المومياءات الحكومية المحنطة بمملكة ( مبارك رع ) ؟!‏


ربما قد يسخر أو يضحك البعض من مقالي هذا وأنا الجاد ؟ ولكن إذا أمعنا ‏النظر في التصرفات الحكومية الرسمية بل وحتي الغير حكومية ومنذ ‏نعومة أظافرنا وحتي تاريخه سنجد أننا جميعاً شعب مصر العظيم نحمل ‏في جيناتنا المورثة والمتناقلة لنا كرهاً والتي تجري في دماؤنا أبينا أم ‏قبلنا ومنذ عصر مينا موحد القطرين وأنتهاءً بحكومة الجنزوري جين ‏جدنا منقرع وأنتهاء بمبارك رع؟ ووقت وأن كان أجدادنا الغابرين من ‏شعوب وأجيال وممالك فرعونية يقدسون فيه ويألهون حكامهم ، بل ‏ووصل الأمر إلي تحنيط جثث هؤلاء الملوك وعلي أمل أنهم مخلدون في ‏الحياة الأخري ، والأنيل عقيدتهم الفانية في أنهم سيلاقون شعوبهم ‏ويحكمونهم من جديد ( يعني دنيا وآخرة ؟!) ، وأكاد أجزم أن المصريين ‏القدماء ومن بناة الأهرامات أنما سخروا تحت وطأة السياط والتعذيب ‏والقهر في بناؤها وتشييدها من أجل الفرعون الملك ، ويقيناً أنهم كانوا ‏يلعنون أبوه وأمه واليوم الأسود الذي رأوا فيه وجهه الحجري الكئيب ؟ ‏ويقيناً أيضاً أنهم أجبروا علي عبادته وهم الكارهون ولكن لامفر لهم ‏ولانجاة تحت قهر وتنكيل ( مباحث أمن الدولة الحجرية ) في مصر ‏القديمة ؟ بل وأكاد أجزم أن هؤلاء الفراعين قد أجبروا أجدادنا والمكتوب ‏علي قفاهم الأمتهان والقهر والذل ومنذ بدأ الخليقة ولمشيئة ربانية ‏لايعلمها إلا مالك الملكْ ؟ قد أجبروهم علي نحت تلك التماثيل الحجرية ‏الهائلة والنقوش المضنية وعلي حجر صوان صلد ، ولتخليد ذكري هؤلاء ‏الفراعين والذين ذهبوا وأندثروا وباتوا جميعهم من الغابرين ، ولكنهم ‏وللمزيد من أستفزازنا نحن أحفادهم قد تركوا لنا موميائتهم المحنطة ؟ ‏وتماثيلهم الحجرية هذه وحتي لاننسي ( سحنهم ) أو علي الأقل حتي نتبع ‏خطواتهم ومراسيمهم الفرعونية في سياسة تأليه وتحنيط الحاكم وحتي لو ‏كان هو ذاته مومياء لاتحتاج إلي تحنيط وكما نراهم حالياً؟ إذن عملية ‏التأليه والتحنيط الفرعونية مازالت سارية منا وفينا سريان الدم في الوريد ‏قبلنا بذلك أم رفضنا وحتي ونحن في القرن الواحد والعشرون وبينما يسَير ‏الأمريكان سفنهم الفضائية إلي كوكب المريخ ، فما زلنا نري جميعاً كيفية ‏التأليه والشرك والعياذ بالله من جانب الكثير من مواطني وبسطاء ‏المعمورة وهم يحتفلون سنوياً بمولد الشيخ فلان أو الشيخة فلانة ، ‏والأنكت وهم يقبلون في ولع شديد وعقيدة راسخة حديد المقام ويكيلون ‏الدعاء والتزلف بل والنقوط المالي لسيادة صاحب المقام ، وأما المصيبة ‏أنهم لايدرون أنه وفي أغلب تلك المقامات لاتوجد أصلاً مومياء ولا حتي ‏جثة ولا نيلة لولي هذا المقام أو ذاك ؟ يعني تحت القبة تراب وربما قط ‏ميت ؟ ولا يوجد ولي ولايحزنون ؟ بل أن هذا التصرف الجاهلي قد رأيته ‏بأم عيني وأنا صبي ومن مواليد الخمسينات بحي مصر القديمة ورأيت ‏هؤلاء الناس الطيبين والجاهلين والبسطاء وخاصة من أرياف مصر وهم ‏يقبلون فعلاً حديد ترماي السيدة زينب تقرباً وتبركاً للست الطاهرة السيدة ‏زينب رضي الله عنها وعن أسرة آل البيت أجمعين ؟ وكنت أري الترماي ‏وهو يخترق طريقه من ميدان الملك الصالح مروراً بالمدبح ووصولاً لمقام ‏وضريح السيدة زينب ، وبل وحتي تاريخ كتابة هذا المقال ستجد أنهم ‏مازالوا يقبلون حديد نفس المقام ويتمسحون في بركاته وهو نوع من ‏الجهل والمخلوط بالشرك الغير متعمد والعياذ بالله ، بل لعله من باب ‏المفارقة العجيبة والمضحكة أن اليهود باتوا يقلدوننا ونحن نراهم في ‏مولد مقام شيخهم ( أبو حصيرة ) بالبحيرة ؟ ويقيناً أن تحت قبة هذا ‏المقام لاتوجد حصيرة ولاشيخ ولا حتي سجادة؟! ولكن هذا السلوك ‏الساذج قد يوضح لنا بجلاء أننا فعلاً شعب غلبان وطيب ، بل وربما عبيط ‏وأهبل؟ ولقد أستطاعت كل الحكومات المتعاقبة علينا أن تعزف علي هذا ‏الوتر الحساس ، فبات الزعيم الحرامي أبن الصايعة هو بمثابة أبوك وأمك ‏وخالتك وكل أسرتك ؟ أو هكذا حفروه بوسائلهم الأعلامية وأبواقهم ‏الموجهه والمضللة في ذاكرتنا ولكي يبقي هذا الزعيم اللص أو ذاك هو ‏كل مالك في هذه الدنيا ؟ وإذا مات فأنك ستفقد الدنيا بما فيها ؟ وحتي ‏ونحن نلمس ونري وبأم أعيننا أنه لص وأبن ستين كلب وواطي ؟ ولكن ‏هيهات لنا أن نقتنع بذلك ؟ بل نلتمس له العذر والمسببات والوطنية ؟ ‏وخاصة وهم جميعاً أدعوا علينا أنهم يحملون حملاً وطنياً تنوء به الجبال ‏الرواسخ ؟ وأنهم لاينامون ويصلون الليل بالنهار قادحين زمام الفكر ‏والعقل من أجلنا نحن شعب الفراعين النائم ؟ وللأسف الشديد وفي ظل ‏أنتشار ظاهرة الأمية والبصمجية والتي كانت ومازالت تشكل أكبر مصائبنا ‏، والتي حافظ جميع حكام مصر الديابة والثعالب علي تنميتها فينا ، ‏وللسذاجة المفرطة نحن كنا نصدقهم ؟ ولم نكن لنعلم أنهم يصلون الليل ‏بالنهار في أفقارنا ونهبنا وسرقتنا ، ونحن كالبلهاء نصفق لهم ونضع ‏صورهم فوق رؤسنا في منازلنا ومكاتبنا ؟ وتماماً مثلما فعل أجدادنا في ‏عصر خوفو ومنقرع ؟ فهم حفظوا لهم التماثيل ونحن حفظنا لهم صور ‏سحنهم الغبية والمؤذية ، والتي جعلت ومازالت منا ضمن ذيول دول العالم ‏أجمع ؟ ولو تمعنا الأمر قليلاً ودون حاجة إلي أي جهد وعدنا بالذاكرة ‏للوراء ومنذ العهد الناصري ومروراً بالسادات وحتي العهد الغير مبارك ، ‏لوجدنا أن حكامنا جميعاً حافظوا وبشدة عجيبة وأصرار غريب علي ‏التمسك بتلك المراسيم الفرعونية الغابرة ؟ في التشكيلات الحكومية التي ‏تعاقبت علينا ، وبنفس السحن المكررة والتي من كونها قد ( عفنت ) بفعل ‏مر السنون إلا أنها مازالت قابعة ومطبوعة ومحفورة في بواطن عقولنا ‏وذاكرتنا بوجوهها وسحنها المحنطة ؟ فتجد هذا الوزير يذهب ليأتي ذاك ‏الوزير ، ثم يحدث تغيير وزاري فيأتي هذا الوزير ويذهب ذاك الوزير ؟ ‏وهكذا دواليك تستمر لعبة التحنيط ونظرية المومياءات والسحن المحنطة ‏والكراسي الموسيقية ولاتتركك إلا وأنت في ذمة الله ؟ وهم وللأسف ‏باقون ومحنطون ، وأعمارهم يا أخي طويلة فعلاً ولأسباب لايعلمها إلا الله ‏؟ بل بنظرة واحدة منك وبالله عليك ، وفي جميع المومياءات المحنطة ‏والتي لاتزال قيد الحياة من الحكام ووزراء ورؤساء الحكومات العربية ‏والمصرية خاصة ستجدهم وعلي الرغم من أنهم قرنوا ( أي أقتربوا من ‏القرن في أعمارهم ) إلا أنهم مازالوا بصحة جيدة ويستطيعون أكل وهضم ‏وزة ؟ وربما بجعة وبريشها ؟ بينما الشاب ذو العشرون من العمر ‏لايستطيع أكل وهضم ورك فرخة أو فروجة من محلات كنتاكي ؟ يعني ‏حاجة بصراحة غريبة ومضحكة وشر البلية ما أضحك ؟ وهكذا وحتي ‏تاريخه مازالت تلك السحن المحنطة والتي هي قيد الحياة والمقرنة والتي ‏تمتلك القوة المنفردة في أتخاذ القرار؟ مازالت تكرر وعن لعنة فرعونية ‏أبدية تلازمها ؟ نفس لعبة وسياسة التحنيط ونحن نراهم يختارون الدكتور ‏الجنزوري بأعتباره واحداً من أهم موميائتهم المحنطة ؟ ولتشكيل حكومة ‏أنقاذ وطني ؟ وكأن مصر وعن بكرة أبيها قد عقمت علي أن تأتي بوجوه ‏شابة جديدة من أساتذة وعباقرة وعلماء في كافة نواحي العلوم ، وتزدحم ‏بها وتعج بهم الجامعات والأكاديميات المصرية ؟ ولكنها وكما أسلفت هي ‏لعنة فرعونية تسري في دماء ورثة الفرعون الأكبر والأخير ( مبارك رع ‏‏) والذي ينام الآن في مشفاه الفندقي ويستمتع بالجاكوزي وربما تراه الآن ‏يأكل بجعة بريشها ؟ ولكنني أجزم يقيناً أن هذه اللعنة الفرعونية وقريباً ‏جداً سوف تنتهي وتحل عن كاهلنا ولأبد الآبدين ، وأنا أري الأمل والحلم ‏والطموح والعناد ينطق في عيون شباب فدائي ؟ يصر وأيما أصرار علي ‏التطهر والأنسلاخ من هذه اللعنة الواطية بموميائتها ، وخاصة شباب ‏ثورة يناير وأجيالهم والذين أراهم بعين الأب وربما الجد وهم يريدون أن ‏يناطحوا السحاب ويلامسون النجوم بأيديهم ، وأجزم بل وأقسم بأن اليوم ‏والغد هو ملكهم وبسقوط دولة المومياءات المحنطة وخلال أشهر باتت ‏قليلة ، وأن الزمن يجري في صالحهم وخاصة وأن المومياءات المحنطة ‏المتبقية وكهنة المعابد ؟ وبعد أنتهاء عهد آخر الفراعين ( مبارك رع ) ‏وحتي تاريخه باتوا جميعهم يعدون علي أصابع اليدين ؟ وهم جميعاً ‏وخلال سنوات قليلة جداً سيكونون مجرد ذكري ونسياً منسياً ، ولتبقي ‏دولة الشباب الواعي والواعد وإلي الأبد ، وهؤلاء هم عرسان مصر ‏الجديدة وهؤلاء هم من سيحلقون بأحفادنا ولكي يلامسوا الكواكب ‏والنجوم ، بينما تكون جميع مومياءات مصر وبآخر فراعينها وكهنتة ؟ ‏في سكون أبدي رهيب وتحت الثري ومن الغابرين .‏
Mohamd.ghaith@gmail.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات