تحدث جلالة سيدنا بكل صراحة وبكلمات تنبيهية لبعض المسؤولين في الدولة بوجود شكاوي حيال ترددهم في اتخاذ القرارات ووجه رسالة ذات مغزى وذات بعد طويل غير قابل للتأويل أو المراجعة في ضرورة تحمل المسؤول أعباء منصبه ومسؤوليته وان يتخذ القرارات المناسبة لها .
ولم تأت هذه العبارات من فراغ بل أتت من مشاهدات شخصية من جلالة سيدنا المفدى خلال زياراته الفاجئة الاخيرة حيث على واقع الحال دون تزوير او تبديل فرأى وعاين وعرف الملتزم وعرف المتهرب والمتنصل من اداء دوره الموكل اليه .. وعلق على المقصرين ووجه اليهم الكلمة النهائية في جلسته الاخيرة تلك بوضع حصاة تحت ألسن محترفي التبرير .
نعلم كل العلم ان ابراج الفساد بدأت بالانهيار فلم يعد احدا قادرا على الاختباء وانتهى عهد التغاضي عن التوافه مهما كانت صغيرة ، واصبحنا في الفترة الاخيرة تلك نرى نشاطا ملفتا مختلف القطاعات والتي عملت على جز الفساد من بؤره والمقصرين فالرؤوس التي أينعت حان قطافها ..
نعم فقد دقت ساعة العمل التي نادى بها جلالته القائد الاعلى للقضاء على المتآمرين واصحاب الاجندات الخاصة لكل من افسد الوطن واستباح خيراته وحلب الحقوق حلبا وتطاول وعاند فثار كل متألم ونادى بقطع تلك الرأس لا بل طالبوا بأن تـُملأ أفواههم بالتراب كما كان مصير فرعون عندما تجبر وتعنت وتكبر ..
لا حصانه لأحد ولا أحد فوق القانون فلا يوجد مجال للمحاباة او اللف او الدوران او وضع الحلول الهزلية او تلك المندرجة تحت بند القرارات المخدرة للوعي ..
إشارة جلالة الملك لتلك الامور بليغة والدلالة فيه صارخة .. وعندما تنشج المزاريب فإنها تنشج من الاعلى وليس من الاسفل ويجب محاسبة كل مسؤول عن كل تقصير حتى نصل لإجتثاث كل رأس مهما كبرت أو صغرت .. فوطننا وطن الاحرار لا يتجاوز عن الاخطاء مهما كان فاعلها .. فالظلم ظلمات والفساد ينقض البنيان العالي والتقصير جريمة وكلكم راعٍ وكلما علت المناصب والدرجات تزداد البشاعة إن صدرت منها النواقص ومن هنا جاء التحذير لهم تحديدا فهم القدوة ..
اننا لا نرغب بسد الثغرات البنيان بل نريد ان نبني بنيانا متماسكا لا يتقوض ولا ينشرخ .. فلا نريد مراوغة ولا تنصل ولا تقصير ولا مماطلة ولا تحذير ، فليبدأ الجميع العمل على مسار موحد تتسع نطاقاته بالخير لا بالفساد ، ولتتوسع رقعة الانجازات العامرة بالخير لا بالفجوات ..
سنزرع الخير بأيادينا وسنقتلع اشواك الشر بأيدينا .
سنرفع كل شريف معطاء للعلا .. ولكل فاسد فالقعر له مستقر
حمى الله الوطن في ظل القيادة الهاشمية المظفرة