الهجرة النبوية الشريفة .. فجر مشرق


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبيه الطاهر الصادق الامين سيد المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه اجمعين :
واستفتح بالذي هو خير، يقول الله تعالى في كتابه العظيم : ﴿إِلا تنصُروهُ فقدْ نصرَهُ اللهُ إِذْ أَخرجَهُ الذينَ كَفَروا ثانيَ اثنينِ إِذْ هُمَا في الغَارِ إِذْ يقولُ لصاحبِهِ لا تحزَنْ إِنَّ اللهَ معَنا فأنزلَ اللهُ سكينتَهُ عليهِ وأيَّدَهُ بجنودٍ لمْ تَرَوْهَا وجَعَلَ كلمةَ الذينَ كفَروا السُّفلى وكلمةَ اللهِ هيَ العُليَا واللهُ عزيزٌ حكيمٌ﴾ سورة التوبة/40
كانت هجرة رسول الله سيدنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينةِ حدثًا هامًا من الأحداثِ الحاسمة في تاريخ الدعوة الإسلامية، فبها انتهى عهد وابتدأ عهد، وصارت طيبة مهاجر النبي ومثواه الأخير حيث دفن جسده الشريف في أرضها.
ففي هذا العام أُمر الرسول ان يهاجر المسلمين فيه الى يثرب فقد كان أذى المشركين للمسلمين عجيبًا، ولكن صبرهم على الأذى كان أعجب، فهاجروا تاركين خلفهم بيوتهم واموالهم واولادهم واهليهم خوفا من بطش سادات قريش و ظلمهم محتسبين لله.. فثبتهم الله، فازداد عددهم وقويت شوكتهم.
عام هجري جديد ونعمة جليلة لا نغفل عنها ... فالهجرة ذلك المصاب العظيم الذي زلزل المدينة الطاهرة يوم حدوثه وابكاها عندما خرج منها المسلمون لكن النصر كان قريب فقد من الله عليهم بعد مضي عشر سنوات من فراقها ففتحوها ودخلوها آمنين مشتاقين رافعي رؤوسهم ..
وها نحن تمر بنا القرون والسنون تقدم الخطى لنعبر عتبات عام منصرم وندخل عاما هجريا جديدا .. وما اعظمها من ذكرى ، ففيه تمتزج كل المشاعر وكل الروحانيات .. عام الهجرة وذكرى الهجرة .. عام الجهاد الروحي وامتحان النفس على الصبر والامتثال لاوامر الله تعالى واوامر رسوله الكريم وترك مسقط الراس والبيت والاهل والجار والولد فكم نحن بحاجة اليوم إلى أن نتطلع إلى مواقف هؤلاء الرجال الرجال..

ونستذكر اليوم جماعات وافراد بميلاد عام جديد بمولد فجر جديد فجر الاسلام المشرق المنير .. اننا لا نحتفل فالاحتفال بدعه انما نستذكر ونعتبر من كل موقف من مواقف الهجرة الغزيرة بالعبر والمواعظ منذ لحظة الهجرة .. فلم تكن هجرته صلى الله عليه وسلم جُبنًا أو فرارًا بل كانت انتقالاً من دار صعب فيها نشر الدعوة إلى دار وضع فيها أساس الدولة الإسلامية العظيمة، فتألفت قلوب الأوس والخزرج وتآخى المهاجرون مع الأنصار فصارت الهجرة فرقانًا بين الحق والباطل وكثر المؤمنون بعد قلة واجتمعوا بعد شتات نستذكر الصبر والمشقة والحنين لمكة .. اما آن لنا ان ندرك ونحن ندخل عاما هجريا جديدا كيف نحب بعضنا وكيف نتخلى عن الذنوب والمعاصي ونتحلى بالاخلاق الحميدة ؟كيف نلبس ثوب الرفق والتواضع ونخلع اثواب الزهاء والغرور بالنفس ؟
في هذا العام فرصة إن قـُدر لنا ان نحياه لنكون على انفسنا رفقاء رقباء ولترتفع اعمالنا الى السماء صالحة فساعات العمر محسوبة ..
في ذكرى الهجرة والعام الهجري نسكب الدموع وننثر بين يدي مولانا جل وعلا الحاجات فهو مقدر الآجال ومواقيت الاعمال فقد ودعنا العام الماضي بالصيام والحج ليغفر لنا ما تقدم من ذنوبنا وما تأخر فعدنا طاهري النفس خالين من الذنوب كما خلقتنا امهاتنا فلا رفث ولا فسوق ليكون لنا عمر جديد بلا ذنوب فلنحافظ على مخزوننا من الحسنات ونزده بالطاعات والنوافل ..
فلنجتمع على الطاعة ولنتعاهد على البر والتقوى والتسامح في الخير وطاعة الله والبعد عن المعاصي ..
إن علينا أن نعتبر بمعاني الهجرة ونأخذ منها الدروس والعظات؛ ففي الهجرة مفارقة للوطن والأهل والديار والأموال، وفي هذا ثبات المؤمن على عقيدة الحق، وصبر وعزم وتضحية جعل الله فيها الثواب الجزيل، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول :"إنّما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرىء ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه".
وفي تلك الذكرى نرفع من حضرة سليل ال هاشم جلالة الملك عبدالله الثاني المعظم وآل هاشم الطيبين الايارالتهاني بتلك الذكرى ومن المسلمين في اقطاب المعمورة كافة والشعب الاردني خاصة داعين من المولى ان يعم السلام والخير والحب والغفران بلادنا وسائر بلاد المسلمين .
اللهم أعد علينا هذه الذكرى العظيمة المباركة بالأمن والأمان يا رب العالمين



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات