ما الذي يحدث في المنطقة العربية ؟!


ما يحدث هو نتيجة طبيعية لذلك الإفلاس الغربي الأمريكي والإسرائيلي في المنطقة والعالم ، وبكافة النواحي السياسية والعسكرية والمالية والاقتصادية ، وهذا ما ينهي عقود الاستبداد بين الأنظمة العربية الحاكمة والغرب المهيمن بمصالحه المتعددة في المنطقة ، ومثل هذا الطارئ الجديد ينهي أوتوماتيكيا وظيفة إسرائيل في المنطقة ، لكن السؤال إذا لم تكن لأمريكا ولا لإسرائيل مصلحة فمن أصحاب المصلحة الحقيقيين فيما يحدث ؟ في الحقيقة : لا يوجد جهة معينة صاحبة مصلحة ، لكن هنالك تعدد قطبي صاعد ، وهو على الرغم من مصلحته العليا فيما يحدث إلا أنه ينظر إلى المسألة من زاوية أخرى ، وهذه الزاوية تكمن في : أن من الطبيعي أن الشعوب بكافة أنحاء العالم ستقوم في ثورات بمجرد استشعارها في انهيار النظام العالمي المتمثل في النظام الرأسمالي وبقوته الاقتصادية والعسكرية المهيمنة على أطراف العالم المغلوب على أمره ، لكن مثل هذا الرأي لا ينفي قطعياً بعض التدخلات الأجنبية الحالمة والتي ما زالت خارج النص العالمي الجديد ! وللإجابة على السؤال الذي بدأنا فيه المقالة أقول : لا يمكن تسمية ما يحدث بالثورة ، حتى مع تتابع إسقاط الأنظمة ، سيما وأن سقوط الأنظمة يأتي كحتمية تفرضها انتهاء العقد المبرم مع القوى الغربية وليست قوة الشارع ، والذي تتفاوت نسبة الوعي فيه من حزب إلى أخر ومن قوى سياسية إلى أخرى ، هذا عدا عن التصادم الواضح بين مختلف القوى السياسية والتي لا تكاد تتفق على برنامج سياسي حتى فيما يخص القرارات الداخلية للحزب الواحد ، وبالنسبة للنموذج التدخل الأجنبي ، ها هو النموذج الليبي كما حصل والتي أصبحت تحت سيطرة الحلف الأطلسي ، كما يراد لسوريا أيضاً ، لهذا لا يمكن أن نلصق ما حدث في الغرب بشكل قاطع ولا أن ننفيه عن الغرب بشكل قاطع ، وحتى الحركات التي نراها على الساحة مثل الحركات الإسلامية ، فالحراك الذي ربما يشبه الثورة ليس إسلامياً خالصاً ، فهنالك تحركات متعددة ولا تكاد تشكل التحركات الإسلامية أن تتجاوز 20 المائة من الحراك وبكافة الدول العربية ، هذا في الوقت الذي لا أحد يستطيع أن ينكر استفادة الشعوب في الشارع من الرموز الدينية والإسلامية لدعم التحرك وإنجاحه في عموم الوطن العربي ، وهنا لابد من تنبيه بعض الباحثين العرب إلى أن التخوف من يؤدي الحراك إلى زيادة سيطرة الغرب ، فهذه فكرة سطحية للغاية لعدة أسباب أهمها : أن الثورات جاءت من رحم السيطرة الغربية ، وقد وصل التحكم الغربي في العرب ومقدراتهم إلى أوجه ، ومن المستحيل أن تعود السيطرة الغربية إلى المربع الأول والذي كان يتمثل في مراحل ما قبل إسقاط زين العابدين وتوالي تلك الأحجار القادمة من سياكس بيكو في السقوط ! ولكي نتفهم حقائق ما يحدث علينا أن نجيب على السؤال التالي : هل الانفجار والفوضى في الوطن العربي تخدم المصالح الغربية في المنطقة ، أم تزيد من خسارة الغرب في ظل الأزمة العالمية للرأسمالية ؟! سؤال أخر : هل هذه الإصلاحات المطلوبة من الأنظمة لا تحتاج إلى أموال تتجاوز عشرات مليارات الدولارات ؟ إذن عملياً دعم الغرب سواء للأنظمة أو لشعوب مسألة دبلوماسية مؤقتة لا علاقة لها بمفردات الواقع الذي تفرضه الحقائق على الأرض ، وهنا أجد سؤال يتوالد ويفرض نفسه على المقال : أيوجد من بين الزعماء العرب من يرفض التدخل الغربي في سياسته الداخلية شرط ضمانته استمرارية نظامه أو على الأقل ضمانة أمنه بعد ترك السلطة وعدم محاكمته ! وقد نبه شقيقي الشريف رعد المبيضين مؤسس هيئة الدعوة الإنسانية والأمن الإنساني على المستوى العالمي ،في 2006 م وفي جريدة الدستور صفحة أراء وفي مقالة تحت عنوان (أجراس الفكر الإنساني تنذر بالتفكك والانهيار العالمي المتعاقب ) إلى ما يحدث حيث قال : ( ونحن إذ نعلن الجحود والتقصير العالمي بحق دعوتنا فإننا نلتزم بواجب التنبيه الذي ينذر بالتفكك والانهيار العالمي المتعاقب ، وهذا يعني أن كل سياسي سيكون موضع مساءلة ما لم يتحرر الآن من ربقة التبعية ، التي تنوء بحزن الشعوب المتزامن مع تعثر القرارات الدولية من خلال السلوك السياسي المتناقض مع آفاق مستقبلنا الحضاري داخل القرية الكونية ، والذي لا بد أن يتغير وتشتد حركته العالمية من خلال دعم المحافل والمجامع الإنسانية التي نلمح الآن تثاقلا في حمل ونشر دعوتها من قبل ساسة العالم مع أن من لم يستطع الدخول في فضائية السياسية الإنسانية الجديدة التي لا تحدها حدود عليه أن يدرك مسبقاً انه سيكون موضع مساءلة ) انتهى الاقتباس ولكن للأسف هل من الأنظمة رفع سماعة الهاتف وتساءل ماذا يقول هذا الرجل ؟ لماذا ؟ لأن لسان حال الأنظمة المغرور يقول : هل أنا بجلالة قدري وعظيم سلطاني أحاسب وممن من أولئك القطعان ؟ نعم ، نحن في عرفهم قطعان لا أكثر ، لهذا قذفناهم من نفوسنا منذ زمن ! فلم يعد لهم أي مساحة داخل نفوسنا المعذبة بسبب تحكمهم فينا دون رقيب ولا حسيب ، وقد طردنا كليا من الحياة العمومية السياسية والمدنية ، أي إصلاح مع أنظمة لا تتقن إلا الإجرام وارتكاب أبشع الجرائم السياسية والاقتصادية والمالية وأحياناً العسكرية بحق شعوب المنطقة ؟ أي إصلاح والسيادة الوطنية لم يبقى منها إلا الاسم ؟ الأوطان تباع بأبخس الأثمان ، الموارد الطبيعية ، الطاقة بمختلف مجالاتها ، لا أعرف إن بقي شيء ما قابل للإصلاح ؟ ربما ، ولكني في الحقيقة لا أعرف إن بقي أي شيء ! المأساة أننا في ظل أنظمة تمارس الحكم المطلق علينا ، إلى درجة أجد أن الجرذان أرفع منزلة منا ، فالجرذ يجد مسكن وطعام بينما نحن سرق منا كل شيء يمكننا من الحياة ، فلا سكن ولا طعام ، ولا أي مستلزمات حياتية ، في ظل أسر يمارس حتى على الأفكار في رأسنا ، نعم بعض أجهزة الأجهزة الأمنية قالت لي وبشكل مباشر : نريد أن نعرف بماذا تفكر !!!!!! يزلزلون الأفكار ، وإلا كيف يستكثرون علينا الاحتجاجات أو المظاهرات ، نحن دون المستوى البشري ، لهذا لا يحق لنا أبداً أن نعترض على أولئك الذين يمارسون سلطات الرب في الأرض ، لم نعد نحلم كشعوب سوى بالحرية والعدالة والإنصاف والكرامة والاحترام لإنسانيتنا وأمننا الإنساني المفقود ، وعلى الرغم من الربيع العربي غير أنهم يرفضون توسيع المشاركة الاقتصادية والسياسية والاعتراف بالحد الأدنى من حريات التعبير والتنظيم للمجتمعات المدنية التي نحلم فيها ، لماذا ؟ وإلى متى ؟ نحن نسعى وسنبقى إلى أن نحصل على كامل حقوقنا المدنية والسياسية ونسقط ثلاثية العالم .
ومن المحزن أن تجد الزعامات العربية مستعدة أن تفعل أي شيء للسيد الغربي ، دون أن تفعل أبسط شيء للشعوب العربية ، لكونها تشعر بالمذلة والمهانة وهي تتنازل عن أي حق من حقوق هذه الشعوب ، لسنا أناس في رأيهم فكيف نصل إلى الأحرار ؟ وإلا لماذا نتظاهر حتى في مقالاتنا ؟ من أجل هذه الأسباب وغيرها ، أردنا أن نقول للحكام وقبل أن يتفوه أحد بكلمة واحدة ، هذه الشعوب حيه ولها حقوق إنسانية لا بد من انتزاعها منكم يا من سطوتم على كل شيء وسلختم الشعوب من أمنها الوطني ، أي أن جوهر الصراع كان قائم بيننا وبين الأنظمة إلا أنه كان يتخذ عدة أشكال نظراً للظروف القاهرة التي كانت تعيشها شعوب المنطقة ، أما اليوم فقد تغيرت المعادلة كلياً ، والحقيقة أستغرب من دعوتنا إلى الحوار وأي وضع نتوصل إليه في ظل هذه الأنظمة يعتبر تجميد للأوضاع التي جعلتنا بين استبداد الأنظمة والتحكم الغربي ، وهنا أتساءل ، وأقول : ترى لماذا كل هذه التحركات والحركات الشبابية وبكافة أنحاء العالم العربي لم يحرقوا علماً إسرائيليا، أو أمريكيا أثناء انتفاضاتهم الشعبية ضد الأنظمة الديكتاتورية القمعية ؟ هذا السؤال يحتاج إلى إجابة لكي نستطيع أن نفهم ما يحدث بالضبط في المنطقة العربية ؟



تعليقات القراء

سامر محمود
نعم ما يحدث هو نتيجة طبيعية لذلك الإقلاس الغربي ، بعد الهزائم العسكرية التي منيت فيها أمريكا في العراق وافغانستان ، وكذلك الأزمة المالية العالمية ، وإنهيار الإقتصاد الأمركي الذي تحول من صناعي إلى خدمي ، وأخيراً إلى متسولا وبلطجي
09-11-2011 03:24 PM
أحمد
هذا السؤال أكبر دليل على أن هذه التحركات مبرمجة من قبل أناس لا علاقة لهم في الوطن والمواطنين ، وهي قد تأتي بأناس أشد شر من ... الطغاة وإلا كيف نفسر عدم الإجابة على السؤال المطروح من قبل هذا الرجل المحترم :إن الحركات الشعبيةبكافة أنحاء الوطن العربي لم يحرقوا علماً إسرائيليا، أو أمريكيا أثناء انتفاضاتهم الشعبية...
09-11-2011 03:27 PM
جابر الحمود
أصلي يا أبو كرك
09-11-2011 09:10 PM
حمدالله العموش
بدنا ناس تفهم العالم وتتفهم معهم و....
09-11-2011 09:12 PM
أردوغان
ليش ما كملت شو تفضل.......كان يحكي كلام كبير
09-11-2011 09:52 PM
ناصر / مدرس لغة عربية
سؤال على الماشي : قديش بتقعد تكتب في المقال ؟ لأنه كلام موزون وبده حرفية خاصة ، ومش عارف شو بدي أحكيلك أنا مدرس لغة عربية صار عندي عقدة من مقالاتك ، تركيب الكلمات غريب عجيب بصراحة ....
09-11-2011 09:56 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات