مملكة الحزن


في مملكتي يجوع الاردني ويعرى وفيها يموت الشرفاء كمدا وحزنا وفيها ( يرّبع) الفاسدون ويتفشخر اللصوص ويبرطع الحرامية .. في بلدي تفتح الابواب للغرباء وتشرع لهم النوافذ وتوزع عليهم الهبات والعطايا ... في بلدي هناك الهة مقدسون .. معصومون عن أي خطأ وهم طاهرون مطهرون من كل الذنوب والزلات .. مهما ارتكبوا من الجنح والجنايات فهم من ( اهل الله ) لاتجوز محاسبتهم ولا يحق توجيه اللوم لهم .. ان قال لهم مواطن غيور اتقوا الله في مال الشعب اتهموه بالزندقة والفجور ..
وان تنحنح معترضا على قرار خاطيء وجهت له مائة تهمة اقلها انه صاحب اجندة خارجية .. وان قال لاحول ولا قوة الا بالله أخرج من الملة .. وان لعن امريكا واسرائيل فقد يقام عليه الحد .... في مملكة الحزن على الاردني ان يصلي اربع ركعات قبل الصلوات المكتوبة للسلطان .. وعليه ان يدعو له بعد كل صلاة بطول العمر لكي يظل جاثما على صدورنا ..
في مملكة الحزن تعلق الاوسمة على صدور الجبناء وتمنح الالقاب السنية لكل من هب ودب وتوزع مكتسبات الوطن ومقدراته على من هم خارج الحدود .. ويظل الاردني اسير حزنه يلفه موج البرد والفقر والجوع والغلاء .. وان رفع مواطن صوته محتجا اتهم بقصر النظر وبالعنصرية وزرع بذور الفتن ..
في مملكتي لا مكانة للشرفاء بينما الميدان (لأبو حميدان ) ... في مملكتي توزع المناصب والمواقع على الاصدقاء والمعارف والمحاسيب .. واذا ما اعترض اردني شريف ومنتم للبلد على ذلك فالويل والثبور له.... وسيفتح له ملف طويل عريض .. ستراقب هواتفه الارضية والنقالة .. وسيسّلط عليه الف رجل امن ..
في مملكة الحزن كل الجيش للقائد وكل اجهزة الامن للقائد وكل الشعب للقائد وكل الثروة للقائد وكلنا فداء القائد .. أما الوطن فلا مكانة له ولا وجود .. الوزراء في مملكة الحزن يقسمون بالله العظيم ان يكونوا مخلصين للسلطان اما الوطن ( فمع
ستين داهية ) .. النشيد الوطني في مملكة الحزن يعظّم السلطان ويدعو له بالسمو وعلو المنزلة .. اما الوطن فلا يكترث به احد .. وان اعترض معترض فعليه ان يتقدم بطلب للجهات الامنية ليقطع رزقه بيده قبل ان يقطع عنقه ..
في مملكة الحزن يسود النفاق وترتفع قامات الاقزام ويتقدم الجبناء الصفوف .. في مملكة الحزن اصيبت الحرية بالهزال والديمقراطية بالسعال الديكي وبالشلل التام ... في مملكة الحزن على الاردني ان يحمد الله ان وهبه ساسة هبطوا عليه من لدن رب العزة ولولاهم لمات الاردنيون من الجوع .. وهاهم يموتون من الجوع .. في مملكة الحزن يمتلك الحاكم وعائلته السلطة والسلطان .. وفي مملكة الحزن لايعرف الاردنيون طعم الراحة .. فالمستقبل مجهول والقادم مخيف والايام حبلى بالمفاجأت .. في مملكة الحزن اتمنى ان يخرج من بين الاردنيين من يخشى الله الكبير المتعال اكثر مما يخشى السلطان ويقول له يا سيدي السلطان الظلم ظلمات والشعب يئن تحت وطأة الفقر والجوع .. والارض
الاردنية ملأى بالخيرات .. والبنوك الاجنبية مترعة باموال الأردنيين التي نهبها السفلة والحرامية ..
في مملكة الحزن صار الانتحار اسهل من تناول كوب من الشاي وصارت الجلطات والموت الفجائي لحظة تتوقع في أي لحظة .. في مملكة الحزن على السلطان ان يقترب من الاردنيين اكثر واكثر فربما تعرف على نوعية الحزن الذي يلفهم .. وعليه ان يعيد لهم اموالهم المنهوبة ,, وعليه ان يعيد الفرحة الى قلوب اطفالهم .. فهل درى السلطان كيف قضى اطفال مملكة الحزن ايام العيد .. وهل يعرف السلطان ان هناك الاف الاسر الاردنية التي لا تملك اجرة المنزل ولا تتمكن من دفع فاتورة الماء او الكهرباء بينما يعيش السلطان وحاشيته وبرامكته وانسباؤه واحبابه واصدقاؤه حياة اقرب الى الف ليلة وليلة .. في مملكة الحزن كل الاحتمالات واردة .. ففي علم النفس هناك نظرية تقول اذا اصيب الانسان بحالة من اليأس فانه قد يفقد السيطرة على نفسه ويصبح كائنا عدوانيا يؤذي نفسه او اقرب المقربين اليه فما بالك اذا اصيب الشعب كله باليأس والاكتئاب ... ؟؟؟ اترك الاجابة للاردنيين الشرفاء الذين يخافون الله ويحبون الخير للسلطان .. اما المنافقون والجهلة الذين يظنون ان ما يكتبه ابناء الوطن المخلصون هو من باب البحث عن منصب او موقع كما يحلو لبعضهم ان يصفنا او من باب المزايدة .. الى هؤلاء اقول هنئيا لكم جهلكم .. وسخافتكم .. فمملكة الحزن هي مملكة الجميع .. وعلينا ان نحوّلها الى مملكة للفرح والعطاء والانتماء .. الكل زائل .. اما البقاء فهو للباقي الدائم رب السموات السبع ورب الارضين السبع ورب العرش العظيم والسلام على من اتبع الهدى اما عبدة الاصنام فالى جهنم ويئس المصير .



تعليقات القراء

طافش
اعلم ان قلبك عل البلد وكل اردني شريف ارجوا ان لا يتم جرجرتك او مضايقتك بأي شكل نظرا اجراه الطرح...
14-11-2011 11:05 PM
طافش
كلنا للوطن وللقائد
16-11-2011 01:53 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات