إشارات إلى أي شيء باستثناء المستقبل


هذا المقال ليس رداً على مقال الأستاذ العزيز إبراهيم الغرايبة والمنشور في صحيفة الغد بتاريخ 15/12/2011 تحت عنوان " انتخابات الجامعة الأردنية: إشارات إلى المستقبل"، وإنما هو محاولة لطرح واقع الجامعة الأردنية – الذي لا يختلف كثيراً عن واقع باقي الجامعات الأردنية الرسمية منها والخاص - ، واقع لا يمت بصلة لواقع أمتنا العربية، واقع منفصل عن واقع نعيشه محلياً، وواقع لا يمكن أن يبني مستقبل.
الجامعة الأردنية ما زال يحكمها نظام تأديب أقل ما يمكن أن يوصف بأنه نظام ما قبل العصور الوسطى، وإلا ما معنى أن يتم منع توزيع ملصق أو بوستر أو حتى نشرة طلابية؟!! وما دلالة أن تبقى المشاركة في مسيرة أو اعتصام جريمة تصل حد الفصل النهائي من الجامعة؟!!، وما تفسير استمرار حرمان الطلبة من تشكيل تجمعات أو كتل طلابية داخل الحرم الجامعي؟!! أما العمل الحزبي داخل الجامعة فهو الجريمة التي لا تغتفر والطامة الكبرى وفق نظام التأديب.
الجامعة الأردنية تطبق تعليمات لانتخابات اتحاد الطلبة لم نرى مثيلاً لها سوى في بلاد الواق واق، فمن الصوت الواحد الذي تخلت عنه الحكومة ورفضته المعارضة واستغنت عنه لجنة الحوار الوطني، مروراً بتوزيع المقاعد حيث تُمنح كلية لا يتجاوز عدد طلبتها ال70 طالباً ثلاثة مقاعد، فيما لا يحصل قسم يتجاوز عدد طلبته ال1200 طالباً وطالبة سوى على مقعد واحد. أما الحملة الانتخابية فمسموح كتابة كافة الشعارات العنصرية والإقليمية والعشائرية فيما تمنع الشعارات الحزبية والسياسية ولا يسمح بتشكيل القوائم.
انتخابات الجامعة الأردنية هي نسخة عن انتخابات العام الماضي والتي هي أيضاً نسخة عن انتخابات الأعوام الثلاثة التي سبقتها: 20 مقعد تقريباُ يتم حسمها قبل الانتخابات (تزكية وعدم ترشح أحد)، 20-25 مقعد للاتجاه الإسلامي 25-30 مقعد للقوى العشائرية، 10-15 مقعد لقوى مستقلة قريبة من فتح، 3-5 مقاعد لليسار، وباقي المقاعد تذهب لمستقلين.
أعتذر منك أستاذ غرايبة ولكن للأسف هذا واقع الجامعة الأردنية وواقع جامعاتنا الأردنية، جامعات أغلقت أبوابها في وجه الإصلاح والتغيير فمنها من أقام انتخابات على طريقة أحمد عز وحبيب العادلي ومنها من أراح نفسه فلم يعقد انتخابات طلابية.
أما ما يمكن أن نقرأه من إشارات للمستقبل فهو بالتأكيد لن يكون انتخابات طلابية محسومة النتائج مسبقاُ، وإنما هذا الحراك الطلابي الذي بدأ ينضج تدريجياً في جامعاتنا فمن الجامعة الهاشمية "حركة 3 مارس" وآل البيت حملة زودتوها" مروراً بالجامعة الأردنية "تجمع الطلبة للإصلاح" واليرموك "مطالب طالب"، وليس انتهاءاً بإضراب جامعة الطفيلة وغيرها من التحركات. نعم هذا ما يمكن أن نبني عليه ونستشف منه مستقبل جامعاتنا بشكل خاص ووطننا بشكل عام ... وللحديث بقية.



تعليقات القراء

هذلول
الكاتب الكريم

انا مع الحراك

ولكن اذهب الى الغرب لتتعلم ان الجامعات هي للعلم فقط
21-12-2011 03:00 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات