دقت ساعة العمل


كانت الرسالة التي نقلها جلالة الملك المفدى الى شعبه واضحة جدا وان مصلحة الوطن هي المصلحة العليا والاولى فقد اوصى جلالته ان نوقف كل المتسلطين والفاسدين لنزيحهم من طريق الاردنيين الاخيار والابرار اولئك الجبناء المتمردين والمترددين والمتقاعسين عن خدمة وطنهم فلا يملكون اليوم اي خيار سوى الخضوع للعدالة.

وها هو جلالته يصر ويؤكد لا بل يتحدث بعالي الصوت ويخاطب الشعب العظيم ليس من خلال اللقاءات الخاصة ولا من وراء الشاشات او من خلال الصحف بل يخاطب الشعب مباشرة وامامهم موضحا ان الوطن نقي بشرفاءه وهو وطن الاحرار فقط فينزل للشعب بنفسه ويتعرف مكامن القصور والتقصير واين هي بؤر الفساد فكانت عباراته نصرة للمساكين والمظلومين وكانت الضوء الساطع الذي يعرف الجميع من خلاله ان الحق سيعود لاصحابه.

فقد وضعت الحرب اوزارها دون ان يكون بإمكان احد التنبؤ بها وان هذه الحرب هي البداية للقضاءعلى الكثير من الامور و دقت ساعة العمل وحان وقت كشف الاوراق المستورة .

بأقوالنا سننجز صياغة الرسالة الاولى بين سلسلة طويلة من الرسائل التي ستكون نتائجها شديدة الوطأة والتأثير .. وسيحتل الفاسدون موقعا مميزا في اللائحة وسيتم تقديمهم للقضاء ولن يقف الامر عند هذا الحد بل سنتبنى بانفسنا وسنواجه هؤلاء الفاسدون مستخدمين اللهجة الشديدة والفاصلة .

فقد كان الرأي السائد يعتبر الفساد وكأنه خرج منتصرا من صراع مع الحق وانه سيخرج وفي جعبته الملايين وما كان يؤكد هذا الاعتقاد هو تنعم الرؤوس الكبرى التي سلبت مال الوطن .

وفي الحقيقة انهت قوى الحق الغالبة والمتمتعة بالشرف والنظافة والتي تعاني في الوقت نفسه من مفاعيل الاستنزاف والتعب ومضمونها كان يثير الدهشة من اولئك الفاسدين اللذين فلم يتركوا مناسبة واحدة الا واغتنموها وقاموا بابلاغ من له يد في المصلحة وقاموا باستقبالهم في صالونات قصورهم وفيللهم الفخمة ليلعبوا دور الدرع الواقي للفاسدين ولهم بالمقابل من الطيب نصيب أما الان وقد أمل البعض ان يكون لهم اولئك الفاسدون عونا وسندا وقاموا بطرق الابواب لكن خيبت امالهم ولم يلقوا اليهم سوى فتات الوليمة الكبرى ليلتقطوه من هنا وهناك فثار البعض واطلق النار المخبوءة وصعدوا مخالفين بذلك الاتفاقات الباطلة المعقودة بينهم .
وتم فتح الجبهة على الابار المسلوبة والمنهوبة من خزينة الدولة وتم البوح عن الامور الصاخبة التي تحدث في الظلام واعتبر الاخرون ان هناك استفزازا لهم وخيانة واصبحوا مهددين بالاختناق الفعلي ولم يستطيعوا تصور انفسهم يرزحون في السجون مثلهم كمثل القتلة والمجرمين من عامة الشعب فهم اشخاص ذوو نفوذ تتركز فيهم مراكز القوة ولهم مطلق التصرف في مؤسساتهم يعيشون هوس احلام السلطة والقوة وهناك من يواجه الحياة بالجوع والتقشف ويعانون اشكال الحرمان وغيرهم يتربع فوق الثروة والوفرة حيث يتقاسمون ما يوازي رواتب الف من افراد المجتمع فهم المستفيد الاكبر والاوحد من خيرات الوطن وهم الذين يسيرون الاقتصاد بكفة ايديهم ..
واغلقت سلالم الطائرات في وجوه الشخصيات الناعمة والمخملية وردوا الى نحورهم خائبين لكنني اعتب على ابناء وطني ممن يطالبون في اجتثاث الفساد والمفسدين ويقومون بالخروج والمطالبة بالافراج عن الفاسدين اليس هذا مصيرهم واليست هذه النهاية الطبيعية لكل من امتص مال الوطن وعاث فيه فسادا باسم المنصب والسلطة ؟ هل جميع الناس فاسدون الا اقاربنا ومقربينا ؟؟
لقد اتخذت التقارير الموضوعة من قبل شرفاء الوطن والمتعلقة بالفساد مأخذا جديا لا عودة فيه وتركزت على اتجاهات عدة فقدرتهم وارادتهم العظمى للقضاء على الفساد بدون منازع ورغبتهم الشديدة في الاصلاح ومحاسبة الخارجين عن القانون وهذه النقطة الاخيرة هي الحاسمة والاكثر اهمية فقد حان وقت محاربة اكثر الفاسدون شراسة فذلك سيسر الشعب ويغمرهم بالفرح والسرور ويرجع الثقة بان هناك من هو قادر على القضاء على هؤلاء الاشخاص بلا هوادة او رأفة .
وما لنا اليوم الا اخماد نار الطمع وكسر شوكة الظلم وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد ليشهدوا على كل متجني فاسد فاحضروا الدفاتر ونظر الحق في كل ما صدر منهم من قول او فعل وسيقابلون بما يستحقون.
نتحدث عن تطهير الوطن ونحن في جبهات مشتعلة ومستعرة مع نفوسنا في وجه طوفان فساد من حولنا ولا نريد ان تتصدع قلوبنا او تخور عزائمنا او تتبدد بل نريد اخلاصا فالاخلاص لب الاقوال والافعال لانها اذا خلت منه كانت قشرا بلا لب .

نراهم اليوم في نداءات الهوى والظلم وشهوات الفساد وما بقي من مهرب فمد الدعاة للخير والمتربصون للفساد اصابعهم الى السراج واناروه وانشدوا يا نفس ان كنت تصبرين على مثل هذا يوم الحساب فافعلي ما شئت ودكت الارض من حولهم ليتحطم بنيانهم هم يريدون ان يخدعونا فيغلفوا لنا الفساد والفجور والظلم بالادب ، والانحراف بالصلاح والانغماس في الطين والوحل باسم الواقع وورائهم جيوش من مخربين ومفكرين ومدبرين نهاية ما عندهم وطنية بلا التزام ..اسم بلا مسمى ..جسد بلا روح .. وذمم واسعة .. حياة بلا فطرة .. فكر يسكر بين اروقة الاموال .. وفكر هو نتاج الطمع والسلب فكر لا يعرف حقا ولا ربا ولا حسابا ولا نشورا ..
يتفلسفون ويتشدقون ويتفيقهون ويخربون ويدمرون ثم يحشرون انفسهم حشرا تحت الوية الشرف وحماة الوطن ماذا ينشرون ؟ ينشرون اكاذيبهم وتلفيقاتهم ويطرحون فلسفة منهزمو من كل صف فما هاب كل مكرهم فان الحق ابلج لا يخفى على احد ونحن على يقين بان الوطن سيتطهر من كل فاسد مستلب لمال الوطن وها هي البشرى التي نراها في القبض بيد من حديد على الفاسدين ومن والاهم واني استبشر بهذه الخطوات المباركة خيرا .

حمى الله الوطن وايد الله الشرفاء في القضاء على الفساد واربابه في ظل حضرة الجلالة الملكي الملك عبدالله الثاني بن الحسين المفدى .



تعليقات القراء

هذلول
(دقت ساعة العمل)

الى الامام الى الامام

الى الامام الى الامام

من انتم

مع الرحمه على العقيد

والتقدير للكاتب
19-12-2011 10:05 AM
سالم
الى الامام للقضاء على الزمرة الخبيثة من الفاسدين وهلا عمي
19-12-2011 07:45 PM
راقي الاحساس
كاتب اسلوبه سلس وسهل ويوصل الفكرة باسلوب جميل ومن اشد المعجبين بمقالاتك
19-12-2011 08:07 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات