انت ارض وجو وماء وقيادة لكم العشق والحب والانتماء لكم من مغترب عنكم كل الولاء لراية تخفق في سماء الشرفاء وحنين قلب لكم اتعبه العناء ونفس تواقة لوطن بهي وضّاء وعقل يقول لم يحن اللقاء حتى يرحل الاشرار والفاسدين واللقطاء ممّن استفادوا من خيرك وكالوا لك الذم والهجاء الا لعنة الله عليهم صباح مساء .
اعتقدوا انك ضعيف فنهشوا منك حتى الثراء ولم يشبعوا واغتالوا فيك النقاء ولكن هيت لهم فهم منك براء لانهم ليسوا من ابناءك الشرفاء فهم لقطاء الجوع والحسد والرياء هم منك انتسابا ولكنهم اصل البلاء وانت الغنيّ عن التعريف وهم الغرباء انت الاصل والوصل والاباء وهم الزيف والنكران وعنوان الشقاء .
انت الحسب والنسب انجبت قادتك العظماء اهل النخوة والعطاء من نسل النبوة جاءوا مثال الطهارة والحكمة والعدل والوفاء وهم من نسل الشياطين عجنوا بلا اخلاق او ضمير كالخفافيش في ليلة ظلماء يحللون ما يهوى لهم ويسرقون حتى الماء والزرع والهواء الا تبا لهم على فسادهم وافسادهم لبني جلدتهم لينضم لهم الجبناء .لذى شربت نخب كأسك يا وطني حبا بارضك وقيادتك ورايتك الخفاقة بالسماء وتاجك المرفوع دوما بالعز والزهاء .
شربت كاسك بلا ناسك اللذين لم يعرفوا الحب والصدق او الوفاء ورضعوا من كاس الذل والإماء بينما كاسك كأس الحب والعقيدة والايمان بالله صاحب حسنى الأسماء .
اولئك ابعدوني وغربوني عن الاهل وعنك وعن الاصدقاء لانني لم احتمل الكذب والنفاق ومن اجلك احتملت على مضض البعد والجفاء .
ودعوت ربي ان اعود كريما بين الكرماء او مسجّا بين ايدي البراء لكي لا اراك يا وطني تعاني من الانذال والفاسدين الاشرار الغرباء وتدمع عيني عليك دما من قهر الزمان وحرقة البكاء على ما كان فأنت تستحق المجد والبقاء احرام على ابناءك الاشراف ان يعيشوا فيك وحلال على الفاسدين الجبناء .
كم تاتي في خاطري لاني ادمنت على حبّك ولكن صبري اقوى من الادمان لأنه صراع البقاء وكم الوم نفسي على هذا الجفاء ولكنّ الصدر مليئ بصديد الغدر واللؤم والعناء .
وطني تسقي ابنائك الشرفاء كؤوس المجد والفخر لكي تحبَّبهم بالحياة في حضنك وتحبّبهم في البقاء ولكنّ بعضهم لا يحتمل لأن ظلم ذوي القربى اشد مضاضة من وقع الحسام المهنّد فكيف إذا كان الحسام مثلّم وبأيدي العصاة بنوا الأنواء والأهواء يتلذّذون بالظلم والإعياء .
وما زلت اتمنى ان اصحو ليلة لأجد نفسي بين احضانك وعيني شاخصة لرؤيتك تعانق السماء وكم ليلة قدْر ادعو الله ان يحفظك من كل سوء ويُبعد عنك كلّ خوّان وكلّ رياء وينقّيك من كل رجس ومن كل ظلم اصابك من حثالة عبدوا جيوبهم والفلوس ونسوا من هو في السماء وتباهوا بما يملكون في الدنيا من مال وبنين ونسوا ان كل ذلك في الآخرة دون غطاء يقيهم من حرَّ جهنم بل ودون رداء .
دعني يا وطني اشرب كأس المرار والغربة والإغتراب بعيدا عنك لأن الغربة فيك اقسى وأشدّ بلاء وانني بدلا من مديحك وهذا واجب تراني اغوص منك في الرثاء .
دعني أحلم بليلة ظلماء يأتي بعدها فجر ربيعي وضّاء سأحتمل الليل من اجل ذلك الفجر الذي سيأتي بالحريّة والأمان والنظافة من كلّ وزر ونائبة وعين حسود ومكيدة مدبّرة كانت بك تنهش الأخضر واليابس على السواء .
انا لست مُحبط أو سوداوي يا وطني ولكننّي مقهور قهر الرجال في شدائد ليس لهم فيها حول ولا قوّة ولا يستطيعون بقدراتهم ردّ البلاء فيشكون الله الباري الكبير على كل مُحال ان يُبعد الاشرار ويعيد المسلوب من ثرواتك التي عجزت حكوماتك عن اجتثاث الفساد وردَّ المسلوب مهما كان فيها من وزراء أو رأسها من حكماء فالبلاء طمّ وعمّ واصبح معظم شعبك للعدالة والمال فقراء وهم يُدركون انّ لهم ربُّ يحمدونه ويشكرونه في السماء وعلى الارض مليك يشعر بحالهم وهولا يكلّ ولا يملّ من العناء يجول الدنيا ليلا نهارا وصباح مساء قاصدا راحة شعبه وعنه تخفيف الأعباء .
دبي – 4/12/2011