في الوقت الذي يخون فيه الفاسدون ومرتزقة الفساد وأعوانهم الأمة وفي الوقت الذي يهدد فيه كياننا الوطني .. يطعن المتسلقون والمنافقون الشعب في ظهره .. لقد قدم الأردنيون تضحيات هائلة لتحمل تكاليف كل برامج الإصلاح الاقتصادي والمالي ولم يكونوا أبدا المستفيد الأول من كل ذلك فالشعب يعلم بأن الخطباء الذين يخطبون على كراسي الحكومة ويلقون أجمل الخطب يتعشون عشاءاً حسناً كل يوم بينما ينام الكثير من الأطفال وأبناء الأمة في هذا الوطن وهم يحلمون بفتات موائد السادة .. إن التدابير الاستثنائية التي تتوارثها الحكومات المتعاقبة في تقديم الشعب كقربان وضحية متجددة لمراكز قوى الفساد يجعل من كل حكومة أقدمت أو تفكر بالإقدام على هذه الخطوة بمثابة الابن البار لأعداء هذا الوطن وهذا الشعب .. إن الديمقراطية والعدالة التي ينشدها الأردنيون هي القضاء على الفقر والجوع الذي يعانون منه وهم يرون مجرمي الفساد يعيثون في طول البلاد وعرضها نهباً لمقدرات الأمة حتى أصبحت ثرواتهم تقدر بالملايين دون أن يساقوا جميعاً إلى المحاكمة .. إننا نطالب رئيس الوزراء بالإفراج الفوري عن وظائف الفئة الرابعة في الوزارات ليتمكن الناس المطحونين من إعالة أسرهم بدلاً من تعيين مستشارين للوزراء راتب الواحد منهم يعادل رواتب ثلاثين من هؤلاء وأسرهم .. فلا يجوز ولا بأي حال من الأحوال ترك الضعفاء من أبناء الوطن يواجهون مصيراً بائساً بعد أن تخلى عنهم نوابهم فلقد ملوا من الجلوس على مقاعد المدرجات وهم يشاهدون غزوات ومعارك وصراعات القوى المختلفة دون أن يلتفت احد إلى معاناتهم .. فهل سيكون الرئيس ابناً باراً لهؤلاء الضعفاء ومصالحهم ؟

رئيس تجمع شباب البادية الشمالية للفكر والثقافة