الى متى أندية المعلمين .. ؟ ؟


سؤال يراود معظم المعلمين منذ تلك اللحظة التي أثبتت فيها فكرة إستنهاض أندية للمعلمين عدم جدواها وتأثيرها ، و هي التي قد نشأت قبل ما يقارب العقدين من الزمن بهدف في ظاهره جميل وفي باطنه غير قويم ، فقد جاءت فكرة إنشاء تلك الأندية بعد أن طفت على السطح رغبات عند جمع من المعلمين لإعادة إحياء نقابتهم التي سلبت منهم بعد أن كانت الحكومة في السابق قد خرقت الدستور وضربت بعرض الحائط كل المواثيق التي تكفل للمعلمين وجود نقابة لهم .
لا شك بان فكرة النادي في مضمونها جيدة وذات هدف يتعلق بجوانب تعزز من الروابط الإجتماعية عند مجتمع المعلمين ، وتمنح لهم وفرا من الراحة والإستجمام بعد عناء يومهم في المدارس التي يكدون ويلهثون فيها ، ولكن شاءت الأقدار بأن تجري الرياح بعكس ما جاءت به ، فعلى الرغم من أن فكرة الإنشاء لها كانت غير مرتبطة بهذا الأمر بتاتاً إلا أن حقيقة هذا الأمر كانت خفية على الكثيرين وإستقبلوا الفكرة بكل ترحيب ، ولكن النوايا غير الطيبة من وراء إستحداثها جعلت منها مجرد مبان فقط ولو كانت الأندية تمثل هدفها الحقيقي لكانت وزارة التربية والتعليم والحكومة قدمت لتلك الأندية كل الدعم والإسناد ، حينها كانت ستكون الأندية ذات نفع وتأثير و ستستقطب الأعداد الكبيرة من المشتركين .
كانت الرؤى تقول في أروقة الأجهزة الحكومية في تلك الأيام بأن أندية المعلمين ستغيب من أذهان المعلمين مشروع إحياء نقابتهم ، ضناً منهم بأن أنديتهم ستقوم بالدور المناط لها على أكمل وجه ، ولكن لم تفلح تلك التطلعات بل على العكس تماماً ، فقد أثبتت الفكرة عدم جدواها حين إستبسلت وزارة التربية والتعليم في محاولات حثيثة ضم أكبر عدد من المعلمين للإشتراك في أنديتها دون أي نتيجة ، وها هي الأن أندية المعلمين في غالبيتها العظمى تعاني من نقص في الموارد المالية جراء قلة عدد المشتركين فيها ، وعلاوة على ذلك إنسحاب عدد من المعلمين بين الحين والأخر من اشتراكهم في تلك الأندية .
وفي السنوات الأخيرة حاولت وزارة التربية والتعليم أن تصنع أي حافز يدفع المعلم للإشتراك في عضوية الأندية حين بادرت الى إستحداث أبنية جديدة تقدر تكلفتها في عدة محافظات في المملكة بعدة ملايين ، ولكن للأسف الشديد كانت المصيبة في هذه أعظم حين أثبتت الأيام بأن تلك الأندية التي بنيت تعاني من مشاكل بنائية متعددة وسأضرب لكم مثالاً بسيطاً في احد أندية المملكة الذي بني بتكلفة تقدر بالمليون دينار ، وبعد إستلامه وإفتتاحه بفترة وجيزة تبين للقائمين على النادي وجود عيوب فنية متعددة في البناء الذي بني تحت رعاية الديوان الملكي وبإشراف من هندسة وزارة التربية والتعليم ، حيث تبين وجود اخطاء عدة في البناء تقدر تكلفتها بعشرات الألوف من الدنانير كان من أبرزها بركة السباحة للنادي والتي يقدر ثمن إنشاءها لوحدها فقط بثلاثمائة ألف دينار عدا ونقدا ! ولم تعمل بشكلها الطبيعي منذ إفتتاح النادي ، وغيرها الكثير من العيوب المتعددة ، وللأمانة أقول بأن جهاز النادي ومديرية التربية في المحافظة المعنية بالنادي طرحت القضية أمام الجهات المعنية بالأمر وأوصلت لهم تلك السلبيات التي تعينهم على تفعيل النادي بشكل حقيقي ، ولكن حتى كتابة هذه السطور حسب علمي لم تأتهم الإجابة على طلبهم وللعلم الأوراق المتعلقة بهذا النادي أصابها سبات وغفوة شديدة في أدراج مكتب الأمين العام الحالي للديوان الملكي الذي كان سابقاً هو المشرف الرئيسي على إنشاء النادي .
المعلمون دوما كانوا وما زالوا يتقبلون أي فكرة تضمن للعملية التربوية كل السبل الناجعة لتقدمه ، وهم لم يكونوا أبدا ضد فكرة النادي بحد ذاتها ، بل كانوا فقط يريدون أن يثبتوا للجميع بأنهم أصحاب حق ولا يساومون عليه بأي ثمن كان ، ولذلك فإنني أرى من رأيي الشخصي البسيط بأن تسعى وزارة التربية والتعليم لإستكمال كافة الإجراءات المتعلقة بتأجير مباني الأندية في محافظات المملكة لجسم نقابة المعلمين التي قارب عملها على البدء خلال شهور وجيزة ، ليصار بعد فترة من الزمن لشرائها من الوزارة حسب الأصول المتعارف عليها .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات