2012 .. انا فهمتكم


كيف استقبل سُكان كوكب الأرض عامهم الجديد ؟ لا أعني إلى أية ساعة سهروا أو في أي مقهى صغير قضوا ليلتهم الأخيرة من عامهم الذي مضى و احتفلوا , بل كيف كانت مشاعرهم تجاه هذا الرقم الجديد في حياتهم ؟
و ما هو تأثير ما حدث في العام 2011 م عليهم؟
وهل سوف يكون حاضراً و مؤثراً في تفاصيل عامهم الجديد بأثر رجعي ؟
أم أن الموضوع أبسط من كل ذلك ولا يعدو كونه عاماً جديداً سيحمل مزيداً من جرعات التفاؤل لهؤلاء السُكان بمعيشة أفضل من خلال فرص عمل أكبر و اقتصاد أقوى وهذا ما يهم بعيداً عن ما يحدث من حولهم من أزمات سياسية , فلو قمنا بتصنيف أولئك السُكان من نافذة اهتماماتنا كأردنيين سنجد أنفسنا أمام تصنيفات ثلاثة ( غربياً , عربياً , أردنياً ) , وهنا تبدأ فروق كيف اُستقبل هذا العام الجديد في الظهور بشكل كبير , طوال السنوات الماضية كان الحضور الغربيٌ على الساحة العالمية طاغياً من خلال ما يحدث هناك من ازمات سياسية ومالية جذبت اهتمام العرب والأردنيين عدا أنه في العام الماضي بالتحديد يكاد يكون الحضور الغربيٌ ( غائباً ) عن المشهد العالمي باستثناء زواج حفيد الملكة ويليام من كيت والذي تابعه نصف سُكان كوكب الأرض من أجل روح المرحومة ( ديانا ) .

ثم انسحاب القوات الأمريكية من العراق وأزمة اليونان الاقتصادية وذلك يعود للأحداث الكبيرة التي كانت تحدث في الشرق الأوسط ومن ضمنها مقتل أسامة بن لادن والتي سوف تقودنا - أي الأحداث - مُجبرين للحديث عن التصنيف الأهم الثاني ( عربياً ) .
فمنذ أول أيام عام 2011 م كانت تونس تنتفض بروح بو عزيزي رحمه الله ليهرب الرئيس بجملته التي ستعلق في ذاكرة كل مواطن عربي بسيط ( أنا فهمتكم ) ليسقط أول نظام عربي بأمر الشعب , القاهرة أيضاً لحقت بالخضراء ولسان حالها يقول ( هرمنا من أجل هذه الشرارة ) لتحرق سجون الأمن المركزي ويسقط حضرة الطيار مُبارك , ليبدأ بعد ذلك ثوار مصراته والزنتان في ملاحقة أبو منيار زنقة زنقة مدينة مدينة حتى آخر معاقله ليقتل معمر القذافي و ابنه في يوم واحد وتتشرد عائلته على أيدي الثوار هناك فيسقط ثالث الأنظمة القمعية العربية التي كانت جاثمة على صدور شعوبها ظلماً و قهراً لعقود طويلة , أخيراً يتذكر السعوديون من عام 2011 م وفاة الأمير سلطان بن عبدالعزيز رحمه الله .
احتفل الغرب بعامهم الجديد كعادتهم و بكى العرب على عامهم المجيد الذي قد مضى و علق الأردنين ما بين الاحتفال والبكاء .


أحلم كشاب مثل كل شباب العالم بأن يكون عام2012 أخضر ومثمر ويحمل في طياته اهتماما أكثر بحقوق الإنسان في العالم والسلام والحب للجميع، وذلك لن يأتي إلا بإعادة نظر في تغيير الفكرة الثورية من جذورها، وأنها ليست مجرد هتافات وخروج للتظاهر في الشوارع وسيلان دماء فيها، التغيير تصنعه الأفكار المنطقية التي تتوافق مع الواقع وتطوره وتحقق أية مطالبات مشروعة، اما أن يفكر الجميع في أعمال البطولة على حساب السلام الاجتماعي والأمن الوطني، فإنهم يخسرون .



تعليقات القراء

هذلول
لا تعليق
03-01-2012 11:06 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات