سنّة العراق في الفخ


غاب القط العب يا فار
في التاسع من نيسان ليلة سقوط بغداد بأيدي القوات الأمريكيّة قال لي والدي رحمه الله إنّ هذه الليلة هي آخر عهد لحكم زعيم سنّي للعراق الموحدّة وكما قال مسعود البرزاني رئيس اقليم كردستان مؤخّرا بأنّ حكم العرب السنّة للعراق قد ولّى ولن يعود وعليهم ان يقبلوا بحقوقهم الطبيعيّة وبأن زمن حكمهم العراق لوحدهم وحرمان الشيعة والأكراد من حقوقهم قد ولى ولن يتكرر (حسب زعمه) .
والأسبوع الماضي اعلنت امريكا انتهاء العمليات القتاليّة لقوّاتها في العراق وسحبت جميع قواتها بعتادهم إلاّ النزر اليسير الذي ادّعت انه لمهام تدريبيّة فقط وكان الخلاف بين البلدين كما يُشاع حول الحصانة التي ستمنح للقوات الامريكيّة المتبقيّة في القاعدتين العسكريتين للأمريكان في العراق بعد انسحابهم من اخر قاعدة عسكريّة في الناصريّة جنوب العراق .
عندما نجحت القائمة العراقيّة في الانتخابات الأخيرة وتفوّقت على قائمة المالكي (امين عام حزب الدعوة) بمقعد واحد وكان العلاّوي هو الأحقّ بتشكيل الحكومة تدخّل زعماء ورؤساء دول لتسوية الموضوع بأن سمح لبعض انصار العلاّوي الممنوعين من ممارسة العمل السياسي بحجّة قانون إجتثاث البعثيين الذي عُدّل اسمه لاحقا وكان منهم صالح المطلق الذي استلم نائبا لرئيس الوزراء الملكاوي إضافة لترأس العلاوي مجلسا وهميا عالي الشأن .
المهم ان الامريكان وحال خروجهم كشّر (جواد)النوري عن انيابه وهو يمثّل الطائفيّة الشيعيّة التي يبغضها الكثير من شيعة العراق العرب المسلمين والذين كانوا يهتفون يوم سقوط بغداد (اخوان سنّة وشيعة وطنّا ما بنبيعة) ولكنّ المالكي آثر أن يثير الفتنة بعد خروج الأمريكان ليُثبت للعراقيين أنّه حاكم العراق الفعلي فاختلق تهمة لطارق الهاشمي السنّي نائب رئيس الجمهوريّة كما طلب من حكومة كردستان تسليمه للقضاء العراقي في الحكومة الإتحاديّة للتحقيق معه في تهمة الارهاب الملفّقة فماذا اختلف في هذا السلوك عن الرئيس الراحل صدّام حسين عندما كان نائبا للرئيس العراقي المهيب احمد حسن البكر(وانا هنا لا اقارن بين الرجلين) بل واصبح يردد ان إئتلافه مع العراقيّة لا يصلح ويريد تشكيل الحكومة من الأغلبيّة .
لا شكّ ان الوضع في العراق العربي يهم العرب جميعا خاصّة دول الجوار وأن هذه الدول يجب ان لا تسمح للعبث في الوضع العراقي واستباحة ارضه ووحدته وسيادته وان المالكي يجب ان لا يستغلّ خروج الأمريكان وكأنه يطبّق المثل القائل (إن غاب القط إلعب يا فار) وان لا يُسمح له بوضع سنّة العراق في الفخ الطائفي الشيعي الذي يُمثّله المالكي وهنا يأتي دور دول الجوار التي طالما اجتمعت لتساعد العراق للنهوض من جديد ويجب ان لا يعود من جديد التخوّف من المثلث الشيعي في المنطقة وأن لا يُترك العراق للمجهول .
ويجب ان لا يُسمح لدول خارجيّة ان تأخذ مكان امريكا وبريطانيا في العراق وانّ على الجامعة العربيّة ان تأخذ دورها كما تفعل الان في سوريا لحماية العراق من التقسيم .
ولا يمكن لاحد من السنّة ان يقول انّه ضدّ التشيّع للخليفة علي بن ابي طالب كرّم الله وجهه فهو من آل البيت واحبّ الرجال إلى نبيّنا محمّد(ص) وهو من إفتداه بنفسه ليلة الهجرة ولكنّ بعض الساسة من المسلمين الشيعة الآن لهم آراء وافكار تضرّ بالمسلمين ومصالحهم الدينيّة والدنيويّة .وما التفجيرات التي حصلت مؤخرا وادت الى عشرات القتلى والجرحى ما هي إلاّ دليل على وجود جهات تعمل حسب مخطط واهداف مرسومة بهدف تقسيم العراق بداية الى فدرليات ومن ثم إلى دول طائفية بديموغرافيات رُتّبت مسبقا ويكون للسنّة فيها القليل القليل من الغنائم فأين هي جامعة العرب ام مفرّقتهم واين هم زعماء السنّة في الدين والسياسة واين هي هيئة علماء المسلمين في العراق وخارجها أما آن الاوان لنعترف بحقيقة انّ هناك ظلما يقع على سنّة العراق أوليس هم مسلمون ويجب على العالم الإسلامي ان يُنصفهم أولا تستطيع جميع تلك الجهات إنصافهم بعد ان ذهب الرجل الذ استطاع لوحده إنصاف جميع طوائف واطياف الشعب العراقي وحماية حدوده ووحدته وسيادته ........



تعليقات القراء

محمد الجبوري
المالكي حين طلب منة التعريف بهويتة افاد" انا شيعي اولا, عراقي ثانيا عربي ثالثا ومن حزب الدعوة رابعا ". الخطأ الفاضح كان بتجاهلة لهويتة المسلمة ولجوءة الى المذهب. فهل سمعنا ان احدا منا يعرف هويتة انا سني اولا. من هذة العقلية الظلامية ومن قلب يقتلة الغيظ والحقد ورغبة جامحة بالانتقام من العرب السنة تولى هذا الوحش رئاسة الوزراء منذ 2006وللمرة الثانية مسلحا بدستور يولية قيادة الجيش وكافة الاجهزة الامنية وفي مقدمتها جهاز المخابرات, وفوق ذلك يتولى وزارة الدفاع والداخلية والامن الوطني. فهذة السلطات الشاملة والخطيرة بيد المالكي دفعتة من وضع الاقتدار على مطاردة السنة اغتيالهم, اعتقالهم وفبركة التهم والدسائس لهم تحت سمع العراقيين وسخط العرب السنة ضحايا بلا ذنب اقترفوة. ابطال العرب السنة وهم المستضعفون لديهم الاباء والشجاعة لرد الظلم ودحر الديكتاتور, انهم الشجعان البواسل ولن يتركوا لمواجهة جحافل الصفويين منفرديين فنحن في الاردن وجميع دول الخليج والعالم العربي وتركيا سنكون السند القوي المتعاظم القوة لمؤازرة العرب سنة العراق, مقابل اصنام المجوس التي تغرق في دمشق والعراق وقم وطهران. ايها المالكي اقترب موعد رحيلك غير ماسوف على طغيانك وغلك وحقدك وضغائك ولن تهدء الاوضاع الا بقذفك عنوة الى المكان الذي تستحق وامثالك .
24-12-2011 08:16 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات