للقارات؟اتقوا الله يا من تكتبون فجماعة الإخوان المسلمين هم جزء مهم من نسيج الوطن ويشكلون عنصرا مهما إن لم يكن العنصر الأهم من حراك الأردن السياسي، وأؤكد في هذا السياق أن الإصلاح السياسي واستقرار الأردن لا يتحقق دون قبول وإدماج جماعة الإخوان المسلمين وجبهة العمل الإسلامي على وجه العموم في الحراك السياسي . سئم كثير من الأردنيين سياسات الإقصاء والعزل والاستثناء لفئات سياسية واجتماعية معينة لا بل لم تعد مثل هذه السياسات مقبولة ولا مطلوبة.
يفعل رئيس الحكومة خيرا بتواصله مع جماعة الإخوان المسلمين رغم ما يتعرض له من حملة شعواء من قوى سياسية استأجرت منابر لها في بعض الصحف الإلكترونية لتطعن بأي اتصال يجريه الرئيس مع قيادات الإخوان المسلمين وكأن الجماعة آتية من حزب كاديما الصهيوني. الرئيس وقبله الملك يدركون أن لا استقرار في الأردن دون الإصغاء لمطالب الإخوان المسلمين وغيرهم من القوى السياسية الوطنية وعلينا إن أردنا السير قدما في مجال الإصلاح السياسي أن نحاورهم ونتفاوض معهم لنصل إلى قواسم مشتركة، ولا بأس من حصول تجاوز هنا أو هناك وتصريح غير مناسب من قيادة حكومية أو إخوانية أو غيرها فالأمور لا تنتهي عند مثل هكذا تصريح أو إعلان أو استعراض لكوادر مشاة ألفنا مثلها في مناسبات شتى ومواقع كثيرة . نحن جميعا ومن كافة القوى السياسية والاجتماعية نتدرب على الديمقراطية، ونصيب ونخطئ بعلم أو بجهل أو كلاهما، وها نحن نرى كل سبعة أو ثمان أشخاص لديهم مطلب يغلقون طريقا نافذا، ويحرقون إطارين ،ويكتبون لافتتين مدون عليهما الشعب يريد الإصلاح أو الطلبة يريدون تغيير رئيس الجامعة أو خلع مدير المدرسة أو الشعب يريد اس اس وما عليك إلا الاتصال بمكتب الجزيرة أو العربية لتسمع في النشرات الإخبارية الرئيسية عن مسيرا بعشرات الألوف في الأردن تطالب بالإصلاح.
الضغط على الإخوان وقمعهم سيدفع بهم وبالأردن إلى مزالق كثيرة لا تحمد عقباها وسنضطر إلى سماع صوتهم عبر أثير وشاشات غيرنا من يروقهم أن يسمع هجوما على الأردن.الإخوان المسلمين هم أولا أردنيين ووطنيين ولا نشكك قيد أنملة بانتماءاتهم وصدق نواياهم.نعم قد نختلف معهم ولا نتفق مع بعض رؤاهم وآرائهم ولكن ذلك يمكن تسويته بالتواصل والاتصال وهذا ما يفعله رئيس الحكومة وأعتقد أنه ربما كان على وشك الوصول إلى تفاهم معين معهم يفيد الأردن ويساعده على تجاوز أزماته المتعددة. أقول أخيرا لن يحصل في هذا الجمعة المقبلة إلا كل خير وإن غدا لناظرة لقريب ، وجماعة الإخوان المسلمين يدركون ما يتناوله بعض الكتاب من تكهنات وربما "كهنوتات" تهدف إلى إثارة الشارع الأردني ضد الإخوان المسلمين وفكرهم تصوراتهم لما ينبغي عليه الأردن المقبل.



تعليقات القراء

ابن الطفيلة
دكتور أنس عبرت عن مكنون وضمائر كثير من الأردنيين الأوفياء لهذا التراب شكرا لغيرتك ولنضوجك ولسمو طرحك
05-01-2012 11:42 PM
الزكارنه
سلمت يمناك وسلم لسانك نعم هناك فرق كبير بين بين كاتب مخلص وبين كاتب مأجور لدوائر معينه

06-01-2012 09:03 AM
فلاح أديهم المسلم
أ. د. أنيس الخصاونة : كلام متزن عميق فلك شكري وتقديري .
06-01-2012 11:41 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات