زُقـّيطة


لطالمنا مارسنا في طفولتنا العابا شعبية في شوارعنا وحاراتنا بالرغم من تفاوت الطبقات الاجتماعية والفكرية الا انها كانت تحظى بالتفات واهتمام كبير ، كان منها لعبه " الزقيطة " تلك اللعبة المتمثلة بقيام عدة اطراف بالاختباء واطراف بالمراقبة واطرافا اخرى بالقيام بعملية العد و " الزقط".

واذا كنا في شرح مبادئ وأسس " الزقيطة " فلا يسعنا الا الرجوع الى الشأن الحكومي الذي يقوم حاليا بخوض تلك اللعبة راكضا وراء ملفات حافلة بالمغامرات والاسرار والفضائح وشراء الضمائر لاشخاص جعلوا من الفساد بالنسبة لهم اكثر من مهنة واحب الاشياء اليهم ..

ومن منطلق التوجيهات الملكية الهاشمية التي تكرر دوما وتؤكد على محاربة الفساد ومحاسبة المفسدين وتأكيدا منها انه لا يوجد خطوط حمراء ضد ارباب الفساد مفسحة المجال لان تضرب ايادي الغيورين على الوطن بمطارق من حديد لتصفق وجوه العابثين المتطاولين على الوطن .

اما موقف الحكومة الحالية من تلك اللعبة التي بدأها الخصاونة بالوقوف والعد وتركيز السمع للحصول على معلومات تمكنه من " زقط " الخارجين والمفسدين والمتاجرين بخيرات الوطن .

وكما هو الحال بالنسبة للخصاونة فان هناك اطرافا وقوى اخرى تقوم بمراقبة الحكومة شخصيا وهي تقوم بهذه العملية وتنفيذها حتى لا تفشل فشلا ذريعا وحتى لا تتعرض جدران الحكومة الى هزات تقوضها .

وبالنسبة لبعض المنتظرين الذين يشعرون بهاجس قوي وثقتهم بقدرة الحكومة على كشف الفساد والهجوم الكاسح ضده وقيام الاصلاح الا انهم يستقبلون تلك القرارات اما بارتياح او بتخوف شديد .

وفي مضمار ممارسة التنظير والانتظار ووسيلة الاتفاق التي تتم بين القوى بتأليف علاقات تخدم عملية الاختباء والانتظار وبالرغم من معرفة جميع الاطراف للادوار المزدوجة التي تقوم بها من وقوفها مع او ضد الحكومة بصولاتها وجولاتها وذهابها وايابها وبالمقارنة فيجب ان تتلاحم النشاطات والقوى والفعاليات لتنصب في النهايات لخدمة الوطن.

وبالنظر الى اللغة الاندفاعية التي قام بها الخصاونة و ما توالى ذلك من تصريحات للخصاونة سببت حالات ارباك غير مسبوقة داخل دوائر القرار في مضمار اللعبة .
وما على الخصاونة الا البحث عن تحالفات من التيارات والحراكات السياسية تشكل له الحماية من اي هجوم مباغت في ظل الضغوطات التي تعاني منها الحكومة في الوقت الراهن وما كان موقفه الاخير من قيادة حماس الا فاتحة خير عليه في تصالحه مع قوى المعارضة والتي نالت تأييد الاصوات واعتبارها خطوة ايجابية متقدة حتى على قادة المعارضة ومطالبها بتحقيق تلك الاقوال الى افعال .
وكما صعق الخصاونة بالتيارات الكهربائية التي وجهها لبعض الملفات الخاصة التي كشفت عن تورط رؤوس فساد كبرى بالاضافة الى موقفه الاخير مع احداث الرمثا وتعهده باظهار الحقيقة .
وبالرغم من عدم بدء الهجوم الحكومي الا انه واجه تململا وعدم ارتياح من بعض الجهات كما ان التيارات المحافظة تتربص باخطاء ابو علي .
فمنهم من يعتبر ان الخصاونة يسير في حقل الغام وانه مقدم على مواجهة مجلس النواب في جلسة الثقة القادمة فإما الثقة او عدمها .
وما على الرئيس الا ان يبحث عن شركاء للانطلاق بعملية الاصلاح ومما اعطاه امالا كبيرة قيام بعض القوى بمنحه فرصة اضافية لتحقيق برنامج الاصلاح المعلن سابقا على اعتبار ان تصريحات الخصاونة تحمل مضامينا ايجابية مدافعة عن الخصاونة ضد جهات اخرى بمحاولولات افشال الحكومة والايقاع بها .
وبالمقابل فان لعبة "الزقيطة " مستمرة بحيث تجزم تلك القوى ان حكومة الخصاونة لن تحصل على ثقة الشارع قبل ترجمه الاقوال الى افعال على ارض الواقع مؤمنين بان تحقيق الاصلاح لم يكن عملية سهلة على مر التاريخ ومن الطبيعي ان تدخل الحكومة في صراعات مع المستفيدين مع بقاء الحال كما هو عليه .
ختاما نرى ان داخل الدولة تيارات لا تؤمن بالاصلاح وتسعى لتحطيم الجسور التي يقيمها الخصاونة للتعاون مع التيارات والقوى والاتجاهات والحركات والشعب وملء فراغ عدم الثقة ومد اواصر التواصل الهادف لمصلحة ا لوطن لكننا مؤمنون كل الايمان بان حكومة دولة ابو علي من جنود الوطن الساعين وراء الارتقاء والصعود بالوطن الى ارفع المستويات كما نؤمن بلهجتكم الجدية القادرة على محو قواعد الفساد وارساء قواعد المصلحة العامة .

يجب الجهاد للقضاء على القوى الهدامة في الداخل والخارج والتي تشجع الفساد وتعرقل عملية الاصلاح هذه القوى التي تهاجم المجتمع المثالي والحر .
هذا المجتمع الذي لا يغذي نجاحه على حساب الفساد والتهاون مع بؤر الظلم والتخريب هو اغلى ما نملك ويستحق ان نضحي من اجله بارواحنا واجسادنا .
حمى الله الوطن والقيادة الهاشمية الرشيدة ووفق مساعي الحكومة بالخير ..



تعليقات القراء

د. شادي عبد الحافظ
بداية شكرا للكاتب على مقاله متعدد الابعاد الذي وضح فيه نوايا كل طرف من اطراف اللعبة على حد تعبيره والذي كان توضيحا سخيا في كشف الاوراق من كل جانب لكن كما صدر امس عن تصريح ابو السكر في رفض المصالحة او اعادة فتح العلاقات مع حماس على حساب الاصلاح فماذا يعني هذا هل نعتبر ان الحركة والاحزاب الاسلامية هي من تقوم بلعب لعببة ....او لعبة الزقيطة على طريقتها او انها تقوم بوضع القنابل الموقوتة في وجه الحكومة وتقوم بعصب اعين الحكومة لتسير في هذا الطريق ثم تقوم بتقجير القنبلة ان افترضنا ان الدولة لديها نوايا حسنة في الاصلاح لماذا تتلاعب الاطراف الاخرى لعرقلة هذا الامر ؟؟؟ والله من وراء القصد
22-11-2011 09:50 AM
كوكو
ههههههه game over
22-11-2011 09:50 AM
مواطن غلبان
كل بلعب على كله وضد كله وعمرها الشحمة والنار بلتقوا وما في اشي ببلاش كله اله ثمنه من اي جهة من اللي ذكرتهم في خيانة هذا اذا ما طلعلنا بكرة تصريح ثاني وغير هيك ما اعتقد انه في نوايا سليمة خصوصا بصالح المواطن الغلبان الشقيان اما اصحاب السلطة والنفوذ فجيوبهم مليانة وما بيقلق منامهم اشي
22-11-2011 09:54 AM
احلى لعبة
ذكرتني بايام الطفولة البريئة بلعبة الزقيطة كنا نلعبها بالحارة بس افكارنا بريئة ونظيفة اما هاي اللعبة فهي لعبة السياسة وفي السياسة .... وما فيها اي نقطة براءة
22-11-2011 09:55 AM
الى د. شادي
برايي انك صدقت بكلامك وان الحكي اللي حكاه امبارح ابو السكر عن رفض اعادة المصالح بين الاردن وحماس مرفوض لانه الحكومة حطت راسها بالموضوع وحبت انه تستفيد من كل الفجوات اللي ممكن انها تلاقيلها منفذ منه حتى تدعم مواقفها الواهنة كخيوط العنكبوت لكن بوقف وقفة صريحة مع الحكومة هاي المرة ف انا اقول ان الاسلاميون ما بدهم يحطوا ايدهم بايد الحكومة والادلة كثيرة اولها عند التشكيل الوزاري لما رفضوا انهم يكونوا من ضمن التشكيلة الوزارية الخاصة بعون الخصاونة وهاي المرة كمان اعلنت عن تاييدها لدور الحكومة ردت طعنت بالخلف وقالت ما انها رافضة ملف حماس على حساب الاصلاح ما بتعتقد ان الموضوع في شكوك لصالح الحكومة ضد الاسلاميون وما بتعتقد ان الحكومة صارت زي الطابة تتلقاها كل قدم و بتعتقد ان الحكومة لازم يكون موقفها قوي بدون ما تضطر انها تحط نفسها في اتون وما بتلقى حالها الا اشتعلت النيران في هذا الاتون واحرق كل من فيه كل هذا لازم الواحد يتبع عليه واحنا بنتفرج من بعيد على الامور كلها شكرا للدكتور الكاتب وشكرا للدكتور شادي
22-11-2011 10:04 AM
هذلول بن متعب
الى الكاتب الكريم
دكتور لقد سبقك دكتور اخر بمحاولة تشبيه اداء حكومة القاضي(النزيه)باداء منتخب كرة القدم و اعبت عليه ذلك بتردي المقال الاكاديمي و اعتذر منك مره اخرى و اعيب على شعبنا تردي المقال الثقافي
22-11-2011 10:08 AM
فعلا زقيطة
لعل ما رأيناه من مجاملة الإسلاميون عدة مرات لحكومة الخصاونة اثناء لقاءاتهم معه، مع العلم بحقيقة قناعاتهم حول الحكومة وآلية اختيار وزرائها المخيبة لآمال (حسب ادعائهم)، ثم ما ورد على لسان حمزة منصور قوله: " لم نكن متفقين مع الخصاونة فهناك تباينات بيننا و بينه " وهو ما أدلّ على "عدم وضوح" موقف الحركة وانحراف قادتها عن المسار، لتغليب مصلحة حماس على هدفهم السامي (الذي يدّعون) الاصلاح الشامل في الاردن.
22-11-2011 10:13 AM
روز كازان
بسير العب معكم اللعبة ؟؟
22-11-2011 10:13 AM
فعلا زقيطة 2
تعلن الحركة من بداية الحراك في الشارع الاردني وقوفهم المطلق الى جانب هذا الحراك بوصفهم جزء من نسيج هذا الشعب لهم نفس الحقوق وعليهم الواجبات ذاتها، فلم تمر جمعة من جمع الاردن خلال الاشهر الماضية الا ودعوا وشاركوا ودعموا المسيرات من وسط البلد صعودا الى دوار الداخلية ثم ساحة النخيل ثم سلحوب ثم ثم الخ.... ثم إذ بالإخوان يُغيرون موقفهم فجأة، وقد ورد ذلك على لسان الامين العام لحزب جبهة العمل الاسلامي الشيخ حمزة منصور قولة: انه لا علم له بمسيرة "الانتصار للوطن " التي اعلن عنها الحراك الشعبي في اول جمعة بعد عيد الاضحى مؤكدا فضيلته ان الاولوية في العيد للعبادة مع العلم ان شعائر العيد انتهت قبل الجمعة بيومين، وهذا معناه رفضهم الخروج في المسيرة المطالبة بالاصلاح الذي يدعون، وهذا تناقضٌ واضحٌ لا ندرى له سَبباً مقنعا ( بعد استبعاد تبرير منصور غير المقنع ).
22-11-2011 10:14 AM
كلام جميل
لا اعرف بماذا اصف الحالة التي تمر بها الحركة الإسلامية تحت هذه القيادات، فهي على الرغم من بعض مواقفها الشعبية – التي نحترم - الا ان بعض مواقفها يشوبها الغموض والمراوغة وتغليب بعض المصالح على المصلحة الوطنية الاردنية العليا، هذا الغموض والتخَبُط الذي يسود مواقف وقرارات قادة الحركة الإسلامية، وأقصد تحديداً الموقف الملون من الأحداث الجارية على مسرح السياسة الاردنية خلال الاسابيع القليلة الماضية، وحتى لا اكون متجنيا سأدينهم من افواههم .
22-11-2011 10:15 AM
عامر طلاق
ما بلوم حدا احنا ....
22-11-2011 10:15 AM
عدواني والطيب عنواني
الله يكون في عون الخصاونة وعون الناس انا مع الحكومة لانه عندها جب الاصلاح بس شكله في ايادي خفية تلعب من تحت الطاولة والممووع اخي الكاتب مش مووع لعبة زقيطة عالمكشوف الموضوع موضوع لعبة زي الاراجوز او الدمى المتحركة اللي احنا بنشوفه دمى بتتحرك لكن في الاصل في ناس قاعد بيحركها احنا ما بنشوفه كل اللي علينا انه نتفرج عاللعبة بس يا ريت انها لعبة على عيون الكل فما بين لحظة والتانية بيطلع اشي ما بتتوقعه الاذان والله يستر
22-11-2011 10:20 AM
نادين
روز تعالي نلعب بالحارة ولاد وبنات الجيران كلهم بلعبوا كل يوم خخخخخخخ
22-11-2011 10:22 AM
االى...
بشوف انك مش عاجبك المقال ومش عاجبك المنتخب ومش عاجبك اشي لا تكون مش عاجبك حالك مثلا ؟؟؟؟
22-11-2011 06:36 PM
عبد المهدي
مع الحكومة قلبا وقالبا وارجو ان يكونوا قد الثقة
22-11-2011 09:09 PM
كلمة حق ليس الا
الكاتب كتب مقال المرحلة الحاسمة قبل الكاتب الذي تذكره وتواريخ نشر المقال هي اكبر دليل على كلامي هذا اما بالنسبة لموقفك الغير مبرر من المقالات او الكاتب فالخلاف لا يفسد للود قضية وانا من المتابعين لمقالات الكاتب ليس لشيء انمالاني ارى في مقالاته حب الوطن ومصلحته وحبه لاعطاء الفرص قبل اصدار الاحكام وان كانت لغة المقال كما تدعي ركيكة او متردية بالرغم من انني شخصيا ارى ان عبارات الكاتب مسترسلة ومتواصلة وان افترضنا ان كلامك عن ترديها صحيح الا انها تحمل المعنى المطلوب والذي يرغب الكاتب بايبصاله الى القراء كما ان اسلوبه بسيط وغير معقد بالاضافة الى ان الكاتب وبالمناسبة انني قارئ مثلك لا تربطني به ايه معرفة او علاقة او ما شابهها من العلاقات الا انها علاقة قارئ بكاتب فانني ارى انه يوصل المعنى والمطلوب وان كانت عباراته بسيطة او سطحية ولك مني كل الاحترام والتقدير يا سيدي المحترم هذلول بن متعب
22-11-2011 09:18 PM
كريم الساحوري
زقيطة زقيطة والسيارات ام سلوك ولعبة الحجلة للبنات والعقفة يا الله العابنا زمان غير هسه البلي ستيشن والنت والمسدسات بالليزر اما زمان فرد ابو فتيش وطلق احمر مدور ايام لا تنسى
22-11-2011 09:21 PM
مش فاهمين
فعلا محدا عارف مع مين نصف
22-11-2011 09:34 PM
حصوة
بلا أتفاقية بلا..الجماعة لقيو مخرج وبدهم يلمو القصة ويلمو الموضوع والزلمة يروح يروح عدارو وبلا ما تنفتح ملفات بلاهاي همي بغنا عن فتحها
22-11-2011 09:57 PM
مواطن
شيئ غريب ومحير
22-11-2011 09:58 PM
واحد مش من الناس
تحياتي للدكتور والمقال جميل
22-11-2011 10:49 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات