الجزء المفقود من مسلسل وادي الذئاب


يتحدث السناريو عن ثلاثة شباب اتموا العقد الثالث من اعمارهم ودخلوا عقدهم الرابع وبدئوا كغيرهم سعداء في مرحلة الطفولة وانهوها سريعاً فالأول مرت به تلك الحقبة قبل ان يرتد طرفه اليه والثاني شعر كأنه قام من مقعده وجلس مجدداً والثالث كأنه دخل من باب وخرج من باب اخر , لعبوا وتعبوا حتى انهكت اجسادهم وتعلموا كثيراً من هذه الحياة وبعد ان وصلوا الى مرحلة النضوج سدت الطرق بوجههم وظهرت اوجاعهم فنزفت جروحهم فضنوا انه القدر وان كل شئ مكتوب من لهم من عند الله مع ايمانهم المطلق بذلك .

ففي مراحل النضوج التي شابتها القسوة بسبب سيطرة مسؤولي دولتهم على كافة الفرص ومنحها لمن لا يستحقونها , حينها حرموا من الدخول الى اجواء العلم والعمل والابداع وتقديم الخدمة لمجتمعهم فأصروا ان يتعلموا كغيرهم وفعلوا ما أرادوا الا انهم أنهكوا أسرهم بسبب ما قدمته لهم في سبيل الحصول على شهادة علمية لأنها سلاح فتاك في هذا العصر فحملوا العلم بيد وحملوا الطموح والارادة باليد الاخرى , لكن غياب العدالة في دولتهم سلب منهم ما حملوه فقد ارغمتهم تلك الظروف على مواجهة صراع واقعي , فاستعدوا للمواجهة وانتزعوا اذناً من الجمل من اجل البقاء واكمال مسيرة الحياة التي تكفل بها رب العزة الا انه عندما يغيب العدل في الارض فان الفساد سينتشر ويضئ الظلم ارجاء البلاد ويُهلك العباد بعد ان تشع انوار المجاعة في كل مكان .
فعندها لا تكتفي الذئاب بما لديها من طعام وتبدأ بالعبث ونشر الخراب في كل اتجاه وتبدأ بسفك الدماء من غير وجه حق لانها تعلم بانه لا يوجد حساب دنيوي مع عدم ايمانها بحساب الاخرة .
فقد اجتمعت قطعان الذئاب وسلبت حقوق الشباب الاردني وتلذذت بذلك والتفت على طموحاتهم وسيطرت على ممتلكاتهم الفكرية والمادية .

فلن ننجو من تلك القطعان الا بإقامة العدل في الأرض لانه واجب , فبدونه لن تكون الحياة فسيحة وانما ستضيق بمن يعيشونها .
ولنا العبرة بعدل عمر بن عبدالعزيز عندما كان الاسد والغنم والذئب ترعى في عهده في موضع واحد , فعرض ذئب في ذات يوم لشاه فعدا عليها فقال الراعي ( انا لله وانا اليه راجعون ) ما أرى الرجل الصالح الا قد هلك فحسبوا هذا اليوم فوجوده انه يوم ان مات عمر .

فلن تكف الذئاب مخالبها عن الشباب الاردني الا بأقامة العدل وبتطبيق مبادئ المساواة بين الجميع وبوجود انظمة وقوانين تحد من تغولها على مقدراتنا وحقوقنا .

فمن سيتحمل مسؤولية بقاء اثنين من الشباب الذين ذكروا في البداية من دون زواج الى الان وثالثهم تزوج بشق الانفس ولا زال يعاني من ضنك الحياة وقلة الحيلة فأصبحت حياتهم اشبه بالمستحيلة في ظل الظروف المعقدة التي نعاني منها والتي رسمها الفاسدون في وطن يخجل من نفسه بأنه يؤوي زمرة منهم .

واخيرا فأننا نرجوا الله تعالى ان يحمي الاردن من الفاسدين وان يديم نعمة الامن والاستقرار وان نحصل على جميع حقوقنا بسلام ومحبة وان يوفق ملك البلاد لخير العباد .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات