حياة .. وحملات الخير


في كل حملة من حملات الخير التي طالما تبنتها إذاعة "حياة .. إف إم" على أثيرها المبارك، كان هاتف مبكر يأتيني من فتاة تدعى "خديجة" تدعوني فيه للمشاركة في شرف تغطية إحدى الفترات الإذاعية لهذه الحملة.
فتارة حملة لدعم الطالب الجامعي، وأخرى لدعم الأسر المحتاجة، وثالثة لدعم مرضى السرطان، ورابعة لدعم الأيتام، وخامسة لرعاية الأيتام بعد سن الثامنة عشرة، وسادسة لدعم صمود أهلنا في القدس الشريف، وسابعة للتبرع بالأضاحي، وثامنة لإنقاذ المعدمين من مجاعة في إحدى الدول الإسلامية، وتاسعة ...، و عاشرة …، وحادية عشرة …
وفي الفقرة الختامية لكل حملة غالبا ما يكون الإعلامي الزميل عدنان حميدان مع أستاذنا الكبير الدكتور أحمد نوفل يعلنان الرقم النهائي للتبرعات السخية، والتي يكاد المتابع لا يصدق أنها أتت من حملة متواضعة الإمكانيات لإذاعة محلية بسيطة في بلد محدود الموارد.
وفي الصباح يرسل السيد خضر المشايخ - رئيس القسم الإعلامي في الإذاعة سابقا ومدير قناة اليرموك الفضائية حاليا – تقريره الصحفي إلى وسائل الإعلام، فيتعمق احترام الأردنيين أكثر وأكثر لهذه الإذاعة الفتية التي تقوم بدور أكبر مما كان متوقعا منها بكثير.
هذه الحملات الخيرية المباركة والتي تنظمها الإذاعة بالتعاون مع الجمعيات الخيرية المحلية الرسمية والشعبية كان لها أثر عظيم في الشارع الأردني، حتى لقد تطورت إحدى هذه الحملات وتبلورت بشكل مؤسسي على هيئة جمعية مستقلة لدعم الطالب الجامعي تعتمد أرقى مقاييس العدالة في توزيع الدعم على مستحقيه.
إن حياة إف إم لم تعد في حياتنا اليومية مجرد إذاعة تصدح في سياراتنا كل صباح، بل أصبحت حياة إف إم نمط حياة ومدرسة فكرية وثقافية وفنية وأخلاقية وتربوية وترفيهية وشبابية.
وقد مدت حياة إف إم جسور الصداقة والتعاون مع كثير من المؤسسات العامة والخاصة كما كونت رصيدا ضخما من المحبين الذين وقفت معهم من خلال حملاتها الخيرية وبرامجها الاجتماعية فقدمت لهم المعونة بمختلف أشكالها، والإنسان أسير الإحسان.
كل من تفاعل مع حياة إف إم أو شارك في برامجها ومهرجاناتها ونشاطاتها يبقى أسير سحرها الراقي (وإن من البيان لسحرا) وتبقى ذكراها محفورة في حنايا روحه وقلبه ووجدانه، وسر هذا السحر أنها فكرة نبعت من قلوب مخلصة وعقول نيرة وهمم شابة أحبت الخير وأتقنت صناعته وأبدعت في حب الحياة.

www.hishamkhraisat.com




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات