معايير اختيار المسؤول بين القرآن والتنظير الأردني


منبع فساد أي مؤسسة ومهما كان نوعها يتركز في ضعف قائد تلك المؤسسة سواء أكان وزيرا أو رب أسرة أو حتى قائدا في الكشافة، لأن هذا الضعف الإداري والشخصي ينتج عنه ضعف في القرارات والرؤية إلى جانب التهرب من تحمل المسؤولية على الوجه الأكمل.

وأعتقد أن أصلح بيئة لدراسة تجربة ضعف المسؤول هي البيئة الأردنية وخاصة السياسية منها، والسبب أن مبدأ تعيين ذلك المسؤول لم يستند إلى معيار الأحقية والصفات القيادية والمرحلة الراهنة ولكن إلى معايير تخدم فئة أو شخصية، أو معيار أخطر من ذلك هو معيار الاسترضاء وتكريس التوريث أو معيار "على قد الإيد".

كل هذه المعايير خاطئة ومهلكة للشعوب والقيادات، وإن كان نفعها مؤقتا لصالح جهة ما فإن دمارها تنعكس آثاره لفترات طويلة، وقد تتسبب في قلب الحالة السياسية والاجتماعية في الدول الصغرى والعظمى معا.

في الآونة الأخيرة برزت للساحة مسألة مهمة تتعلق بالصفات الواجب أن يتحلى بها المسؤولون في الأردن، بعد أن تسبب الفساد الإداري المنبثق من ضعف المسؤولين في حالة من الاحتقان والتشنج السياسي، ولكن الجواب بين أيدينا وأظن أنه يتمثل في أربع صفات ذكرها الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم وهي:" إن خير من استأجرت القوي الأمين" و" إن الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم".

حيث تبين هاتان الآيتان صفات القيادة كما ترتب أفضلية كل واحدة على الأخرى، فالأمانة مهمة ولكن الله قدم عليها القوة، أي أن يكون المسؤول قوي ثم أمين، لأن القوة مصدر السلطة الجامعة التي لا تخاف في إحقاق الحق إن أضفت إليها مباشرة صفة الأمانة.

أما أمانة بغير قوة فهي لا ولن تخدم إلا صاحبها، وكم مسؤول أمين ألحق الأذى بوطنه بفعل شدة ضعف شخصيته وهزالة قراراته الإدارية؟

كذلك بالنسبة لصفتي العلم والصحة البدنية، فإنهما ملاصقتان للسابقتين إذ أن قوة بغير علم قد تؤدي إلى تفرد وشمولية، كذلك أمانة بغير علم قد تحول بين صاحبها وبين ترجمة معاني الحق ومراعاة ظروف الرعية.

أيضا من غير جسم سليم صحيح من العلل والمعيقات فيصعب اقتباس نور تلك الصفات الثلاث.

ببساطة شديدة هذه صفات"بروفيشينال" لاختيار أي مسؤول حددها رب العزة لكي تسهل علينا هذه العملية، إلا أن منظرين فاسدين في الأردن ربما لا يتدبرون القرآن والسنة النبوية، فيخضعون التعيين إلى منطق نظريات عصرية هي في جوهرها تتفق مع الصفات القرآنية ولكنهم يتركوا جل الجوهر ويتمسكوا بثغرات تحقق لهم منفعة معينة.

استأنا من التعيين بالبرشوت، ولا نطيق مسؤولا يأتي من رأس الهرم الارستقراطي ليدير بلدا معظم سكانه من الفقراء.

محمد جمال الرفوع



تعليقات القراء

الطفيلي الحر
أي همي... الدين أصلا ما كلها ..... من فوق لتحت
29-11-2011 10:34 AM
هندي و خوالي باكستانيه و افتخر
الى كريم كاتب:

انتي بابا لازم يقري قران كريم تاني مرا(مرة اخرى)و انصهك بقراءة كتاب (القران و السنه,دراسه معاصره)للدكتور المهندس محمد حسن شحرور,لانه(إن خير من استأجرت القوي الأمين' )هازا كلم (كلام)ابنه سيدنا شعيب على لسان الله (عز وجل)
29-11-2011 10:43 AM
عبدالمهدي العكايله
طرح رائع استاذ محمد.
29-11-2011 12:12 PM
طفيلي
عن جد انت كبيررررررررررررررررررر ووضعت يدك على الجرح بالضبط
29-11-2011 01:27 PM
دكتور عدنان عواد
لقد أصبت كبد الحقيقة ,,واتفق مع هذا التوجيه الربّاني في الآيات الكريمة تماما ,,وشكرا أخي محمّد,,,,,
29-11-2011 11:00 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات