المبتدأ والخبر .. بعيداً عن أحرف الجر والجزم


اعتذر من ابنائي الطلبه فعنوان المقال ليس بدرس في قواعد اللغة العربيه والتي هم جميعاً يمقتون لسوء المنهاج وضعف اساتذة اللغة العربيه المتراكم وقدم المنهاج ,لكن ما اردت الذهاب اليه هو الواقع العربي اولا والاردني ثانياً فيما ستؤول اليه الأمور ان بقيت الأمه تدور في رحى المطالبه بالتغيير ولو للاسوأ..لكن قد أواجه بانتقاد الكثيرين من القائمين على الحراكات الشبابيه مع حفظ الالقاب وبعض المسيّسين من اتباع دكاكين السياسه التي تسوّق بضاعه غير اردنية المنشأ...
المطالبات العديده بالاصلاح منذ ما يزيد عن العام من خلال الاعتصامات والمظاهرات وغيرها جميعها لم تؤتي أُكلها كما كنا نتوقع على غرار الحراك السياسي في كل من الشقيقه الكبرى مصر والخضراء تونس وجزيرة البترول العائمه ليبيا برغم من قتل او ادار المشهد عن بعد من الفضائحيات العربيه والاجنبيه هناك..لكن في جردة حساب بسيطه برغم سقوط الانظمة هناك الا ان الكثير من الاقنعه ما زالت لم تسقط,فبروز تيار المتشددين في مصر مرشح الى ان تنقلب الطاوله على رؤوس الثوار من جيل الشباب ويعودوا ليترحموا على ايام زمان ولو انني لا اقبل بالنتيجه لكن هذا ما يُقال,,
في اليمن التعيس برغم اصرار الأخوه اليمنيين بتسميته بالسعيد ولا اعرف سر هذه التسميه وبرغم الاطنان من نبتة القات التي يلوكونها صباح مساء لا للتنعم بالانجازات وخضرة المرابع والانهار الجاريه وحور العين بقدر ما يسعون للانفلات من واقع مؤلمٍ ومرير,,ليس هذا ما اردت التذكير به بل ان البلد بدأ متسارعاً نحو الهاويه,فالدوله غائبه وقوت الناس مهدد وانتاجية البلد في مهب الريح وازدياد نفوذ المتطرفين ينذر بقيام كيان طالباني جديد هناك يهدد استقرار الجزيرة العربيه والمنطقه برمتها, وهذا ليس بتحليل دوائر القرار في امريكا واوروبا بل هو الواقع الذي لم تعد امريكا قادره على ضبطه..اذاً قد تخسر الأمه احدى خاصرتيها كما خسرت الصومال...
ليبيا مرشحه الى اقتتال بعيد الأمد قد يطال الجارات تونس والجزائر للامتداد القبلي هناك ,,ولضعف خبرات من تسلموا الحكم على اعتبار انها مغنم وتقاسم للسلطه,,فليس ببعيد عنا خيار تقاسم السلطه بعد الاجهاز على نظام صدام حسين غير المزيد من التقتيل على الهويه والانجرار الى آتون الفوضى والانقسام والتشرذم وقد بدأ هذا واضحاً بعد خروج القوات الامريكيه ليس من العراق بل من الشارع العراقي ليثبتوا لهم ان محاولة الاستقلال لن تقودهم الا الى التقسيم على مبدأي العرق والأثنيه,وهذا ما سيحصل لا محاله ..أعود الى ليبيا ففيها من الامكانات ما تستطيع بناء امبراطوريه لكن ان كان هنالك مجال للعقل والتعقل لا للقبليه المقيته وهذا ما يحاول الغرب اذكاءه...اذا تنصل الثوار من تعهداتهم بالحفاظ على مصالح الغرب في ليبيا..
سوريا وما ادراك ما سوريا,,سوريا الممانعه,,سوريا الاصطفافات,,سوريا الهلال الشيعي,,سوريا النظام والنظام فحسب,,لا سوريا العظم,,ولا سوريا العروبه المتجذره منذ قدم التاريخ,فدمشق اقدم مدينه شهدها التاريخ تم تقزيمها في طائفه لا ترحم وأجهزه أمنيه فاشسيتيه,,ليس هنالك في القريب من أمل في انتهاء التقتيل واغتيال للحريه والانتقام من الأمومة والطفولة البريئه..سوريا ستشهد آخر اغتيال للدين والعلماء بدعوى القوميه,,لا ارى في الافق اي بادره للحل او لانهيار النظام ما دامت قطر حامية الأمه وشيوخها يسعون الى تفتيت الامه واغتيال وجودها,,نعم اغتيال الأمه وحرق تاريخها ان لم نتنبه لخطورة الدور القطري في تفتيت الأمه والاجهاز على كل بارقة أمل في وحدتها والعودة الحميده الى شرع الله...
كل ما اسلفت هو المبتدأ المرفوع فيه الشعب على اعواد المشانق,,المبتدأ الغير قابل للتغيير او للتعديل وهنالك ما يتبع,, أما الخبر ان هنالك في الوطن الاردني الأشم من الناعقين والمطالبين في ادخال الوطن في آتون الفوضى والاقتتال وانهيار الدوله بدعوى الاصلاح, والحريات المنقوصه, وفصل السلطات حق اريد منه باطل لن يفضي الا للمزيد من الانجرار في ركب التغيير اللاخلاق والفوضى العارمه والاقتتال على الهويه وضياع الحق واختلاط رؤى الاصلاحيين برؤى الليبراليين والاسلاميين بما يخدم الوجود الصهيوني الساعي الى تغيير للهوية الاردنيه ومحو للهوية الفلسطينيه بما يخدم قيام الدوله اليهوديه احادية التكوين بعيدا عن حقوق لمن بقي متشبذاً بالارض هناك..
من هنا الدوله مطالبه بفصل حقيقي للسلطات وتعديل جوهري للدستور واجتثاث ممنهج وسريع للفساد,, وايضاح للهوية الوطنيه احادية الانتماء للوطن بعيداً عن اجندات البعض من الباحثين عن دور او منصب,,واعادة الهيبه للدولة الاردنيه بعيدا عن قبضة الأمن بل بالمزيد من ارساء قواعد الديمقراطيه الحقه بما يخدم استمرارية الدوله الاردنيه بعيدا عن اي اطماع او اجندات تخدم التوسع الصهيوني على حساب هويتنا..الدوله مطالبه بشفافيه اكثر وولايه لوزير اول منتخب,,حكومات برلمانيه تولد من صناديق الاقتراع الحر بعيداً عن اي تدخل,,حينها نستطيع ان نتقي والوطن من الانجرار الى فوضى لا سمح الله ستأتي على المنجزات والوطن..ادام الله الوطن الاردني حراً عزيزاً..ودمتم



تعليقات القراء

هذلول
الكاتب الكريم

د.نصر

ابدعت

الا فيما يخص سوريا

فلي رأي اخر و زهقان من مناقشته

مع احترامي
29-12-2011 11:29 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات