في العودة الى فترة لاتتجاوز الثلاثة شهور وبمحاولة للخروج ببعض طرق التفكير لدى الشعب الاردني سنجد أنه يسير على قاعدة ( طعميني اليوم وإقتلني غدا ) .
في البداية سنعيد التذكير بمعركة المواطن مع فصل اللحوم الأردنية عن الاجنبية وكيف أن المعركة انتهت بإنتصار الشركات الموردة للحوم الاجنبية وتجار التجزئة وبقية المشكلة قائمة الى الأن ولكن لم يعد هناك داع لإثارة المشكلة كون شهر رمضان قد مضيا بخيرهم وشرهم .
وفي نفس الوقت بقيت اللحوم الاردنية غير مفصولة عن اللحوم الاجنبية بأنواعها سواء المبردة أو الطازجة ، والشيء الذي جعلني أذكر ما سبق هو المفارقة الكبيرة بين طريقتين من طرق التعامل مع أضحية العيد ، فالطريقة الأولى تتمثل في أضحية تكية أم علي وكيف يتم عرضها ، ففي أحد المولات الكبيرة في عمان تجد مجموعة من الخراف المصنوعة من البلويستر وعليها قطن تقف فوق بعضهاالبعض على طريقة السيرك ، ومنها من يرقص ويؤشر لك بيده وأمام هذا المشهد تجد فتاة أو شاب مبتسمين يجلسون خلف كانوتر وأسفل أقدامهم ارضية من السيراميك وامامهم دفتر كوبونات رسمت عليه نفس صورة الخراف التي ترقص وكل ما عليك عمله هو أن تدفع لهم ال99 دينار وتغادر وبذلك تكون قد ضحيت بخروفك وانتهت المعركة .
والطريقة الثانية تجدها في الشارع وفي كل الاماكن التي سمحت بها أمانة عمان والبلديات أن يتم الذبح بها وهنا ستجد رجال لم يحلقوا لحاهم منذ اسبوع وملابسهم تمتلىء بالدم وعيونهم مرهقة من السهر الى جوار الخراف خوفا من أن تسرق ، وأمامهم طاولة مصنوعة من جذع شجرة وتتناثر على الجوانب جلود الخراف والمصاريين والرؤس ويقف أطفال في انتظار تقطيع اللحمة كي يضعوها في أكياس سوداء وتحت أقدامهم برك من الدم وباقيا مايرمى من الخراف .
وتجد المئات من السيارات تقف وصناديقها الخلفية مفتوح توضع بها هذه الاكياس السوداء ويعود الناس الى بيوتهم مرهقين من الوقوف لساعة أو أكثر وبذلك يكونون قد ضحوا بخرافهم .
وبكلاالطريقتين من التضحية تنتهي معركة الاردني مع سعر خروف الاضحية بخسارة الاردني لها لأنه في الطريقة الأولى يكون قد دفع تكلفة أقل ولم يأكل من أضحية شيء وبالثانية يكون قد دفع ضعفين أو ثلاثة أضعاف ثمن أضحية الطريقة الأولى ولكنه عاد للمنزله بشيء من اللحمة .
وينتهي العيد وكل عام وانتم بخير والى معركة قادمة إنشاء الله .