الذئاب مستعصية؟!!!!


وكأنني مجبر على فض النزاع ....اندفعت عنوة عن طيب خاطر فشيمة أهل البادية إغاثة الملهوف...أخوة مزقوا أجسادهم بآلة حادة تركوا لها ما تشاء ترسم لوحات تشكيلية من أخمص القدم لناصية الرأس ...وكأن الدماء مباحة وتعرف طريقها فهي ليس المرة الأولى التي أفض بها النزاع ...خرجت عجوز شمطاء تجاعيد وجهها تفوق تضاريس إقليم السافانا استطعت ترجمة ما تقول بصعوبة فيكفيني إنني ابن الحي ومتعود على الترجمة في أحلك الظروف...تقول ذيب والله الحوار ابن الناقة كله طرب... دمائكم مباحة وكلابكم نباحه وأعدائكم مرتاحة ...قلت هل دم الأخوة رخيص لهذا الحد؟!! فأطبق سكون رهيب تسللت منه حركات متوقعة فكلا يلملم جراحه في غياب المسؤولية فالسيجارة التي أشعلها أحدهم نفثت نصفها رئة مستعصية غادره لتنفث ما تبقى منها رئة الأخ الثاني الذي لا زال يتلمس جراحه ويكتم أنفاسه الخارجة من صدر بغيض ...قلت لن أبرح هذا المكان حتى استجلي الأمر والسبب الذي أحدث هذا كله...صاحت العجوز ..الم أقل لك الذئب والله الحوار...قلت قاتلك الله ترجمي فقاموسي تالف ووقتي ضيق ...قالت يريدون أن يصنعوا ربابة فكلا منهم يريد ان يكون جلدها حسب هواه ...الكبير يرغب في ان يكون جلدها جلد ذئب وهو من أجود أنواع الجلود لصناعة الربابة والأصغر يريد ان يكون جلدها جلد حوار( ابن الناقة) ...قلت تبا لكم وللربابة التي أباحت دم الأخوة وسفكت الدم بلا هوادة تحت وطأة التخاذل والتخلف...
صرخ الصغير رافعا السبابة شاتما الذئب ولياليه ليفصح عما في صدره قائلا: أخوي يريد ان نصنع الربابة من جلد الذئب وهذا جميل ومستحسن لكن الطامة الكبرى يريدني ان احضر الجلد ضاربا بعرض الحائط المخاطر التي تنتظرني في حضرة الذئب الغادر فالأولى ان يحضره هو لأنه المعني في الأمر والراغب بذلك وإما انا حسبتها بعد ضرب أخماس في أسداس وقررت ان تصنع من جلد حوار فهو جيد وملبي للطموح وبذلك نتجنب الذئب وإتباعه...قلت الذئب يقلق راحتنا حتى عندما نريد ان نصنع لحظة فرح عبر ربابة جسدت تراثنا وأصالة أفراحنا ...لتبقى الدماء تنزف والرئة تنفث والعيون تذرف فجلود الذئاب في منأى عن سلاحنا .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات