صرح الأمير الحسن بن طلال ولي عهد الأردن لصحيفة الوطن البحرينية بأن الانبعاث للثورات العربية لم يكن من الصفر وإنما استئناف لمسيرة سابقة حيث هبت الشعوب العربية في بادية القرن الماضي من أجل الإصلاح والتغير ولم تكن البداية من الصفر وهنا لا بد أن نؤكد على ان الاستئناف جاء في نهاية القرن الماضي عام 1989م عبر حركة الإصلاح ومكافحة الفساد التي انطلقت من مدينة معان الأردنية والتي استنهضت الهمم للكشف عن فساد طال الوطن بلا هوادة ولا رحمة وكانت الأصوات الأردنية الشريفة قد انطلقت من كل أرجاء الوطن طالبة بالتغير وإشراك المواطن في صنع القرار ورسم السياسات الرامية لمكافحة حقيقية للفساد والترهل الإداري الذي طال تلك الحقبة وهذا رد صريح على الدول الغربية التي تجير لنفسها الهام الشعوب العربية لهذه الثورات فمعان ومحيطها خرج للشارع يستلهم كل شيء من مبادي الدين الحنيف الذي يحتم علينا مقاومة الفساد واستئصاله بقوة يوم أمس كنت في كشف حسي لموقع تراثي من أجل الترميم والتطوير وكان برفقتي فتاة أمريكية تمثل الجهة الداعمة لتطوير المشروع حيث دخلت متجرا صغيرا تستطلع بعض قطع التراث المعروضة للبيع فلم يجبها التاجر عن سعر القطعة ولم يتلقفها كصيد سمين حيث أماط اللثام عن فمه وترك للكوفية الحمراء حرية ليباغتها بسوأل ( بالك سقوط النظام العربي السوري وشيك) ذهلت هذه الأجنبية وعرفت بأن الشعب الأردني متابع جيد لما يدور على الساحة العربية ويقرأ جيدا ويتعايش مع الحدث بتقنية عالية غادرت للعاصمة عمان بعد ان التقطت صورة تذكارية ناطقة تجسد واقع حي لشعب حي فحين غادرت قال لي : والله بفهم أكثر منها لا يغرك أني أمي علمتني الحياة ...قلت هذا الرجل الطاعن في السن الذي احتضن مذياعه لا يزال يتابع الأخبار منذ الحرب العالمية الثانية ويحلل ويستنبط ويفكك بتقنية وهذا حال كل الشعب الأردني.