حاولت جهدي أن اعيد الاستماع لما قاله أحد الطلاب في جامعة الطفيلة التقنية عن أسباب أعتصامهم ومطالبتهم برحيل رئيس الجامعة ونائبه ،لربما أكون مخطأ وخصوصا أنني اعاني من ضعف السمع في أذني اليمين وكررت الاستماع لأكثر من مرة من خلال البحث عن نشرات الاخبار المحلية في الاذاعات الاردنية .
وكانت المفاجئة مصيبة بحد ذاتها وللحد الذي جعلني أصرخ بأعلى صوتي من نافذة السيارة التي كنت أستقلها وأقول بصوت عالي ..بس بس هذه مطالبكم ؟ فهم يطالبون بحمامات صحية ومقاعد لحضور المحاضرات وكولارات ماء للشرب ومكتبة كي ينهلوا منها المعرفة، وأعادني هذا الشيء الى بدايات دراستي العليا عندما ذهبنا للجامعة وتكرمت علينا إدارة الجامعة بجولة في مرافقها وخصوصا اننا أول دفعة في الجامعة ، وكان عميد شؤون الطلبة حريصا على إبراز ما توفره الجامعة من خدمات مرافقة واساسية كالحمامات والكراسي المريحة وكولارات الماء وتم ختام الجولة في قاعة المكتبة العامة .
وفي نفس الوقت يرتفع صوت طلاب جامعة الطفيلة التقنية ويمنعون الرئيس من دخولها من أجل كرسي وحمام صحي ومكتبة وكولر ماء ، و تطالب وزارة التعليم العالي جامعاتنا برفع مستوى الدراسة والبحث في جامعاتنا كي نتجاوز حاجز رقم 700 في تسلسل الجامعات في العالم بناء على أخر إحصائية لموسسة كيو أس لتقييم الجامعات في العالم ، وتقوم ابواق التعليم بالتبجح لوسائل الاعلام عن وصولنا لهذا الرقم .
والشيء الأخر أن دائرة الاعتماد في وزارة التعليم العالي تحرص على وضع هذه الامور من أساسيات شروط الاعتماد للجامعات الخاصة وتنسى في نفس الوقت جامعاتنا الحكومية ، ومع ذلك تكتفي جامعاتنا الحكومية بتوفير سكرتيرىة لكل رئيس قسم أو عميد كلية ومكتب يتسع لعشرين كرسي دراسي وكولر ماء ( بارد ساخن ) ومكيف ( بارد ساخن ) ومصعد لايصل إلا عند مكاتب الادارة فقط كي يقوموا بعملهم بحب وتفاني ، أما الطلاب عليهن أن ينهلوا من العلم وهم واقفين وممسكين ما بين أرجلهم في البرد والحر .. كان الله هو المستعان يا وزارة التعليم العالي .