جراسا -

أكدت الحملة الوطنية من اجل حقوق الطلبة "ذبحتونا" أن حراك طلبة جامعة الطفيلة التقنية يتعرض لتشويه ممنهج وتجاهل متعمد من قبل الجهات الرسمية، وأشارت الحملة في بيان لها إلى أن تصريحات كل من وزيرة التعليم العالي ورئيس مجلس أمناء جامعة الطفيلة يوم أمس لإحدى الصحف اليومية يأتي في هذا السياق.

ونوهت الحملة إلى أن سر هذه الحملة الممنهجة على طلبة "الطفيلة " هو اقترابهم من "الثالوث المحرم" : الخصخصة، القبضة الأمنية والصوت الواحد، وتلمسهم لمعاناة طلبة الجامعات الأردنية كافة، وهو الأمر الذي أدى إلى اعتبار الحكومة ومجلس الأمناء هذا الاعتصام بمثابة معركة كسر عظم، ومن هنا نفهم سر كل المحاولات لتشويه صورة الاعتصام، فمرة يتهمون الطلبة بأن مطالبهم تعجيزية، وتارة يحاولون تقزيم المسألة بموضوع منع دخول رئيس الجامعة إلى داخل الحرم الجامعي.

وهنا لا بد من التأكيد على التالي:

1_ إن مطالب المعتصمين والمضربين يمكن تقسيمها إلى قسمين: مطلبي خدماتي، ومطلبي أكاديمي وتعليمي

2_ فيما يتعلق بالشق الخدماتي فقد أقرت وزيرة التعليم العالي و رئيس مجلس الأمناء ورئيس الجامعة بمشروعية هذه المطالب، بل وأكدوا على أنها مطالب مستعجلة ويجب تحقيقها في فترة زمنية قصيرة وذلك لكارثية الوضع الخدماتي في الجامعة.

3_ فيما يتعلق بالمطالب الأكاديمية والتعليمية، فهي محل الخلاف مع الجهات الرسمية وتالياً أهمها:

أ‌) مجانية التعليم: طالب المعتصمون في البداية بمجانية التعليم إلا أنه بعد الحوار معهم تم التوصل إلى صيغة المطالبة بالخفض التدريجي للرسوم الجامعية وصولاً إلى مجانية التعليم، وهذا ما تطالب به كافة منظمات حقوق الإنسان، بل وأقره العهد الدولي الاقتصادي والاجتماعي الموقع عليه من قبل الأردن. بل إن الطلبة يعكفون على وضع آلية متكاملة حول آليات الخفض والمدة الزمنية المطلوبة، والفوائد المرجوة من خفض الرسوم حيث ستصبح الجامعة منطقة جذب للطلبة من المحافظات الأخرى بما يوفر الفرصة لتطوير وتنمية مدينة الطفيلة بشكل خاص والمحافظة بشكل عام.

ب‌) انتخاب عميد شؤون الطلبة: أكد الطلبة أن الهدف من رفع هذا الشعار هو رفع القبضة الأمنية عن الجامعة، وقد وصل الطلبة إلى صيغة تدعو إلى ضمانات حكومية برفع القبضة الأمنية عن الجامعة بما يكفل حرية التعبير والارتقاء بالوعي الطلابي.

ت‌) الصوت الواحد: طالب المعتصمون والمضربون بضرورة الغاء نظام الصوت الواحد في الانتخابات الطلابية بما يخفف من حدة العنف الجامعي والنعرات الإقليمية والمناطقية والعشائرية.

ث‌) أما فيما يتعلق برئيس الجامعة، فقد أكد الطلبة أن مشكلتهم مع الرئيس ليست شخصية وإنما ناتجة عن عدم قيامهم بفعل أي خطوة للارتقاء بالجامعة وسكوتهم لمدة عامين على أوضاع الجامعة التي لم ترتقي من ناحية الخدمات والبنية التحتية لمستوى مدرسة ثانوية. وما زاد الأمر سوءاً هو قيام الرئيس بمحاولة استخدام القوة لدخول الجامعة والاستعانة بالأجهزة الأمنية في مواجهة طلبته!!!

لقد قدم طلبة الطفيلة نموذجاً راقياً وحضارياً في إضرابهم، فلم نسمع عن مشاجرة ولم يتم تكسير زجاج أو أي من مرافق الجامعة، بل إن الطلبة لم يمنعوا سير العملية التعليمية، استمرت الدراسة في الجامعة دون تعطيل لها.

إن حل قضية طلبة "الطفيلة" تكمن في توفر الإرادة الحقيقية لإحداث إصلاح حقيقي وتغيير شامل في العملية التعليمية يتمثل في إعادة النظر باستراتيجية التعليم العالي المبنية على الانصياع الكامل لصندوق النقد والبنك الدوليين، ورفع القبضة الأمنية عن الجامعات وتشكيل مجالس واتحادات طلابية فاعلة وتعكس إرادة الشارع الطلابي تمهيداً للوصول إلى اتحاد عام لطلبة الأردن.

لجنة المتابعة للحملة الوطنية من أجل حقوق الطلبة "ذبحتونا"