الى متى مسابقة الملكة علياء يا وزير التربية ؟!


منذ ما يزيد على خمسة عشر عاماً والأسرة التربوية في مدارس المملكة تستقبل مجموعة من الأوراق الملونة المزركشة بصور الأطفال المبهجة تحت مسمى مسابقة الملكة علياء للمسؤولية الإجتماعية ، وتأتي هذه المسابقة تحت هدف يقال بانه سيصل بالطلبة الى رفع مستوى الوعي البيئي و المساهمة في تحقيق التكافل الاجتماعي !! .
قد تكون تلك الأهداف المكتوبة على جدران المسابقة بالحبر الزاهي الجاذب للأطفال سامية للغاية وذا هدف نبيل ولكن هناك جانب مهم جدا وخطير للغاية يخفي وراءه أمرا يدفع للحيرة من جراء تلك المسابقة الغريبة ، فالمسابقة هي عبارة عن مجموعة من الأسئلة التي تبحث عن الإجابة في مواضيع تتعلق بالبيئة والتلوث وتحوي أيضاً بعض الملصقات الطفولية التي قد يرى بعض بها الطلبة من الصفوف الدنيا أمراً جميلاً ، و على الطالب أن يقوم بالإجابة طبعاً على الأسئلة الموجودة في المسابقة وإرسالها من خلال قسيمة مرفقة تسلم لإدارة المدرسة ، لينتظر بعدها الطالب فوزه بجائزة قيمة تقارب الخمسة دنانير عداً ونقداً ، والحالة هنا تشمل طالباً واحداُ أو إثنين من كل مدرسة على الأغلب وبقية الطلبة دورهم يقتصر على شراءها فقط دون العودة اليهم بالفائدة من حيث المعلومات التي تبنت الجائزة إيصالها إليهم أو بالجائزة الهزيلة التي وعدت بها ! وقد يرى البعض هنا أن الدور يأتي على المعلم في هذا الجانب المتعلق بالمعلومة ، ولكن كانت المصيبة أن جعلت وزارة التربية المعلم مجرد موظف ملزم ومجبر بطريقة شبه مباشرة لبيع هذه المسابقة ؟!
وددت أن لا أكون مبالغاً في طرحي حول هذه المسألة تحديدا بإعتبار السيولة المادية تأخذ جانباً كبيرا من سجالها وحتى لا يقال بأننا نتهم جهة معينة بالإستفادة من هذه المسابقة الوهمية ، وعليه أرفقت مع هذا النص كتاباً يظهر جوانباً هامة جدا يجب أن ينظر اليها بحذر وأن يكون لوزير التربية والتعليم موقفاً منها ، على الرغم من أنني تحدثت في مقالة سابقة عن مشروع إيريفكي الحساس جدا ولم نلمس أي ردة فعل من معاليه رغم أن النص قد حط بجناحيه على طاولته الصغيرة !
يقول الكتاب الرسمي في بادئ خطابه كما ترون من باب دفع الطرف الأخر للمشاركة في هذه المسابقة ، ( بهدف تعميق الولاء والحس الوطني وتفعيلاً لخطة النهوض الوطني الاجتماعي وتحقيقاً للأهداف النبيلة ) يرجى مراجعة ... ..! وهنا يبدو بان هذه المسابقة العظيمة سينتج عنها حساً بالولاء ؟ كيف ذلك إن كان الأمر يقتصر على دفع الطالب ربع دينار ثمناً لها فقط وماذا بعد ؟ ما النتيجة من تلك المسابقة ؟ ( قال لي أحد الطلبة : أنا في كل عام ومنذ أول يوم لي في المدرسة و أنا أواظب على شراء هذه المسابقة ولكن تبين لي بانها مجرد أمر كاذب والهدف منه جمع الأموال من الطالب فقط ) .
لا ندري عن أي حس وولاء وتعميق ومسؤولية مجتمعية والمسابقة تقتصر على جعل الطالب مجرد مصدر للمادة ، والطالب هنا قد يتساءل أليس من الأولى أن أدفع تلك القروش الزهيدة لإصلاح الكرسي المحطم الذي أجلس عليه في مدرستي ؟ ولكن يبدو بأن وزارة التربية والتعليم رأت بأنها تقوم بواجب إجتماعي وإنساني كبير ، لأن من أهداف جمع الأموال من تلك المسابقة هو دعم مراكز ذوي الإحتياجات الخاصة ! ! ! هذا ما يقال ولكن لو كانت تلك الأموال التي تأتي من ريع تلك المسابقة منذ عام 1995 وحتى هذه اللحظة تذهب فعلياً الى تلك المراكز لكان نزلائها الأن في رخاء وعز لا مثيل له ، و لدرجة أن أصحاب الإحتياجات الخاصة كان لهم الأن وضعا متقدماً على كثير من أصحاب المنافع الخاصة ! فإلى أين تذهب تلك الأموال المرصودة للمسابقة ؟
ومن أكثر الأمور حساسية في هذه المسابقة هو تلك الحالة من فرض الأمر الواقع على الأسرة التربوية وجعل لزاماً عليها أن تقوم ببيع جميع نسخ هذه المسابقة وكما يبين الكتاب يخاطب المعلم ب لغة ( تحت طائلة المسؤولية ! ؟ ) ويقولون بأن بيعها ليس إلزاميا ً بل إختيارياً ! ، ويقولون بضرورة عدم عودة أي نسخة الى الوزارة وهذا بنظرهم لا يفسر بأنه لا بد أن تباع كل النسخ ! قد تكون الصورة هنا مختلفة من حيث الفهم بالنسبة لهم فما هو بالترهيب يعد ترغيباً بنظرهم ولكن على طريقة غريبة جداً ، وبقي أن نقول هنا بضرورة أن تكون وزارة التربية والتعليم مضطلعة بدورها التربوي بشكل حقيقي وأن لا تخاطب المعلم بصيغة الأمر وفرض الراي بهذه الطريقة و نحن على أمل أن نرى ردة فعل من جانبها للنظر في هذه المسابقة الجليلة .



تعليقات القراء

هذلول بن متعب
1.من الصعب قياس الولاء

2.معالي الوزير(هو و اللي قبله)مشغول .........

3.هنالك اموالا اخرى لا احد يعلم اين تذهب مثل التأمين الذي يوضع على ايصال الكهرباء للمنزل منذ عشرات السنين و ما ترتب عليه من فوائد
13-11-2011 11:07 AM
ابو عبادة
من اجل بيع النسخ يلجؤاالى المقاصف المدرسية احيانا......
13-11-2011 12:38 PM
ابن كنعان
هلا عمي والله بينكم وبين الحوافز والتحفيز ..
13-11-2011 08:17 PM
متفائلة
لوكنت وزيرة تربية لغيرة كل شي وححببت الطلاب بالمدارسز
21-11-2011 07:50 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات