الدكتور عون الخصاونة والتكليف السامي


في مؤلفي الذي لم يرى النور حتى هذه اللحظة والذي أنوي أن أختتم به كُتبي ومؤلفاتي الكثيرة والمنشورة والذي أسميتهُ "مسيرة ملك وأمه وحكومات وشعب" والذي بدأت قصته منذ أن اعتلى جلالة الملك الحسين طيب الله ثراه العرش وأكمل مسيرته الخيرة جلالة الملك عبد الله أدامه الله وأعز مُلكه، ومنذ أول حكومة أُلفت في عهد جلالة الملك الحسين برئاسة دولة السيد فوزي المُلقي في 5/5/1953م، وما تبعها من حكومات مُتعاقبة، وما تعرضَ لهُ الأردن خلالها من محن كثيرة تجاوزها الفرسان من رجالات الأردن الأوفياء. وها هي الأمة العربية تمُرُّ بمحنٍ (الربيع العربي) ولم يتمكن رجالاتها من السيطرة عليها فأُطيح بأنظمتها.
أما نحن في أُردن الكرامة والرجولة والشرف نمُر في أزمةٍ صعبة هي من أصعب الأزمات التي مرت على تاريخ مملكتنا الحبيبة، لكنه سُرعان ما تنبه إلى خطورتها جلالة الملك وسرعان ما تحسس جيوب الخلل والفساد واجتهد في أن يَعْهَدْ إلى بعض رجالاتها ليقودوا مسيرة الإصلاح فعهد لدولة السيد سمير الرفاعي بتشكيل حكومة إلا أن الشعب طالب بإسقاطِهِ لأنهُ لم يُلبي طموحاتهم على حدِ زعمهم "وتم ذلك"، ثم عَهِدَ من بعده لدولة السيد معروف البخيت بتشكيل حكومة إلا أن الشعب طالب بإسقاطِهِ لأنهُ لم يُلبي طموحاتهم على حدِ زعمهم أيضاً "وتم ذلك"، فبحث جلالة الملك المُلهم عن من يُلبي طموح الشعب وعهد إليه بتشكيل الحكومة الحالية وهو دولة الدكتور عون الخصاونه حفظه الله وأعانَهُ على حمل المسؤولية.
وللأمانة فإن هذا الرجل قَدِمَ إلى رئاسة الدولة الأردنية مُدججٌ بأسلحةٍ بناها بنفسه وتوارثها من جدهِ المغفور له رشيد الخصاونه الذي يُعد من أكبر تجار الأردن ومن أكبر الأثرياء في تجارة الحلال "ليس الحرام" ومن والده المغفور له شوكت الخصاونه وهو أستاذ محامي فَذْ يحمل الرقم النقابي (144) وترعرع في الدبلوماسية الأردنية وتتلمذ في مدرسة الحسين بن طلال صانع الرجال إلى أن أصبح ثاني أبرز المراجع القانونية والقضائية في العالم أجمع وهذا من فضل الله الواحد الأحد على هذا الرجل.
وعليه فقد عهد إليه جلالة الملك بتشكيك هذه الحكومة والتي جاءت في أدق الظروف وأخطرها لتكون حكومة إنقاذٍ لا يقوى عليها إلا هذا الرجل الذي شهد به القاصي والداني وعلى رأسهم جلالة الملك عبدالله حفظهُ الله والذي قال به: (وَلِما عَرفته بك من نزاهةٍ واستقامة وخبرةٍ قانونيةٍ ومكانةٍ عالمية، وما أتوسمهُ بك من قُدرة على تَحمُل المسؤولية بِمُنتهى الأمانة والإخلاص والكفاءة، فإنني أعهَدُ إليك بتشكيل حكومة تُنَفِذْ استحقاقات المرحلة).
وعلى الفور آثر مصلحة الوطن على مصلحته الشخصية ولبى نداء الملك، وجاء مُدججاً بسلاح الشرف والدين والأمانة والأخلاق والإخلاص لله وللوطن وللملك، جاء مُدججاً بسلاح العلم والمعرفة والرجولة والصدق، جاء مُدججاً بسلاح القانون فمن يعرف الحق لا يقع في الباطل ... قوياً من غيرِ عُنف ... ليناً من غير ضعف، جاء بجمال الصنيعةِ التي أوهبهُ الله إياها ... فتجد في وجههِ مِنةُ الخالق في وجه المخلوق ... فمن أحبهُ الله أحبب الخلق بِهِ فأحببناه وأحبهُ الملك وكَلَّفه، جاء مُدججاً بكُل ما توارثهُ من مليكِهِ وآبائه وأجداده الأبرار رُضوان الله عليهم جميعاً من سِيَر الطيبين، جاء وليس لديه ما يبغيه من مالٍ أو جاهٍ أو وجاه، فهو ليس بحاجة إلى مناصب لأنه كان في أعلاها في العالم، وليس بحاجةٍ إلى جاهٍ ووجاه ومالٍ فهو ابن أبيهٍ وجده المشهود لهم بالجاه والوجاه والغنى في الدنيا ولآخرة، وليس بحاجةٍ إلى علمٍ وخلق ورفعة وقد تربى في مدرسة الهاشميين.
جاء بحكومةٍ شكلها من القادرين على المضي قُدماً في مُكافحة الفساد والمُفسدين قادرين على تحسين الاقتصاد ورفع شأن البلاد قادرين على الوصول بالمواطن الأردني إلى بر الأمان بدعمٍ من سيد البلاد، فهم من الأخيار القادرين على حَمل أمانة المسؤولية ... طوقت أعناقهم بأمانة المسؤولية بهم الخير إذا ما تعاونوا مع رئيسهم على البر والتقوى والإخلاص لتراب هذا الوطن ومليكه وشعبه.
لقد مضى على تشكيل حكومة الدكتور عون الخصاونه ما يُقارب الشهرين، وهي فترةُ قليلة جداً إذا ما قورنت بإنجازاتها العظيمة في رفع شأن الأردن سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وقانونياً، وجميعنا يلمسُ ذلك، إضافةً إلى مُلاحقة أوكار الفساد وتقديم الفاسدين للعدالة، ومُعالجة جيوب الفقر، وتحسين الرواتب، ومُكافحة البطالة.
أما الثلة الضعفاء الذين يحاولون أن يُعكروا صفو الوطن بمسيراتهم وشعاراتهم الزائفة مُتسترين تحت مُسميات وشعارات وطنية أو دينية أو حزبية أو مُعارضة سياسية مستغلين المناخ الديمقراطي وحرية الإعلام والتعبير عن الرأي، لبعض الأجندات الخاصة والأغراض الشخصية، والتشكيك بالمسيرة أو الإساءة إلى الوحدة الوطنية فسيكون مصيرهم الذل والهوان إن شاء الله.
إنهم لا يعرفون ماذا يُريدون إلا خراب هذا البلد والمعارضة الغير بناءة، إنهم يتكلمون باسم الشعب والشعب بريءٌ منهم، ويتكلمون باسم الدين والدين بريءٌ منهم، ويتكلمون بالإصلاح وهم بحاجةٍ إلى من يُصلحهم، وينادون بملاحقة الفاسدين والمفسدين وهم الفاسدين والمفسدين، يُنادون بنبذ العنصرية وهم أساس العنصرية البغضاء، ماضيهم أسود وحاضرهم أسود ومُستقبلهم أسود بإذن الله.
نادوا بإسقاط حكومة الرفاعي ... لحاجة في نفس يعقوب قضاها فأُسقطت، جائنا بحكومة البخيت فنادوا بإسقاطها ... لحاجة في نفس يعقوب قضاها فأُسقطت. جائنا الملك المُلهم بأعظم رئيسٍ عرفه التاريخ والعالم أجمع وهو دولة الدكتور عون الخصاونه، وجاء الرئيس بأفضل وأشرف وأقوى تشكيلة حكومية، فما بقي عليكم أيها الثلة الضعفاء إذا أردتم الاصلاح كما تدعون إلا أن تناصروها وتؤازروها وتُساندوها لحمةً واحدة لنسير بهذا الركب خلف قيادتنا الهاشمية لنخرج من هذا المأزق ولننعم بأمن وأمان في هذا الزمان الذي لا يحتاج إلا لتكاتف السواعد وتصفية القلوب ونبذ البغضاء ونبذ العصبية القبلية البائسة، ومن يحاول أن يعيب هذا الرئيس فحسبي الله عليه، ومن يُحاول أن يعيب هذه التشكيلة الوزارية فكيدهُ في نحرهِ.
أما أنت يا دولة الرئيس فواثق الخطوة يمشي ملكاً ... سِر على بركة الله ... والشعب الأردني سيُعاونك بعد الله لإكمال المسيرة والمحافظة على الأردن وملك الأردن، واعلم بأن من عَهد إليك بهذه المسؤولية هو سليل الدوحة الهاشمية ... فارسُ من فرسان بني هاشم... أحفاد الرسول مُحمد صلى الله عليه وسلم... وأنت تربيت في مدرستين مدرسة الهاشميين الأخيار...ومدرسة أبيك وجدك... بارك الله فيكم وعليكم وسدد على طريق الحق والصلاح خطاكم في ضل حضرة صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبد الله ابن الحسين المُفدى.

فاللهُ خيرٌ حافظاً وهو أرحمُ الراحمين

taiseerzoubi@yahoo.com




تعليقات القراء

ابراهيم الحمامصه
كلام جميل من اخ كريم اكن له الاحترام والتفدير نحن بانتظار مؤلفك الجديد كما عودتنا دائما الى الامام يا ابو عمر
01-01-2012 11:51 PM
هذلول
الكاتب الكريم
د. تيسير:

دوله القاضي عون في اجازه سنويه بلا راتب. والباقي عندك و شرحها يطول.
02-01-2012 08:42 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات