الربيع العربي .. اذا يبدأ اصحابه بالحصاد


نقول لتونس أبو القاسم الشابي .. مبارك عليك الديمقراطية الحقيقية ومبارك عليك عودة السلطة للشعب ومبارك عليك ربيعك المزهر الذي أزهر و ازهرت معه كل الحدائق والجنان بعد طول غياب

لمغرب طارق بن زياد نقول .. مبارك عليك ربيعك الذي رسم وكتب بمداد من نوع آخر، ريشة فنان التقط عنوان المرحلة و أيقن بأن عصر الشعوب قد بدأ فتراجع مفسحاً المجال لأزهار الربيع بأن تتفتح ... مبارك عليك عودة الحياة لشعبك الذي كان دوماً على الميعاد مع الحرية

لمصر سعد زغلول وعرابي نقول ... مبارك عليك ثورتك التي أزهرت أزهار فرعونية روية بدماء عربية غرستها أيادي أبنائك الأحرار في حدائقك و نثرت أجمل البذور فأنبتت أجمل الزهور .. هاهو شعبك يسترد روحه ويستبدل ذله وخنوعه بإرادته يقرر مصيره بيده و رفض أن يقطف أحداً غيره أزهار ربيعه ..

لليبيا عمر المختار نقول ... مبارك عليك ربيعك الذي كانت عظام أبنائك غراسه وبذاره وروته أنهار من دمائهم الطاهرة وسطعت عليه شمس الشجاعة ... صنعه أبناء شعبك المخلصين الذين آمنوا بأن الحق يغتصب اغتصاباً من بين مخالب الظلم و ؤخذ غلاباً ولا يستجدي استجداء ولا يكون مكارم وعطايا ..
لليمن السعيد نقول ... مبارك عليك ربيعك العربي الأصيل الذي رسم بصلابة سواعد أبنائك فأزهر وسيزهر أكثر فأكثر قريباً بعد أن يقتلع رجالك ما تبقى من الأشواك السامة التي ما زالت مغروسة في حديقتك الرائعة فتعود اليمن السعيد إلى سابق عهدها سعيدة وجنة الله على الأرض ...
لسوريا يوسف العظم نقول ... اصبروا وصابروا أهل الشام فسيأتي الربيع قريباً أيها الرجال وسيزهر رغماً عن ماهر وبشار وسينثر عبيره ليملأ الدنيا عطراً وشذى ويعيد للعرب سوريا الحرة سوريا القومية العربية بشعبها الحر الذي أبداً لم يكن يوماً عبداً إلا الله.
فعلاً هو ربيع الشعوب العربية الحية وخريف الدكتاتوريات النتنة واندثارها بكل قوانينها وسطوتها وقمعها وظلمها وعبيدها وها هي أيام الحصاد التي انتظرنا وراهنا عليها قد بدأت وها هي رياح الديمقراطية تهب لتنتشر وتعيد الأمل للشعوب ... الشعوب تنتخب بحرية ونزاهة والشعوب تقرر مصيرها بكامل الإرادة ... هذا هو الواقع الذي راهن على نجاحه الكثير من الأحرار وشكك به أعداء الحرية من الخاسرين جراء الثورات ومن الخانعيين الذي اعتادوا العيش أذلاء وأصبحت العبودية والعيش بلا إرادة بالنسبة إليهم ليس مجرد واقع حال فرض عليهم بل تعداه ليكون ثقافة مغروسة في الأذهان والعقول ...
فكيف يستطيع الشعب أن يحكم نفسه بنفسه ؟؟؟
كيف لمن ولد حراً أن يعيش حراً؟؟
هذا بالنسبة لخوفهم وجبنهم أكثر من محال !!
فاصبحوا يبحثون عن المبررات ويسوقونها إليك من كل حدب وصوب، فتارة يتهمون ايران وتارة يتهمون الغرب وتارة اسرائيل وتارة يبحثون في الفضاء عن أعداء وأسباب وتجد البعض منهم يحاربون الفضائيات العربية والمحلية والمواقع الكترونية بتهمة إثارة الفتنة ... يحاربون كتاب وحزبيين ونقابيين ومثقفين وسياسيين بحجة الخوف على الأوطان ... يحاربون ثورات هنا ويعادون ثورات هناك. لا يريدون رؤية حراك أو ثورات أو مثقفين أو مطالبيين بالحياة ... يريدون أن يتركوا بأمن وأمان ونوم طويل الامد .....

المهم برأيهم أن لا يتخلصوا من عقدة المؤامرة ونظرية أن الشعوب العربيه قطعان مسيره لا مخيره و غير قادره على الابداع .....

أشفق عليهم فقد اخترعوا لأنفسهم طواحين هواء بالجملة وأعداء وهميون بالجملة وأرهقوا أنفسهم بالدفاع عن الواقع الذي فاتهم وأمضى سيرة دون أي اكتراث فنور الشمس لن تستطيع حجبه ولو اتييت بألف غربال

ولبقية الشعوب نقول ... أما أن تلتحقوا بركب الأحرار وتصنعوا ربيعكم بأنفسكم وكل على طريقته أو استمروا بالتصفيق والمباركة وارسال أجمل آيات التهاني والتبريك مصحوبة بالورد محملة بأطيب التمنيات لهذه الشعوب الحرة التي أثبتت بأنها قادرة على استخراج ربيعها من تحت ركام الخريف ألذي طالت سنواته وطال ظلامه، ليس عليكم إلا أن تصفقوا لهم أو تنتقدوهم ... هنوهم بالنصر أو اتهموهم بالعمالة ... اشيدوا بثوراتهم أو أدينوها و أنسبوها لسكان المريخ ... استمروا كما أنتم في مشهد المتفرج الضاحك الباكي على نفسه الذي لا يجيد غير الجلوس ولا يستمتع إلا بلعب دور المتفرج على انجازات الشعوب وكيفية صناعتها دون أن يكلف نفسه بالتعلم أو محاولة الاستفادة ...
مبروك لتلك الشعوب وحظاً أوفر للبقية التي ترفض السعي الى الاصلاح و التي ستبقى ترقص في الظلام وتعيش بجزرها المعزولة وتردد أغانيها ممجدة نفسها ترتع في الفساد وتزور انتخاباتها وتغيير حكوماتها كل سنة 5 مرات على أمل أن يفلح دولاب اليانصيب الخيري في الفوز بحكومة تعترف بوجودهم قبل أن تفكر بخدمتهم



تعليقات القراء

الربيع
اي ربيع يا م.اكثم والله انها فتنة فاحذروها الله يحمي الاردن و الملك
02-12-2011 05:12 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات