فأتركوا مقدراته الوطنية وشأنها


ألا يكفينا أن الفاسدين قد حولوا الأردن لأعجوبة عالمية لو دخلت المنافسات العالمية لأخذت المركز الأول بجدارة دون منافس ..
ألا يكفينا الشوارع التي أصبحت كالفسيفساء النادرة الوجود في العالم من كثرة المطبات والحفر .؟؟ ألا يكفينا إطفاء أنوار الشوارع ليلا لأجل التوفير والتسبب بحوادث يدفع المواطن ثمنها , وهي تستحق الفوز بجدارة نظرا لامتلاك مسئولينا أدمغة عبقرية يستخدمونها لخراب هذا الوطن لا إعماره . وهذه أعجوبة أخرى نستحق الفوز بها ؟؟ ألا يكفينا أننا بلد صغير بالنسبة للعالم أجمع وبه الآلاف من الفاسدين الآكلين لخير هذا الوطن دون رحمة وهي أيضا أعجوبة ..
ألا يكفينا أن جيب المواطن الأردني أصبح أعجوبة دون تصويت لكونه جيب صغير وقادر على الصرف على دولة وعلى فاسدين ؟؟
ألا يكفينا زيادة أعداد الوفيات من أمراض القلب والضغط والسكري وتصلب الشرايين والجلطات بسبب القهر والكبت مما يعانيه من فقر مطقع وظلم ؟ ألا يكفينا أن الموظف والعامل وكل في مكان عمله يعملون ليل نهار وبالنهاية يذهب تعبهم بدل فواتير كهرباء وماء وغيرها والتي بدورها أصبحت كالذهب يرتفع دون مبرر ولا أمل في انخفاضها وبالنهاية يأتي المواطن ويدفع دون سؤال أو استفسار عن سبب الرفع الذي لا يعلم أحد سببه ومن وراءه ؟؟ ألا يكفينا أننا أصبحنا مهزلة في يد الفاسدين يعبثون بنا ليل نهار ونحن نبتسم لهم ونريد رضاهم ؟؟ وهي أعجوبة أخرى..
فرحت كثيرا لخسارة البحر الميت في التصويت له ليكون أعجوبة من عجائب العالم لأننا خسرناه أعجوبة وكسبه المواطن كمنفذ له للهروب من كبت الحكومات والغلاء لكون البحر الميت منفذ الفقراء والمساكين يلجأون له ليتنفسوا هواء نقيا لينسوا همومهم والآمهم وجراحهم .. لأنني على يقين لو فاز فسيصبح محرما على الشعب الطفران وربما ستبدع الحكومة وتقوم بعمل فيزا لدخوله كونه أعجوبة عالمية .
ماذا قدمنا للبترا بعد فوزها كأعجوبة قبل أربع سنوات ؟ وماذا استفاد الشعب من هذا الفوز ؟ هل أسهم مدخولها السنوي بتخفيف العبء عن الخزينة أم أننا لم نر إلا زيادة في المديونية وغلاء لا زال المواطن يأن بسببه .. وزيادة في بذخ الفاسدين وفحشهم على حساب الوطن ؟
نحن هنا لا نتقن لغة السياحة وعاجزون عن العمل بها بشكل صحيح بدليل البترا التي لو استغلت بشكل صحيح ونجحنا في التعامل مع سياحنا بأسلوب سياحي راق لتمكنا من إنجاح البحر الميت لاحقا ولكن بكل الأحوال فشلنا هو إنجاز عله يوقظ مسئولينا ويتعلموا أين الخطأ ليعملوا على تداركه للعمل بشكل صحيح لخير هذا الوطن .. أما أن نسعى للترويج لأماكننا السياحية ونحن نجهل الخطوات التي تتبع النجاح فاعتقد أنها الطامة ..
السياحة للأسف في بلدنا أصبحت المتنفس للفاسدين الذين يتاجرون على حساب خيرات هذا الوطن وصروحه لملء جيوبهم المثقوبة التي لا تمتلئ أبدا حتى لو بيع الوطن ومقدراته كاملة .كم تمنيت أن تفوز مغارة جعيتا في لبنان لنتعلم من اللبنانيين فقط كيف هو العمل الحقيقي في السياحة والترويج للوطن . وكيف هي الطرق الصحيحة لجذب السائح بدلا من تطفيشه كما يحدث هنا في بلدنا وللأسف الشديد .
دعونا نفرح بأنفسنا وبشوارعنا التي هي أعجوبة بحد ذاتها والتي لو فاز البحر الميت لا ادري كيف سيكون لنا وجه أن نستقبل سياحنا عبر طرق تفتقر لأدنى مقومات السلامة العامة , دعونا نحتفل بمسئولينا الفاسدين الذين هم أعجوبة اكبر علنا نفوز بهم في المرة القادمة كأهم أعجوبة عالمية لفسادهم بامتياز .
ادعوكم جميعا اعملوا على تأهيل البلد بعيدا عن الفساد علنا نجعل منه كبيرا وقادرا على المنافسة عالميا واتركوا مقدراته ننعم بها إلى أن تصحو على أنفسكم وتستطيعوا فهم معنى الوطن وخدمته بعيدا عن الجشع والمصالح التي تحكم توجهاتكم وبسببها أضعتم هذا الوطن .