بلدتي؟!


تعدّ دراسات المدن عموماً من الدراسات المهمة، فالمدن من حيث تطوراتها الاجتماعية والاقتصادية والفكرية والإدارية والسياسية تمثل الوحدة الحيوية والجزء الفعال من حركة التقدم الحضاري لأيّ مجتمع من المجتمعات، وإن عملية التأريخ بموضوعية لمدننا الأردنية تعد مسؤولية وطنية ومجتمعية تقع على عاتقنا جميعا للحفاظ على تراثنا من جهة ولتعزيز وحدتنا الوطنية من جهة اخرى.

اليوم نطلق مبادرة جديدة بعنوان"بلدتي"، وهذه المبادرة تتضمن التأريخ لكل بلدة أردنية" مدينة، قرية"، بحيث يتولى أبناء كل بلدة بكتابة تاريخ بلدتهم وتوثيق تراثهم بأنفسهم من خلال فريق عمل يتطوع لهذه الغاية ويعمل ك" مؤرخ محلي"، بحيث يتم عرض مخرجات عمل الفريق على هيئة مختصة من كبار البلدة وشيوخها ووجهائها وعلمائها ومؤرخيها -إن وجدوا- لاعتمادها؛ ثم يصار إلى عرض الموضوع على المختصين في الجامعات والمؤسسات الرسمية لتنقيحه من الناحية العلمية والتاريخية؛ ويصار بعدئذ إلى إصداره على شكل كتيب من قبل وزارة الثقافة.
أما المنهجية التي يرتكز عليها تنفيذ هذه المبادرة، فتتضمن تشكيل فريق مختص من أبناء كل بلدة ممن لديهم الرغبة والقدرة على تنفيذ هذا العمل الضخم، على أن تتشكل لجنة توجيهية عليا في كل محافظة؛ لتتولى تنسيق جهود كافة الفرق في الميدان وإطلاعها على آلية العمل وشرح الخطة التنفيذية والأطر الزمنية لها.
كما وتتضمن المنهجية؛ التأريخ للإنسان وعلاقته بالمكان، فيتم الإشارة إلى السكان وتطور حياتهم الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية وانجازاتهم التاريخية وآثارهم الماثلة للعيان من عمران ومدارس وجامعات ومساجد وكنائس ومضافات إضافة إلى المخطوطات والمؤلفات والوثائق التاريخية؛ ويشمل كذلك الإشارة إلى المشاهير والأعلام من علماء وفقهاء وشيوخ عشائر ووجهاء ومعلمين وأطباء وضباط وشهداء ورؤساء وأعضاء مجالس محلية ونيابية ووزراء وأعيان وقضاة وغيرهم ممن يستحق أن يؤرخ لهم.

وسيتضمن التأريخ والتوثيق للبلدات الأردنية في العهد الهاشمي منذ انطلاق الثورة العربية الكبرى، ليصار إلى إصداره على شكل موسوعة متكاملة في الذكرى المئوية لانطلاق هذه الثورة؛ ليشكل إضافة تراثية نوعية يفتخر بها كل الأردنيين.

اختيار محافظة عجلون كمرحلة أولى من هذا المشروع للبدء بتنفيذ المبادرة بعد أن يتم بلورتها بشكل نهائي؛ مع المهتمين بالمحافظة؛ وتقديمها بشكل رسمي إلى وزارة الثقافة، حيث بارك معالي وزير الثقافة مشكوراً الفكرة عندما عرضتها عليه شفوياً؛ وأبدى استحسانه لهذه المبادرة ثم وعد بدعمها، غير أن هذه المبادرة تحتاج إلى دعم جهات اخرى إضافة لوزارة الثقافة؛ ونتمنى أن تبادر العديد من المؤسسات الوطنية إلى تبنيها وإخراجها إلى حيز التنفيذ.


a.qudah@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات