فيصل الفايز


إن التاريخ يقرّ بافتخار بنماذج فريدة وعديدة من الرجالات ممن تسنموا قمم الانجاز، وحرارة الولاء والانتماء، نقف حيارى أمام حجم منجزاتهم، فيسحرنا ابداعهم وفكرهم الوقاد والمتقد.
إن أهم خصائص رجل الدولة - حسب الفيلسوف ماكس فيبر – الشخصية القوية صاحب القيادة الفكرية والصلابة في ادارة المواقف والمهارة والذكاء والحنكة في المناورة، وهو صاحب الارادة القادرة وعدم الالتفات لصغائر الأمور، لا يكترث بالأزراء والأقاويل والشعارات والكلام المنمق، بقدر ما يبالي بالانجازات والأفعال لتكون حجة له لا عليه، لا ينظر الى الوراء أبداً، فالماضي تجربة تدخل فقط في تلقيح رؤية المستقبل لانتاج البذر والثمار المحصنة والنقية، وهو رجل تدور مصالحه حول مبادئه ولا تدور مبادؤه حول مصالحه.
فيصل الفايز.. عرفته كما يعرفه كل الأردنيين. رجل من الطراز الرفيع والفريد، شجاع هادىء متزن، يعمل ويحلم بلوغ غايات نبيلة عالية وسامية، شخصية بسيطة ومحبوبة من الجميع، استمد سماته من مبدأ الاخلاص والتضحية في سبيل رفع شأن القيم الانسانية التي آمن بها وتربى عليها، وفير العطاء، دمث الاخلاق، مسامح في أشد قوته وعنيد في أضعف حالاته.
أبو غيث.. رجل دولة معاصر ومتمكن، يستوعب العصر الذي يعيشه، يؤمن بأن ترسيخ الديمقراطية ودعم حرية الرأي والتعددية السياسية هو الطريق الأجمل لوطن أجمل وأبهى، كرّس حياته لخدمة الوطن والعرش، استطاع أن يدخل المعترك السياسي ويثبّت أقدامه خلال فترة قصيرة ليكون في المقدمة، لأنه أراد أن يخدم ليس غير ذلك، وعندما اختلف مع البعض، لم يختلف على الكرسي والموقع، بل على المبدأ والعدالة والحقائق التاريخية، يرفض الإلغاء والتهميش والاقصاء، وفي الوقت الذي كان غيره من أشباه الرجال يحرقون البخور لأنفسهم ويمجدون ذاتهم، كان هو يصرّ على توحيد الصفوف والجهود، كانوا يصرّحون وهو صامت، يتطاولون وهو يسامح - إنها شِيم الكِبار، وسمات العِزّة والأنفة- ، منهم مَن أراد اسقاطه سياسيا، لكنه بقي هو الشامخ والأقوى، وكلمة منه كانت تُبدّل كل موازينهم، لأنه الأكثر مصداقية ونضوجا ووضوحا.
رجل استطاع طوال تحمّله أمانة المسؤولية – وما زال وسيبقى – أن يرسّخ انطباعا بصدقيته العالية، لا يخادع ولا يبتلع الفكرة ولا يقضمها، نستشيره ونستشيره، نؤازره ويؤازرنا، حكيم نجح في العبور بمجلس النواب من برزخ الضياع المجاني والتهميش الى فضاء الحضور والتأثير.
فيصل الفايز.. علمٌ على رأسه نار.. تخلدت مآثره في قلوبنا وقلوب كل الأردنيين.



تعليقات القراء

علياء
والله والنعم من الكاتب والمكتوب عنه.. نشامى وجنود الوطن
20-11-2011 09:14 PM
علي الفايز
ما أروعك يا ابن الغالي.. كلماتك أعطت شيخنا حقه.. يسلم القلم واليد التي خطت هذه الحروف.. والله أنك من الشباب الذين نتوسم به الخير.. وما هذا الشبل إلا من هذا الأسد.. الله يرحم والدك.
20-11-2011 09:26 PM
منور الدهيسات
الله الله ما أجمله من مقال.. وما أجمل كلماته.. كاتب أصيل يكتب عن شيخ من شيوخ الأردن الأوفياء
20-11-2011 09:54 PM
ثامر عفيشات
.........
رد من المحرر:
نعتذر...
21-11-2011 12:35 AM
عدنان الشطرات
ابو غيث ما عندو الا كلمتين بظل يعيد فيهن و ما عندو حنكة سياسية ..
21-11-2011 04:44 PM
هذلول بن متعب
النار لا تاكل هدومك
22-11-2011 11:10 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات