لماذا نحن هكذا ؟؟


استهل مقالي بابيات شدتني للامام الشافعي رحمه الله حين قال :
نعيب زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيب سوانا
ونهجو الزمان بغير ذنب ولو نطق الزمان لنا هجانا
وليس الذئب يأكل لحم ذئب ولكن يأكل بعضنا عيانا
فعلى مر الايام ما من زمن الا وقيل عنه زمن كذا وكذا ومهما كان التوصيف والوصف فإننا نلقي التهم على الزمن جزافا وانه سبب البلاء .. ويستمر اتهام الزمان دون انصاف او عداله فنرى اللص والفاسد والخائن والمرابي ثم نشكي الزمان وقلة بركته .. نعاني دنيا التصنع والرياء أو بعبارة اخرى مسح الجوخ ومخادعة من هم أمامنا .نتحول في الظلام الى كواسر وجوراح ننقض على فرائسنا وننهشها فالطمع والجشع تشبع في النفوس المريضة وأصبحت تطوقها تطويقا .. فسلوك الانسان اصبح موزعا بين المصالح والاهواء وليست قيمة ما يملك من مال او جمال أو كبر سن فالفتى ذو التجارب القليلة سيرتفع فوق اكتاف الرجال ليخطب فيهم واما من كان قليل التواضع فإن قيمته تقاس بقيمة طفل صغير لا هم له الا اللعب مع اقرانه في الشارع ..
ارضاء البشر غاية لا تدرك فالسعد يشرق مرة ويغيب مرة اخرى .. فنحن بشر إيانا ومنع مد يد العون على احد ما دام الخير موجود فلنقض حوائج بعضنا ولنوافق طباعنا على طباع بعضنا بالخير والسلام ورفع الاذى والظلم وحفظ الود .والبعد عن لسان البغض والرياء والحسد .. والابيتعاد عن القاء بعضنا في اتون حارقة لتأكلنا هشيم النار .. وكم استغرب واتسائل لماذا يتم القاء تلك التهم على الناس بدون ادلة واقعية فنرانا في الصالونات السياسية نستسيغ ونعشق مضغ سيرة فلان وفلان ورش الاتهامات رشاً اما في اجتماعياتنا فترانا نلصق الرؤوس ونبدا بالكلام والاتهام حتى بات بيت العزاء مجلسا للاحاديث واكل لحوم البشر لا للواجب ... ثم تتفاجأ بهؤلاء الناس الذين اثاروا تلك البلبلة واطلقوا سراح لسانهم للقيل والقال ولم يسلم احد من ملاحقة اتهاماتهم لهم واعتمادهم على معايير معينة بأنهم يعودوا للرضوخ لنفس الفئة التي تحدثوا عنها ضد من كانوا مستمعين لهم في البداية وهكذا تكون تلك لهم مهنة ولقمة عيش من الايقاع بين البعض والقاء شباك الاتهامات الواهنة وهم رجال مهنتهم مص دماء بعضهم تحت اغطية مزورة يحلمون بالحصول على الامور النفيسة دون بذل جهد او تعب .. نقول لهم ان القناع سيذوب ويبلى وتظهر حقائقهم واصولهم .. فطمعهم للصعود بتلك الطرق الباطلة لن يدوم فالقناعة هي الغنى الحق يجب التمسك بأذيالها دوما .. والقناعة عزة نفس وخلق رفيع .. وليس للانسان الا ما سعى ..
نعيب زماننا ونتهمه بالمراوغة والخداع ونشتم زماننا ولم يقترف ذنبا ولم يسرق ولم يقتل ولم يبطش ويجني .. لماذا اصبحت دنيانا دنيا رياء ومصانعة وارتضاء .. واذا تأصل فينا ذلك أخذنا نخادع بفجور ونرتدي لباس الضأن ونحن في الواقع ثعالب ماكرة تمكر وتكيد ...نحن بأمس الحاجة اليوم للغفران والتسامح والوقوف صفاً الى صف نحتاج للابتسامة والبشاشة والعفو عن الزلات .
نحتاج للعدل مع انفسنا ومن حولنا .. لا ان تكون نفوسنا ككلاب تنبح على ابواب الطمع والجشع والحقد ...
ايها الانسان فنحن نعيش زمانا ً عصيبا ً نأكل لحوم بعضنا عيانا وعلى مرأى من الاعين .. نشحذ ألسنتنا بما يسيء ... فلنزدد حلما عندما يزدادون سفاهة ولنكن كعود زاده الاحراق طيبا ..
فلنعدل مع انفسنا ولنتق الله ولنتوقف عن القاء التهم على البغض والمشاحنات ..



تعليقات القراء

هذلول
....................
من الصعب جدا مسك الحرامي\الفاسد مسك اليد هذه الايام
ولذلك يسمح للصحافه بتوجيه النقد\الاتهام
مع عظيم احترامي
22-12-2011 08:42 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات