بلوزة الرئيس وعشاء القائد


تزهو الامم وتفتخر بكل ما يرمز اليها ,فالكثير من الامم اهتمت بحضارتها والبعض الاخر اهتم بالمعالم الطبيعية او الاصطناعية,فالمصريون اهتموا وافتخروا بالاهرام وتغنوا بالنيل ,والصينيون املت عليهم الظروف العسكرية بناء سورهم العظيم الذي بلغ طوله سبعة الاف كيلومتر وافتخروا بهذا الانجاز العظيم,اما الفنيقين اهتموا بوضع قوانين منظمة للتجاره عبر البحار,هنالك الكثير من الامم التي اهتمت في بعض المجالات .


نحن في الاردن,في بلد الحشد والرباط ,بلد الخير والمحبه والتسامح بالرغم من ان لدينا احدى عجائب الدنيا السبع البتراء والبحر الميت والكثير من الاماكن السياحية وتنوع المناخ في مختلف الفصول ,الا ان اهم شئ لدينا ومحور اهتمامنا والذي نفخر به ونشير اليه في كافة المحافل "الانسان" فقد أشار الراحل العظيم باني الاردن الحديث المغفور له باذن الله جلالة الحسين طيب الله ثراه (( الانسان اغلى مانملك )), واشار جلالة الملك المعزز عبدالله الثاني الى (( اهل العزم )) في اشارة للانسان الاردني الفاعل في هذه الحياة .

لقد دفعني للكتابة في هذا المجال التوجهات الملكية السامية لامانة العاصمة للاهتمام بدارة المرحوم وصفي التل ومنزل المرحوم حابس المجالي , هذا الاهتمام لم يأتي من فراغ , ولكن تقديرا من قيادتنا الهاشمية الحكيمة "للانسان" وللاهتمام باولئك الذين ساهموا في بناء الاردن الحديث فكان الاهتمام بأماكن سكن متواضعة في بنائها الا انها كانت كبيرة ذات اهمية في تاريخ الوطن حيث اتخذت فيها العديد من القرارات التي ساهمت في بناء الوطن وامنه واستقراره .

هذا الاهتمام من جلالة القائد الاعلى سيجعل من هذه الاماكن منارات يسترشد بها الكثير من ابناء الوطن , فهؤلاء الرجال اعطوا وقدموا وضحوا (( لا بالاعتصامات وبالتشدق )) على شاشات التلفاز , ولابالاستغلال الخاطئ للديمقراطية , لكن عملوا للوطن ومن اجل الوطن , غادروا الدنيا ولم يتركوا القصور الفارهة والملايين الوفيرة , بل كانوا زاهدين في كل شئ حتى في لباسهم وطعامهم ,فكان مايميز دولة وصفي التل (( البلوزة العادية )) ,,اما المشير حابس فكان مميزا في لبس الشماغ حيث متفردا في هذا اللباس ولن يستطيع ايا كان ان يقلده او يصل لمستواه في ذلك .

الدليل على بساطتهم في الحياة من خلال ماشاهدت عدة مرات والمرحوم حابس باشا رحمه الله ( يصنع وجبة عشائه بيديه ) هذه الوجبة (( سلطة بندورة وفلفل حار )) ولان البصل حار كثيرا كانت الدموع تسيل من عينيه , وكان رحمه الله يقول : " الكثير من ابناء الوطن يتمنوا لو ان وجبة العشاء لديهم كما هو عشاء القائد العام , واعتقد ان من ستتحقق امنيته سيخسر لانه سيُفاجئ بهذا العشاء " .

نحن هنا اليوم امام صورتين مختلفتين , الاولى : الاهتمام بمساكن من فارقوا الحياة لانهم عملوا من اجل الوطن ,اما الصورة الثانية : مطاردة ومسائلة من ساهموا في هدر ممتلكات الوطن وخيانتهم لامانة المسؤولية .

من هنا نستطيع ان نقول ان هذا الوطن يميز بين الحق والباطل , بين الرذيلة والفضيلة , بين الرجال واشباه الرجال .

وفي الختام نرفع اسمى ايات الشكر والتقدير والعرفان والولاء لجلالة القائد الاعلى على اهتمامه بابناء الوطن احياء واموات , سائلين المولى عز وجل ان ينعم على هذا البلد بالامن والامان والاستقرار بقيادته الهاشمية الحكيمة . والله الموفق


لواء ركن متقاعد

مصطفى المجالي



تعليقات القراء

عبدالاله القرشي__عجلون
كل الشكر والتقدير للواء مصطفي المجالي
03-01-2012 10:56 PM
هذلول
يرجى عدم اجراء مقارنه بين الرجال و اشباه الرجال و ترك الرجال بحالهم

مع عظيم مودتي
04-01-2012 08:42 AM
;l
..........
رد من المحرر:
نعتذر........
04-01-2012 09:17 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات