في اليوم 23 من العدوان .. المقاومة تطلق ستة صواريخ على سديروت وتتعهد بمواصلة القتال ما بقي الاحتلال في غزة


جراسا -

أطلقت فصائل المقاومة الفلسطينية ستة صواريخ من قطاع غزة على جنوب إسرائيل التي قامت طائراتها بالتحليق المكثف فوق القطاع وذلك بعد ساعات من بدء وقف إطلاق النار الذي أعلنته إسرائيل من جانب واحد اعتبارا من الساعة الثانية بتوقيت غزة.
وحسب المعلومات الواردة  فإن الصواريخ الفلسطينية محلية الصنع استهدفت منطقة سديروت جنوب إسرائيل حيث سمع دوي انفجارين في المنطقة دون أن ترد أنباء عن وقوع إصابات.

وفي وقت لاحق قال الجيش الإسرائيلي إن طائراته هاجمت منصات لإطلاق صواريخ في غزة، وحسب شهود عيان فإن طائرات إسرائيلية قامت بتنفيذ غارات وهمية فوق غزة كما أطلقت نيرانها على مناطق مفتوحة في القطاع.

من جهة أخرى، نقلت وكالة رويترز للأنباء عن مصادر في حركة حماس وأخرى في إسرائيل قولها إن تبادلا لإطلاق النار وقع صباح اليوم بين قوات إسرائيلية وعدد من رجال المقاومة الفلسطينية في القطاع.

وكانت حالة من الهدوء الحذر سيطرت في الساعات الأولى من صباح اليوم على قطاع غزة فيما بدأت الطواقم الطبية بانتشال شهداء مدفونين تحت أنقاض مبان قصفتها إسرائيل في الأيام الأخيرة.

في المقابل، اعترفت إسرائيل فقط بمقتل 13 شخصا بينهم عشرة جنود وإصابة أكثر من مائتين آخرين.

لكن الطائرات الإسرائيلية سرعان ما انتشرت في سماء القطاع مطلقة قنابل حرارية أثناء تحليقها , في حين بدأت أعداد من الدبابات والمدرعات الإسرائيلية بالخروج من القطاع والتراجع من بعض المواقع التي احتلتها.

ولم تلتزم إسرائيل بشكل صارم بوقف إطلاق النار الذي أعلنه رئيس وزرائها إيهود أولمرت، إذ بعد وقت قليل من دخول الوقف حيز التنفيذ تم إطلاق قذيفة فوسفورية على منطقة التفاح شمال شرق قطاع غزة، كما قصفت المدفعية المنطقة بعدد من القذائف خصوصا شرقي مدينة غزة.

وبالتالي فان الموقف على الجانب الإسرائيلي هادئ مع توتر حذر، اضافة إلى أن انتشار قوات الاحتلال باق كما هو، إذ إن ما أعلنت إسرائيل عن توقفه هو العمليات الهجومية، في حين صدرت الأوامر للقوات بإطلاق النار على أي خطر يتهددها.
 
ومن جانبها أعلنت فصائل المقاومة أنها مستمرة في إطلاق الصواريخ محلية الصنع وقذائف الهاون ما دامت قوات الاحتلال موجودة في قطاع غزة.

وفي الساعة التي سبقت إعلان وقف إطلاق النار، كثفت المقاومة من عملياتها وأعلنت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) أنها قصفت قاعدة حتساريم الجوية الإسرائيلية بصاروخ غراد أثناء إلقاء أولمرت كلمته. كما قصفت بعيد ذلك مستعمرة أوفكيم الإسرائيلية بثلاثة صواريخ غراد.
 
وقبيل كلمة رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت مباشرة قصفت المقاومة مدينتي أسدود وعسقلان بصاروخين، وفق ما أعلنته السلطات الإسرائيلية.
 

وكان اليوم الثاني والعشرون من عدوان إسرائيل على غزة قد شهد نحو سبعين غارة لطيران الاحتلال على مناطق متفرقة من القطاع، وشمل القصف منشآت تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطيينيين (أونروا).
وكشفت القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي السبت أن الاحتلال استخدم نصف سلاحه الجوي، ونفَّذ ما لا يقل عن 2500 غارة في أسابيع العدوان الثلاثة.

وأفاد المراسل الحربي للقناة أن الطائرات الإسرائيلية ألقت على غزة ألف طن من المتفجرات إلى جانب ما أطلقته المدفعية والدبابات والمشاة في الألوية البرية والمدمرات وسلاح البحرية.

على الجانب الآخر أطلقت فصائل المقاومة أكثر من سبعمائة صاروخ من قطاع غزة، في تأكيد عملي على أن إسرائيل لم تنجح في تحقيق هدفها الرئيسي من العدوان والمتمثل في إنهاء إطلاق هذه الصواريخ.

 

وقد تعهدت المقاومة الفلسطينية بمواصلة القتال في قطاع غزة ما دامت قوات الاحتلال الإسرائيلية موجودة هناك، واعتبرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) قرار إسرائيل وقف إطلاق النار من جانب واحد إعلان فشل للعدوان الإسرائيلي على القطاع، وهو ما أكدته بقية فصائل المقاومة الفلسطينية.
 
وقال ممثل حماس في لبنان أسامة حمدان لقناة الجزيرة إنه إذا استمر وجود الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة "فهذا باب واسع للمقاومة ضد قوات الاحتلال".

واعتبر حمدان خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت الذي أعلن فيه وقفا أحاديا لإطلاق النار "إعلانا للخيبة الثانية بعد خيبته في لبنان عام 2006"، مضيفا أن أولمرت "بدأ حكمه بخيبة وأنهاه بخيبة أخرى".
 

وقال المتحدث باسم حماس في غزة فوزي برهوم إن وقف إطلاق النار من جانب واحد لا يعني إنهاء العدوان الإسرائيلي ولا ينهي الحصار، وأشار إلى أن هذه الأمور تمثل أعمال حرب وبالتالي فهذا لا يعني انتهاء المقاومة.

وأضاف أن الحركة لن تقبل بوجود أي جندي واحد على أرض غزة مهما كلفها ذلك من ثمن وأن "على العدو الصهيوني أن يوقف عدوانه وينسحب من قطاع غزة بشكل كامل ويفك الحصار ويفتح المعابر".
 
ووصف القرار الإسرائيلي بأنه محاولة لاستباق الجهود المصرية وأي جهود أخرى تسعى لتحقيق انسحاب القوات المحتلة وإنهاء الحصار ووقف إطلاق النار.
   
أما الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين رمضان عبد الله شلح فاعتبر أن قرار إسرائيل دليلا على فشلها، وقال  إنه "إذا كان الهدف من العدوان هو تدمير الواقع السياسي لحماس كقوة وتنظيم فقد فشل فحكومة حماس في غزة هي الشرعية".
 
وتعليقا على ادعاء أولمرت تدمير البنية الأساسية لحماس، قال إن "البنية الأساسية للمقاومة هي الإنسان الفلسطيني المتمرس على أرضه".

وذكر أن قرار إسرائيل يعد "دليلا واضحا على عجز العالم أمام غطرسة إسرائيل لكن المقاومة صمدت، ولو كان يستطيع توقيع اتقاق بشروطه لفعل لأننا رفضنا الرضوخ لشروطه". 
 
وأكدت سرايا القدس الذراع العسكري لحركة الجهاد أن إعلان إسرائيل وقف إطلاق النار من جانب واحد دليل على عجز الاحتلال في تحقيق انتصارات في غزة

في حين قال المتحدث باسم لجان المقاومة الشعبية أبو يوسف سعيد إن المقاومة الفلسطينية ليس لها شأن بوقف إطلاق النار الذي أعلنته إسرائيل من جانب واحد وإنها ستواصل حمل السلاح.
 
وأوضح أن إسرائيل فشلت في منع المقاومة في قطاع غزة من إطلاق الصواريخ ولم تنجح في تحرير الجندي الإسرائيلي الذي خطفته حماس.

وقال المتحدث باسم ألوية صلاح الدين التابعة للجان المقاومة أبو مجاهد إن المقاومة ستقاتل كل من سيعتدي على الشعب الفلسطيني سواء كان هناك وقف لإطلاق النار أو لم يكن.
 
وأكد أن "المقاومة طليقة اليد، ولن تتخلى عن سلاحها وأن المقاتلين يتربصون بقوات الاحتلال في كل مكان جاهزين لمواجهتهم"، وحمل قوات الاحتلال مسؤولية ما ارتكبته وترتكبه من جرائم.

واعتبر القيادي في الجبهة الشعبية ماهر الطاهر خطاب أولمرت خطاب هزيمة، مؤكدا "ضرورة البناء على ما حققته المقاومة من انتصار".
 

 




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات