حليقي الرؤوس.. من والى...
قديماً عندما كنا اطفالاً كانت قوانين التربيه والتعليم تمنع اطالة الشعر لمن هم في المرحلة الابتدائيه,وكان السبب ليس بطراً كهذه الايام او دلاله على برستيج المنصب بل لانتشار الامراض الجلديه ومنها ما يصيب جلدة او فروة الرأس....,,وكنا اذا ما شاهدنا كبيراً حليق الرأس سرعان ما يتبادر الى أذهاننا انه خارجٌ لتوه من السجن وحلق رأسه كان عقوبه,, حتى انتشرت ظاهرة حليقي الرؤوس في ايامنا هذه للتدليل على برستيج او أهمية المهنه التي يتعاطى معها حليق الرأس وهو يرتدي افخم البذلات الفرنسيه وربطات العنق الايطاليه,,ومنهم كُثر ممن تبأووا مناصب وزاريه وكراسي في مناطق صنع القرار...
لكن وفي خضمْ المرحلة التي نعيش ,وحين تم فتح ملفات شائكه للفساد, ولربما ستتجاوز ياقات البعض ممن تبوأووا مناصب اصحاب المعالي والعطوفة ممن لوثت ايديهم بالمال العام او اساءوا استخدامه سنرى حليقي الرؤوس مجدداً يتتابعون للتنعم بالمكوث طويلا في ما يسمى هذه الايام بمراكز الاصلاح لا السجون...وهذا ما يتمناه الشعب وخصوصاً ممن تم التعدي على لقمة العيش خاصتهم..
هنالك فارق زمني وآخر سببي لحلاقة الرأس قسراً أو مفاخرة في العقود الخمس المنصرمه من عمر الدولة الاردنيه,,فسابقاً كان السجن مرتعاً للصوص والحراميه ممن تعدوا على ممتلكات العامه مثل سرقة جديٍ او خاروفٍ او كيس قمح لكن ليس من اموال الدولة فكان يتم تزيين رؤوسهم كما كان يُقال,,واليوم اضحى ايضاً مهجعاً لاصحاب المعالي والعطوفة والمتنفذين في سلحوب مثلاً بمواصفات خمس نجوم لكن برغم الفارق فهو سجن حتى لو غيروا المسمى,, فهو تقييد للحرية ومزاحمة الآخرين بعد فقدان برستيج الهيبه والكرامة..بعيداً عن كراسي الدرجة الاولى في سفراتهم وفنادق السبعة نجوم...وبرغم حلاقتهم سلفاً.
لقد قلنا الكثير الكثير مطالبين بوضع النقاط على الحروف فيما يخص كيفية التعاطي مع هذه الشائكه التي تؤرق العامه كما النظام لكن برغم ما يشاع عن جدية التعامل والوعود بأن الفعل سيطال رؤوساً كبيره لا حليقه فحسب الا ان الاجراءات لا زالت عثمانية الطابع,,في البُطء والتنفيذ ,فالفاسد لم يعد له حصانه حتى يتم التعامل معه ببرستيج المناصب التي شغلها فتعدى على مقدرات الوطن واحتياجات المواطنين ليزيد ثراء وغنى,,فجميعهم على رؤوسهم شارات يعرفها القاصي والداني تؤشر الى ان صاحب هذا الرأس قد تعاطى مع المحروسه فساد ورقص معها واستباح عذرية الوطن ومن ثم شتمه.. الفاسد هو من يصدر صكوكاً للغفران لازلامه وحاشيته ممن انتفعوا من المال المنهوب لكن بتحفظ,,لو ازداد عليه عيار الضغط والوعود بالتنكيل فسرعان ما سيقيء باسماء كل من شاركه ممارسة الشذوذ اذا ما اعتبرنا ان استباحة المال العام شذوذاً...
ليكن الوطن وعلياءه هاجسنا اليه نتطلع والى ديمومة عزه نبذل الغالي والنفيس اما هذه الشرذمه من المتطاولين على قامته ممن عاثوا فساداً تحت جنح الظلام وسرقوا من حلال وتعب زنود رجالاته المال ,فلا يجب ان تأخذنا بهم رحمه,,اما اذا درأنا عنهم العقاب فلن يبقى لنا وطن وسنترحم على ترابه الطهور لا سمح الله,,أغيثوا الوطن يا رجال الوطن ممن على عاتقهم مسؤولية حمل الأمانة..ودمتم