فرحة شعبية بالمنتخب الوطني وحسرة على اعلامنا الرياضي الرسمي


التعليق الرياضي ، تخصص ودراسة، صوت، ومقدرة على الحوار، وهذه مجتمعه تدعم الموهبة وتقويها وتعلي من كعبها.
بمقابل ذلك لا يمكن اعتبار الزعيق والصياح والانفعالات الفارغة وعقم المعلومات الرياضية والتحليل، تعليقا رياضيا. خصوصا وان التعليق الرياضي ليس وجهات نظر، بل تحليل ومتابعة لحيثيات المباراة لحظة بلحظة ودقة.
************************************
بالأمس القريب اجتاحنا الفرح، بعد فوز منتخبنا الوطني لكرة القدم بقيادة المايسترو عدنان حمد على المنتخب السنغافوري الصديق، بنتيجة 2- 0، حملة إلى الدور النهائي المؤهل لتصفيات كأس العالم القادمة التي ستحتضنها البرازيل.
هذا الفوز المستحق لمنتخب النشامى رافقته حسرة عارمة شعر بها المتبعون داخل الأردن وخارجة، نتيجة سواء التعليق المرافق للمباراة،والذي قاد إلى امتعاض الكثير منهم.
البعض يقول مدافعا: إن تصرفات المعلق ناتجة عن جرعة وطنية الزائدة لديه، فيرد عليه: إن حب الأوطان لا يكون بمثل هذه الأساليب التي تستخف بعقلية المشاهد أينما كان، والوطنية لا تنفع في هذه المواقف .
الذي نعرفه أن التعليق الرياضي يحتاج إلى تجهيز مسبق عن اللاعبين و المدربين و الحكام في كلا الفريقين، هذا الأمر افتقدته المباراة جملة وتفصيلا !!
مقابل ذلك لو افترضنا جدلا أن عصام الشوالي أو فارس عوض علاقا لكانت المباراة ذات نكهة أخرى بكافة تفاصيلا، لا جراء قوة المعلقين، بل جراء جرعات التحليل والمعلومات والانفعالات المقبولة والاستعداد المسبق، التي تزيد من جماليتها.
إضافة إلى ذلك، من المؤسف أن تسيطر اللهجة العامية على التعليق – نحن الان نشوف أداء مميز - مع إسقاط اللغة العربية الفصحى، هنا لا نعرف كيف يدخل التلفزيون الأردني من لا يتقن اللغة العربية لفظا كما كتابة، لا بل كيف يصير معلقا من لا يتقن اللغة والحوار والنقاش !
الأمر هذا لم يقتصر على مباراة المنتخب الأردني فقط، بل وصل لمباراة المنتخب العراقي ونظيرة الصيني، حيث وقع المعلق الرياضي الأخر- الله يبارك فيه - بعين الأخطاء، فلا إعداد مسبق ولا صوت ولا تفاعل حقيقي مع أحداث المباراة، وكان المعلق يجلس في بيته ويتحدث إلى أصدقائه.
لذا من الأهمية بمكان، أن نؤكد أن المشكل ليست في معلق واحد، بل في منظومة التعليق الرياضي المتواجدة في التلفزيون الأردني بكل ما تحمل الكلمة من معنى، والتي تحتاج إلى اهتمام ومتابعة كبيران.
************************************
مع هذا يحق لنا القول : إن المعلق الوحيد الذي استمتع به المشاهد هو الجمهور، وصيحاته الحماسية وانفعالاته وأغانيه الراقية وتشجيعه الوطني المترابط الذي أسهم وغطى على صوت المعلق، الذي عوقب من قبل الكثيرين بإسكات صوته، والاكتفاء بالصورة.
الذاكرة تعيدينا لسنوات خلت وقوة التعليق الرياضي ومهنيته، فنشعر بشي من الحسرة على حال اعلامنا الرياضي الحالي. هل تذكرون لطفي الزعبي، عثمان القريني، محمد المعيدي، لقد كان لتلك المباريات والتعليق والتحليل نكهة خاصة، مازال طعمها يستذكر. فهل حقا تلفزيوننا الرسمي اليوم غير قادر على انتاج مثل هذه النوعيات المبدعة ؟
************************************
مأخذ وأخطاء كثيرة لا تغتفر، سقط فيها للمعلق خلال المباراة، ولا يمكن إدخالها في خانة الانفعال المسؤول المحبب، كون للأمر علاقة بمهنية المعلق أولا وأخيرا ومدى استعداده للمباراة .
بصراحة لا اعلم ماذا اقول في النهاية لكن ساستخدم استفهام الرئيس الليبي السباق معمر القذافي حينما قال : من انتم، لتجعلوا اعلامنا الرياضي بهذه الصورة المزرية ؟؟

ألف مبروك لمنتخبنا الوطني، والله يرحمنا من أصوات معلقينا الرياضيين .

سلام على أردننا من الله وبركة.
Khaledayasrh.2000@yahoo.com



تعليقات القراء

مهتم بالرياضة
نعم تشعر بالاسف الشديد والحزن على المعلقين الرياضيين الاردنيين وفي كثير من الاحيان يراودك شعور بان تترك مشاهدة مبارة المنتخب وتذهب بعيدا عن كرة القدم من شدة الاستياء .... بكل اسف لا يوجد في الاردن من يحسن التعليق ويشدك للمتابعة والمتعة وتستغرب هل فعلا لا نستطيع في الاردن ...ياضيين على مستوى الشوالي ويوسف سيف ومحمد علي وكثيرون خاصة ةاننا نصدر كفاءات على مختلف التخصصات للعالم العربي باكمله ... لماذا لا يعد معلقينا الاعداد اللازم لهذه المهنة المهمة للرياضة بكل اركانها من لاعبيين ومدربيين ومشاهدين .... لقد كان التعليق على مبارة المنتخب هو الاسؤاء بكل شئ فلا صوت جميل ولا لغة سليمة ولا اداء ولا معلومات تفيدك رياضيا وتشدك لمتابعة المبارة .
13-11-2011 02:52 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات