السنة الأولى مع الربيع العربي في " الأردنية "


جراسا -

ناقش سياسيون وأكاديميون في الجامعة الأردنية اليوم الأحد التحولات العميقة التي يشهدها العالم العربي في ظل حالة ( الربيع العربي).

وأشاروا خلال فعاليات أعمال المؤتمر العلمي الذي عقد بعنوان " السنة الأولى مع الربيع العربي" ونظمته كلية الدراسات الدولية في الجامعة بالتعاون مع مركز الدراسات المعاصرة في الشرق الأوسط بجامعة جنوب الدنمارك أن الإصلاح يشكل هدفاً طبيعياً في الدول التي شهدت ثوراث ضد أنظمة الحكم فيها.

وأشار رئيس الجامعة الدكتور عادل الطويسي الذي افتتح أعمال المؤتمر إلى أن الجامعة في طليعة المؤسسات الأكاديمية التي ترصد الأحداث المهمة بغرض دعم جهود العلماء والباحثين والمثقفين مؤكداً أهمية الحوار الفعال وصولاً إلى الأهداف الداعمة للبحوث والدراسات العلمية المتخصصة.

ووصف الطويسي عملية الإصلاح في الأردن بأنها ايجابية وتقود إلى روح جديدة في البناء والتطور وتفتح الآفاق أمام المثقفين للتفاعل الذي يخدم الوطن وأبنائه.

بدوره سلّط عميد كلية الدراسات الدولية الدكتور محمد مصالحه الضوء على أهداف المؤتمر الذي يبحث تسارع وتيرة الأحداث في العالم العربي وامتدادها وعلاقة الاتحاد الأوروبي بالثورات العربية.

ونوّه مصالحة إلى أن أوروبا لديها مصالح في الوطن العربي وهي تلعب دوراً مهماً من خلال الاتحاد الأوروبي خصوصاً في مساعدة المجتمعات العربية على درء مخاطر الحرب الأهلية وتعزيز الديمقراطية والجهود الإصلاحية.

وأعرب مدير مركز الدراسات المعاصرة في جامعة جنوب الدنمارك "بيتر سيبرنغ" عن تقديره للجامعة الأردنية على التعاون المستمر بين الجامعتين مشيراً إلى أهمية المؤتمر الذي يبحث قضايا لها علاقة بالسلم العالمي.

وعقد المؤتمر جلسته الأولى برئاسة وزير الخارجية الأسبق عبد الإله الخطيب شارك فيها أستاذ العلوم السياسة في جامعة قطر الدكتور محمد المسفر والأستاذ المشارك في جامعة الإمارات العربية المتحدة الدكتورة ابتسام الكتبي والأستاذ المشارك في كلية الدراسات الدولية في الجامعة الأردنية الدكتور زيد عيادات.

وقدم المسفر ورقة عمل تناول فيها علاقة مجلس التعاون الخليجي بالربيع العربي واندفاع دول المجلس نحو التأييد والمساندة للحراك الجماهيري مفسرا أسباب ذلك الدعم بمجموعة من العوامل منها محاولة دول الخليج إبعاد رياح التغيير عنها والاستفادة من تحول الثقل في عواصم صنع القرار العربي التقليدية مبينا أن دول الخليج اعتقدت أنها بمنأى عن رياح التغير ولكنها ليست كذلك.

وقال المسفر أن الإدارة الأمريكية أصيبت بالارتباك عندما احتل شباب الثورة في مصر الميادين الرئيسية في كل المدن الكبرى في البلاد ولم تكن الإدارة قادرة على تحديد موقفها إزاء ذلك .

وأضاف المسفر أن الثورة العربية الشعبية في نظر الإدارة الأمريكية هي ثورة حقيقية تهدف إلى بناء مجتمعات ديمقراطية تعددية والقضاء على جميع أشكال الفساد والاستبداد خصوصاً بعد الثورات التي شهدتها تونس ومصر وليبيا .

إلا أن الإدارة الأمريكية وفقا للمسفر حاولت الالتفاف على الثورة المصرية بدعم كل من الحراك الشعبي و المجلس العسكري في آن معا في محاولة لإبقاء الهياكل التقليدية وفق منظومة جديدة.

وأشارت الكتبي إلى وجود ثلاثة اتجاهات متباينة في تفسير الثورات العربية و التنبؤ بإمكانية انتقالها إلى دول الخليج العربي .

وأوضحت الكتبي أن الاتجاه الأول يستبعد احتمالية انتقال الثورات إلى الخليج العربي لما يتمتع به من خصوصية تاريخية و اجتماعية فيما يتعلق بنظم الحكم فيها وطبيعة البناء الهرمي العصبوي في تلك الدول .

والثاني يؤكد أن دول الخليج لن تكون بمنأى عن رياح التغيير وأنها تتمتع بعوامل مشتركة مع الدول التي اجتاحتها الثورات و لا خصوصية تاريخية أو اقتصادية تحول دون ذلك .

أما وجهة النظر الثالثة فتميز بين دول الخليج العربي و لا تضعها في كفة واحدة مشيرة إلى أن أكثر الدول المرشحة لاستمرار النظام السياسي فيها هي الكويت والإمارات وقطر، داعية النظم الخليجية إلى استباق رياح التغيير بإجراء إصلاحات عميقة وحقيقية و جذرية .

وفي الورقة التي قدمها الدكتور عيادات بعنوان " الثورات العربية ثورة الكرامة " اعتمد فيها منهجا شموليا في دراسة الثورات على المستويين الكلي والجزئي .

ووظف عيادات مبادئ النظرية العقلانية وعلم النفس السياسي في تفسير انتقال الشعوب العربية من حالة الخوف إلى الكراهية فالإطاحة بالنظم القمعية .

وأوضح عيادات دلالة التوقيت الذي حدثت فيه الثورات العربية مفسرا المبررات و العمليات التي قادت إلى حالة التغيير التي تشهدها المنطقة اليوم .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات