على طريق العودة ..


في زمن اللقاء وعلى بعد أربع سنوات ماضيات ومثلها قادمات , على أمل ووعد ومستقبل , يرسم وينقش , لينير الدرب الذي طال به الظلام مكوثاً من زمن غابر بعيد وما زال .

جسدهُ ممددٌ في غرفت النوم التي لا يغادرها , شاحب هزيل , مسحوق بين الأفكار الذابلة وبين الأمل المعقود على شيء لم يحن وقته حتى الساعة الحاضرة , علامات الإرهاق تبدو على صفح وجهه , كالوردة المتفتحة الساحرة البريق , فما لبثت أو أنه عقب حالة التفتح الذبول , إنه يعاني من ذبوله الشخصي , وفقدان شهية الاستماع والمحاكة , والتشتت ..وانقسام الأفكار وتزعزعها في الروح والنفس , كل ذلك كان قبل أن ينتفض من سباته الطويل , لينهض أخيراً , تصلبت ملامحه , تسمرت قدماه , نظرته جادة لا تخلو من روح التحدي والعزم والإصرار , نعم لقد نجح في كسر طوق العبودية الذي أوقع نفسه فيه ...فالتغير قادم لا محالة وجذري وأصيل .

نعم كل شيء يزول إذا ما تغيرنا من الداخل , لقد ودَّ أن يعتذر لكل من عانوا بسببه , من مطحونين ومقتولين ومهجرين , كان يودُّ أن يلتصق بهم باكياً مستسلماً , معتذراً , منكساً رأسه , لكنه لم يفعل ,الإحساس بالشيء غير تطبيقه على الواقع , وذلك راجع إلى الذات وتسلطها وكبريائها الزائف .

النفس تأمر صاحبها بالسوء , إذ لم يحصنها تتجبر وتتكبر , وتقود صاحبها إلى الرذيلة وتوقعه في الحرام , لتسجنه داخل قضبانها وشهواتها ومتعها الجسدية الزائلة , وتُقطف الثمرات في غير موعدها , ويحصد القمح سنابل فارغة لا تنتج حبَّاً ولا طحيناً.

متسرع كعادته حتى في تحديه وثورته , حتى في مطالبته بحريته !!!, لا يستخدم إلا الضرب بالكلمات والطعن بسيوف المعاني المبطنة بالمدافع والصواريخ العابرة للأفكار , يلوح ويثور وينادي على أمل أن يحصد ثمرة الحرية , فتتوقف الدراجة لتسقط الثورة نتيجة لتشعب الأفكار والمصالح والأهواء , ( فبدل أن تلعن الظلام أوقد شمعه ), والله الهادي والمستعان إلى الخير .

تأزمت حالته النفسية كما هي متأزمة في كل الأقطار العربية , تأزمت لدرجة أن جمع أغراضه في حقيبة سفر كبيرة وأطلق ساقيه للزمن , وفي طريق لا يعرفها بمجهولها وحاضرها ومستقبلها , أتته الفكرة وقرر وعقد العزم على أن يكمل الطريق حتى النهاية , أحس بروح التحدي وقوة تدفق الدم في عروقه ..كظم غيضه وترنح وكاد يسقط مغشياَ عليه , قبل أن يستجمع قواه ..ويمشي ..ويمشي ..سوريا تنتهك ...مصر تنتهك...اليمن تنتهك ...ليبيا ...فلسطين ...العراق ...و...و...على مقربة من كسر القيد .
Baniataahmad15



تعليقات القراء

هذلول
(على طريق العودة.. )

على طريق الغور...

بنشرت سيارتي.....

مع تقديري



21-12-2011 07:51 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات