مابعد غزة .. مخاطر ام صفقات ؟


قد يتبادر للبعض ان وقف اطلاق النار في غزة يعني نهاية المطاف في امور المقاومة والسياسة ولكن نظرة متفحصة للامور تجعلنا نشعر ان هناك مرحلة اخرى وهي الصراع مابين ثقافة وممارسة المقاومة من جهة , وثقافة وممارسة اللحركات المكوكية والتصريحات الداعية الى السلام الذي لاتؤمن به اسرائيل من جهة اخرى. وبالتالي خلق الازمات والصدمات المتتالية التي سيعاني منها العرب والمنطقة وربما العالم برمته


وفي ظل هذه الازمة المحيطة وهذا الصراع في المنطقة كلها , بما فيها غزة العزة لابد من وقفة تامل ومراجعة وان نتساءل او نسال انفسنا على الاقل ونحاسبها
, مالذي حدث ويحدث في غزة العزة ؟ ومالذي يحدث على الصعيدين الفلسطيني والعربي , وعلى المستوى الدولي ؟ وماذا سيحدث ؟ اسئلة لايحيطها مقال , بل اسئلة قد تبدو غير بريئة وهي ليست كذلك

اذا اردنا ان نأخذ الامور بجدية عقلانية ( وهي امور لاتنقص الكثير من العرب ) لا بعاطفة نجد للاسف الشديد انقساما فلسطينيا داخل فلسطين وحربا ضروسا بين حماس والسلطة في رام الله , الى درجة محزنة جدا . فالدم الفلسطيني يجب ان يوحد ولا يفرق . وما فرقته السياسة يجب ان يوحده الدم . ولكننا نتحدث عن تمنيات للاسف الشديد

حركة المقاومة الوطنية الاسلامية حماس وهي مدعومة من سائر فصائل المقاومة , تريد ان تمارس السيادة على سلطة الحكم الذاتي كونها اول حكومة عربية منتخبة ديمقراطيا , بل الحكومة العربية الوحيدة التي جاءت فرزا حقيقيا لارادة الشعب العربي في فلسطين وهي الان تتمتع بشعبية عالية في كل مكان في العالم ةبخاصة عند العرب في سائر انحاء المعمورة

واما حكومة السيد محمود عباس / او حكومة السلطة الفلسطينية في رام الله , فانها لاتكتم اهدافها في اعلان القضاء على حماس او تحجيم دورها في حالة اضعف الايمان

وبذلك اعطت السلطة في رام الله لنا كعرب انها ليست مهتمة كثيرا فيما يحدث في غزة رغم شلال الدم العربي الفسطيني الزكي الطاهر . بل اعطتنا السلطة الموقرة انطباعا انها غير مهتمة اذا ما دمرت اسرائيل غزة ,وهذا ما نراه على الواقع .

وبناءا عليه فان السلطة الفلسيطنية في رام الله قد اعطتنا الانطباع ان همها ان تكون صاحبة اليد العليا في منطقة الحكم الذاتي بغض النظر عن اي مشروع ماسوني صهيوني استعناري ضد فلسطين والشعب الفلسطيني وربما تكون هذه اخطر ورقة تلعب بها السلطة لأنها تدرك المعنى الحقيقي للعدوان
من الواضح ان اسرائيل لن تتوقف عند غزة بل ستذهب بحلمها الى ماهو ابعد من غزة بكثير حتى تحافظ على نفسها وتكسر الاقاويل التي تنذر بنهايتها , وهي فرصة للعدو الان ان يفتح طريق لهذا المشروع مستغلا الدعم الامريكي , والتخاذل العربي . وقد تكون العديد من الدول العربية حتى التي يقال عنها انها دول الاعتدال , اقول قد تكون هي الوجبة القادمة للشهية الصهيونية في ابتلاع الاراضي العربية

, اما على صعيد الحكومات العربية الذي نرى فيه كثيرا من التناقضات والمشاحنات البينية ( اي بين دولتين عنا وهناهك) او التناقض في موقف الدولة الواحدة طتقلب الحرارة في الخريف . فاننا نجد شرخا سياسيا كبيرا ( بل شروخا متناقضة ) بين الشعوب والحكومات , فبعض الحكومات تعتقد انها اذا وقفت الى جانب الحياد والصمت لتترك العنان للاحتلال ان ينفذ مخططه فان اسرائيل وامريكا ستحميهم ليبقوا الى ماشاء الله في كراسيهم وبالتالي وقفوا موقف المتفرج من شلال الدم في غزة العزة واكتفا بالتصريحات والهروب الى الخلف

والبعض الاخر من هذه الحكومات يعتقد انه اذا مانجحت المقاومة ( وقد نجحت نجاحا باهرا ) فان ذلك النصر سوف يتطور الى ايجاد ثقافة المقاموة ( وقد بدات تتبلور بقوة الان ) لنشكل بذلك كابوسا و خطر ا عليهم وسينتشر فكر المقاومة وثقافتهل في بلادهم وشعوبهم وهذا ما لايتمنونه , وهم يضعون رؤؤسهم في الرمال امام هذه الحقيقة

واذا ما استمرت مثل هذه الحكومات العربية بتوسيع هذا الشرخ الحكومي الشعبي , او نقول الشرخ مابين عقيدة المقامة وثقافتهل فان مثل هذه الحكومات لن تكون قادرة على كبح جماع شعوبها

من هنا فان الانسجام الحكومي مع الشعوب وتوجهات الشعوب هي اوكسيد الحياة السايسي الذي يضمن بقاء هذه الحكومات

,ولو نظرنا جيدا الى هذه الازمة التي ترتبت على العدوان الصهيوني على غزة العزة فاننا لن نجد هناك قرارات حاسمة تجاه غزة ويبدو ان الكثير من الحكومات قد عادت لى المربع الاول وهو استجداء مايسمى بالسلام , والتردد في اتخاذ القرارات الحاسمة المنسجمة مع الشعوب وارادة الشعوب

ولكن السؤال الحقيقي هو, هل من مصلحة الحكومات ان تقف متفرجة بينما تغلي شعوبها على نار صمت حكوماتها , تؤججها جراحات غزة العزة ؟ , وهل فكرت الحكومات المتخاذلة ان شعوبها تحولت اللى براكين ؟ او مثلها كمثل البراكين التي اذا مانفجرت لايوقفها الا الله؟, لذا فمن الاجدر بالحكومات ان تتخذ قرارات تتماشى وارادة شعوبها حتى لاتكتب نهايتها بيدها ولا ان تفتح الابواب لاسرائيل لتنفيذ مخططاتها

من زاوية اخرى , فانه لو ان اسرائيل نجحت ( لاسماح الله ) في هذا العدوان , سوف يطل علينا شبح الوطن البديل والتهجير الفلسطيني من فلسطين ضمن سياسة صهيونية ماحقة . وان المخطط المخيف الان هو نية اسرائيل ومن يساندها من بعض الحكومات العربية لضم الضفة الغربية الى الاردن وخصوصا اذا اعتلا اليمين المتطرف سدة الحكم في اسرائيل وهذا مانخشاه ولا نتمناه . ومن الواضح ان فرص الليكود برئاسة نتانياهو اصبحت هي الاقرب للفوز برئاسة الحكومة الصهيونية وبالتالي تبني سياسة التفريغ من فلسطين واقامة الون البديل , لان الوطن البديل يعني فيما يعنيه لدى الصهيونية اغتصاب الحق الفلسطيني والقضاء على التراب الفلسطيني ووحدة شعبه وضياع الهوية الفلسطينية , وتحفيز وتكريس مبدا فرق تسد , وهذا مايتوجب علينا الانتباه لهذه اللعبة الصهيونية التي اذا ما نجحت ستكون كارثة خطيرة على المنطقة وبالاخص الاردن وهذا ما لانتمناه .
من هنا فان مابعد غزة هو الاخطر الان فهلا انتبهنا جميع لهذا الخطر؟
بشر احمد العويدي- اسبانيا/غرناطة

bisherko333@yahoo.com



تعليقات القراء

رائده
جميل قولك ايها الاصيل ... الوطن البديل كارثة ستحيق بكل المعايير العربية والاسلامية والقومية
لان قضيتنا الفلسطينية هي قضية كل العرب
20-01-2009 11:21 AM
ابن جراسا
ذاك الشبل من ذاك الاسد ... حيا الله بشر
20-01-2009 11:23 AM
فلسطيني وافتخر اني اردني
بارك الله بتلك الاقلام المتنورة ونعم لوحدة الاردن ولموقفه وسيادته
20-01-2009 11:27 AM
محسن التلاوي
ما بعد غزة مؤامرة الوطن البديل
انتبهو يا عرب
ففلسطين لكل العرب
انتبهو
انتبهو
انتبهو
اللهم اني بلغت فاشهد
21-01-2009 01:22 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات