طفلة العيد


دموع على سطر الحياة الأخير , تنزفها عيون طفلة العيد التي ما عادت طفلة ,بكل مآسيها وأوجاعها وأحزانها , بريئة كحبة ندى على ورقة خضراء في أول ليالي الشتاء الصيفية , دموع وحاجة وفقر وعوز , تجعل من طفلة صغيرة تبكي بلا أمل بلا وعد ولا حتى مستقبل آخر يعدها بحياة جديدة .

دموع طفلة العيد الصغيرة في غزة , تكسر الحاجز وتصرخ في وجه الظلم , سحقا لإسرائيل وسحقا لأعوانها , وسحقا لكل من سرق لقمة العيش من أفواه الجائعين البائسين .. وسحقا لنا أيضا , نحن الصامتون , نحن من لم يعد يعنينا أمر طفلة صغيرة تتكرر فينا كثيرا , في حياتنا العربية النامية , في غزة وغيرها ..لم يعد يعنينا الأمر , ما عاد يعنينا إلا مصالحنا وأن نبقى كالدمى التي تتحرك يمنة ويسرة في يد صانع الحكاية , الذي يمسك بخيوط اللعبة ويحركها كما يشاء , بدقة متناهية ومدروسة الأبعاد والخطوات , فيقتل فلان ويجيع طفلاً حالما بقوت يومه وملابس جديدة في العيد ليس أكثر من ذلك بلمسة حلم آخر .

إن ما يحزنني ويجعل الزمن يتوقف في ككاتب مغمور يحاول شق طريقه بين فحول الكُتّاب العرب الجهابذة ويتنفس القهر والظلم سرأ وفي العلن , إن ما يجعل الزمن يتوقف في نبضي , ويجعل الكلام لا يخرج إلا مجروحا ومرتبكا , ومرتاع من مستقبل أمة صامتة ..نسيت الطفولة وحقوقها التي نصت عليها المعاهدات الدولية بكل بنودها واتفاقياتها وأعضائها وقادتها المفكّرين ..بكل ما حققت وبكل ما أغفلت ..بكل صدقها وكذبها , نسيت أطفال يموتون جوعا وقهرا , كدموع تلك الطفلة التي أصابتني عن صفق للإصرار بسهم الحزن .

يا أيتها الطفلة (طفلة العيد) نحن أمة ورثنا الطمع بعد القناعة ..والمصلحة الفردية بعد أن كنا جماعة لا تفترق , وغزتنا أفكار سامة دخيلة علينا وعلى بنيتنا الفكرية ..ولكن ومع كل الذي أنت فيه من فقر وحاجة وتعب , أعدك أن كل شيء سيتغير , فدوام الحال محال , بإرادة الله تعالى , فلا تحزني فالقادم فيه كل الخير .
baniataahmad15@yahoo.com



تعليقات القراء

اسيره هواك
مشكور على انك ذكرت ألما سحق الامه العربيه في كل مكان؛هذه الفتاه ليست الا حاله لكثر يعيشون هذا القهر والجوع والعوز ؛ولا تكفي هنا اعطاء هؤلاء بعض الاموال لنسكت جوعهم بل يحتاجون هم الحل الجذري الذي يأتي من اعماق الامه العربيه كما ذكرت انفا ...ليس هنالك تعليق كافي على الوضع الذي الت اليه امتنا فالجدير بي ان اقول (لا تعليق) لابعد عن الكلمات عبئ قله التعبير عما يحدث

جزاك الله كل خير واتمنا لك دوام الصحه والعافيه ومن مقال الى مقال وكتابات اروع ونجاح اكبر
08-11-2011 05:24 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات