الأردنيون يتقاتلون على النظام وينسون الوطن ؟


من خلال قراءة بسيطة لكافة الشعارات التي تطلقها ما يسمى بالمعارضة ومايسمى برافضي وجود المعارضة ، أوما يسمى بالمطالبين في الاصلاح وما يسمى بالمنادين بقاء الامور كما هي عليه ، من خلال هذه القراءة تجد أن مفهوم الوطن يضيع بين الرموز السياسية للسلطة وتبقى جغرافيةالوطن بعيدة عن هذه المطالبات .
ولنأخذ من العيد تجربة لقياس السلوك الاجتماعي لدى الاردنيين ومدى تقبلهم للأخر وإحترام طقوسية المناسبة ، خلال اليوم الاول من العيد والبدء بالرحلات المكوكية بين الاقارب والأنسباء وفي رحلة تمتد من العاشرة صباحا ولغاية صلاة العشاء تقف مدهوشا من حسن خلق الأخريين وكيف أن الابتسامة لا تختفي عن الوجوه والجميع يراعي الجميع وخصوصا في أزمات السير .
ومن خلال هذا المقياس أعيد طرح السؤال مرة أخرى على ماذا يختلف الاردنيين بين بعضهم البعض ؟ ، لأنني أجد أن الجغرافيا في العيد تحضر بكل رحابتها وسعتة قلبها وقلب الجميع ولا نجد أحد يتذمر من قطع مسافة المائة كيلو متر من أجل الجلوس لأقل من خمسة دقائق وشرب فنجان القهوة وأكل حبة من كعك العيد ومن ثم يغادر ويقطع المائة كيلو متر وهو سعيد لأنه قام بإداء الواجب الديني الموكل به .
وتتقاطع المسافات مع حركة السير واشارات المرور والازدحامات ولكن في النهاية يكون هناك إتفاق ضمني بين الجميع أن هذا اليوم ونتيجة لجلالته وإكراما له لايستحق أن نغضب أو نرفع أصواتنا على بعض أو نشتم بعضنا البعض لأننا وجدنا في مكان واحد به أزمة سيرأو طريق مزدحم بالمارة والاطفال الذين يتم التوصية عليهم منذ الصباح بالقول أن اليوم هناك أطفال كثرفي الشوارع وعلينا أن نسير على مهل كي تكتمل الفرحة عند الجميع .
وينتهي العيد ونعود إلى يومنا الطبيعي وتعلوا الاصوات وتزدحم الشوارع ونبدأ بالصراخ وتجاوز كل حدود الادب بعلاقتنا مع بعض في الطريق ويتم تجاوز كل الخطوط الحمراء سواء بالشتم أو بمطالبات الإصلاح وتعود لنا عقلية الأردني التي لاتؤمن بأن هناك دائما متسع في جغرافيا الوطن للجميع ، وننسى كذلك أن الاتفاق على الوطن يأتي من أبسط الامور المتمثلة بإحترام وجود الأخرين معنافي نفس المكان والجغرافيا ولكننا ننسى هذه البديهيات من الامور ونعلن رفضنا أو رضانا عن النظام ونبدأ في الصراخ ويبقى السؤال مفتوح الاجابة لماذا يتقاتلون الاردنيين على النظام وينسون الوطن ؟



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات