المنتصر بالله في غزة


تقول العرب ، المستحيلات ثلاثة : الغول والعنقاء والخل الوفي ، ولكن الحكمة في مقولة العرب هذه قد خذلتهم هذه المرة، فكما ابتلانا الله بالعديد من الأقزام والسماسرة فرّج الله كربتنا بأن ثبّت ثلة من المقاومين في غزة - برغم حمم الفسفور والحارق والخارق الذي لا يبقي ولا يذر وبرغم تكالب السماسرة والحثالة المتاجرة بدماء الفلسطينيين - ليسطروا أروع ملحمة صمود عرفها الإنسان و ليضيفوا مستحيلاً رابعاً الى مستحيلات العرب.

لقد راهن الأقزام من صهاينة اليهود والعرب على أن تكسر جحافل جيش الغول الصهيوني المزعوم إرادة هذا المقاوم فإذا به يقف في وجه الغزاة كقدر الله فترتعد فرائض صناديد نخبة " غولاني " – الى حد التغوّط داخل دباباتهم ، وما أن انقشع الدخان حتى بدت للمراهنين سوآتهم فتلعثموا وأزبدوا وأرعدوا حتى أن رمسيس الثالث صار يطالب بوقف النار وفتح المعابر ويزاود بأنه كان قد طالب بوقف النار منذ اليوم الأول .. ما أروعك أيها المقاوم المنتصر بالله وما أقذرهم ، راهنوا على كسر شوكتك وبيع قضيتك وكنت تحت النار تدعوا لهم بالهداية الى سواء السبيل.

و ها هو المقاوم يسقط الرهان وكل الأقنعة ويعلّمنا نحن جمهور المتفرجين أن من يطلب الموت توهب له الحياة ، وأن من يتعلق بأذناب البقر يموت ألف ألف مرة، يعلمنا ثقافة جديدة للمقاومة ، يخرجها بروح جديدة مقرونة بعقيدة راسخة تعري كل المهزومين وتجري الدم من جديد في أوصال الجسد العربي الخدر، ثقافة تخرج عن المألوف في صفحات في الكتب المبتذلة التي علاها الغبار ولا يقرأها أحد ، يعلّم حكماء العرب البائدة والعاربة والمستعربة أن المستحيلات أربعة : الغول ، والعنقاء، والخل الوفي، وكسر إرادة المنتصر بالله في غزة – ويقول لهم:  قد علمتم فالزموا.

ثم تطالعنا وكالة رويترز بخبر مفاده أن قزماً من أقزام الردة ، لا سلام عليه ولا أفاض الله عليه من رحمته، يطالب بعمولته من أموال إعمار غزة حتى قبل أن تفرض، فإن الأقزام ، بحكم السمسرة والقوادة السياسية ، يزعمون أن لهم  في هذه الأموال حق معلوم لذا لا بد لها أن تمر عبر " دار الندوة " في رام الله. ألا يخجل هذا القزم من دم النساء والشيوخ الذي لم يكد يبرد بعد؟  ألا يندى جبينه من جثث عرضتها " الجزيرة " من دون رؤوس ؟ ألم يقشعر له بدن أمام تلك التي كانت تلهو على سطح منزلها فبترالسلاح المحرم ساقيها أو أمام ذاك التي فقئت قنبلة صهيونية عينيه؟  لو قدّر لحرائر غزة الحكم فيك أيها القزم السمسار لحكمن بموتك ضربا " بشباشب " أخواتهن اللاتي قضين تحت الأنقاض!

 نقول لك – ونحن المقصّرون -  أيها المقاوم المنتصر بالله في غزة – بأن عصبة السماسرة المرتدين تتوق الى دفنك حياَ ، وأن " الغميضة " لم تنته بعد ولا بد من بقاء الإصبع على الزناد ، نوصيك – ونحن القاعدون – أن تظل ممتشقاً سلاحك حتى عندما تصلي فإنهم إن دفنوك لن تقوم لنا بعدك قائمة، فمثلك لا تجود به البشرية إلا مرة على رأس كل مئة سنة ، ونحن يا سيدي لا نطيق الانتظار مئة سنة أخرى.



تعليقات القراء

عربي مسلم
سلام فياض رجل لاديني، ويكفيه عارا عدد القبلات التي اغدقها على الزنجية كونداليسارايز في رام الله والعواصم العربية
25-01-2009 05:14 PM
محسن ابو لبه/القويسمة
النصر حليف المقاومة الفلسطينية كان ولا زال
ولا خوف من يتأهبون لعبور غزة على ظهر الاعمار
عاشت صواريخ القسام
26-01-2009 03:47 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات