العنف الجامعي .. إلى متى يتم السكوت عليه؟!


منذ سنوات وجميع وسائل الإعلام تكتب حول موضوع العنف في الجامعات، هذا الموضوع الهام أخذ يتفاقم يوما بعد يوم، وكأن أصحاب القرار لا يسمعون او يقرأون ما يكتب، وكأنهم يعيشون في عالم آخر، وقد كتبت منذ بداية اعتصام جامعة الطفيلة عن هذا الموضوع، وكنت أتصور أن الحل كان بسيطا وفي متناول اليد ولكن سكوت اصحاب القرار هو ما جعل المشكلة تكبر وتكثر المطالب.
ان العنف الجامعي ازداد حدة هذه الأيام حتى تحولت الجامعات إلى أماكن اعتصام وتصفية حسابات سياسية وإقليمية واجتماعية وعشائرية، بدل أن تكون أماكن للدراسة وتلقي العلم، حتى أننا أصبحنا لا نعرف ماذا يريد هؤلاء الطلبة من هذا كله.
إن الأردن يعد من أكثر المجتمعات الفتية،حيث تكثر فيه نسبة الشباب، كما أنه من أكثر الدول التي تخرج سنويا أعدادا كافية بل وتزيد عن حاجة سوق العمل الأردني وربما العربي لما فيه من الكفاءات الشابة، ولكن مع كثرة الاعتصامات التي شهدها الأردن وخاصة في الجامعات جعلت الجميع يظنون ان الحق او المطالب لا تتحقق إلا من خلال مظاهرة او اعتصام هنا وهناك سواء كان المطلب محقا ومشروعا او خلاف ذلك، وهذا كله بسبب ضياع هيبة الدولة والتعدي على القانون الفيصل بين الجميع وأصبح الطالب لا ينصاع إلى القوانين لأنه يعرف ان المشكلة سوف تحل بفنجان قهوة او "ببوسة على اللحى".
فرض هيبة القانون وتطبيقه علي الجميع بعدالة هو ما ينهي العنف الجامعي، أما إذا تم السكوت عنه وبقينا صامتين، فإن المشاكل تتفاقم ويرتفع سقف المطالب لدرجة لا تستطيع اية حكومة او وزارة حلها في أي جامعة أو مؤسسة تعليمية لأن الحل يصبح صعبا جدا.
إن حق الاعتصام والتظاهر يكفله الدستور والقانون لكل فرد ومواطن شريطة عدم الإساءة إلى الدولة او القانون او النظام او المواطنين، اننا جميعا مع حرية التعبير وحرية الفكر وندعم جميع آراء الطلبة ما دامت مشروعة وقانونية ولا تسيء الى اي فرد، اما ما يقوم به هؤلاء الطلبة في جميع الجامعات الأردنية الحكومية والخاصة لا يدل على وعي أو إحساس بالمسؤولية أو الإحساس بالمواطنة الصادقة او الانتماء الى الوطن وممتلكاته، خاصة وكما هو معروف ان حرية الفرد تنتهي عندما تبدأ حرية الآخرين.
ان تربيتنا وتعليمنا وديننا الحنيف وأخلاقنا ترفض هذه التصرفات وهذا السلوك لأنه ليس من شيمنا وأخلاقنا العربية والأردنية الأصيلة، ونعتبره غريبا عن مجتمعنا الأردني وقيمه العالية التي نفتخر بها جميعا في الداخل والخارج ولأن الإنسان الأردني هو كنز الأردن وسر نجاحه.
إن حل العنف الجامعي يأتي فقط من خلال تطبيق القانون على الجميع والضرب بيد من حديد على كل واحد يخالف القانون وكل فئة تمارس الشغب والعنف تعتبر خارجة على القانون والنظام ويجب معاقبتها ضمن القانون وفرض العقوبات الصارمة على هؤلاء وفصلهم من الجامعات الأردنية والخاصة عند الضرورة وحرمانهم من الدراسة في الخارج على الأقل لمدة خمس سنوات كإنذار أول دون التنازل عن ذلك، ومن هنا تبدأ معالجة المشكلة، ومناقشة مطالب الطلبة ومعالجتها بهدوء، فهل تبدأ الدولة بذلك قبل فوات الأوان.
وزارة التعليم العالي الكرة في ملعبك فاضربي بيد من حديد قبل فوات الأوان لا قدر الله.



تعليقات القراء

هذلول
الكاتب الكريم:

( فاضربي بيد من حديد )انا شخصيا افضل الفولاذ لانه علميا اقوى,ما علينا,

سيدي الكريم:

العنف الجامعي:هو نتاج و جزء من التراث الاجتماعي و الثقافي لشعبنا(الكريم) مقرونا بالتهاون في تطبيق العقوبات و عدم احترام الاخرين و الرأي الاخر (وهو ايضا جزء من نفس التراث)ولا يحله الضرب بيد او يدين من حديد او فولاذ

مع احترامي
27-12-2011 04:16 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات