عندما أعلنت الحكومة السابقة برئاسة الدكتور معروف البخيت عن موعد الانتخابات البلدية في كانون أول القادم من هذا العام وإنها أصبحت في حكم المؤكد لو شاء الله لحكومته الاستمرار إلى ذلك التاريخ , حيث بداء الحراك الشعبي لها واللجان المختصة أعمالها وأصبح الحديث عنها في كل بيت وشارع لا بل احتلت وتصدرت مركزاً عالياً في صالات الأفراح وبيوت العزاء والمطاعم والمقاهي واخذ المرشحون يُعدِون العدة لحشد المؤازرين , والسؤال هنا هل كان إجراءها في هذه الأوقات الحرجة التي يمر بها البلد والمنطقة بأسرها مناسبة ؟ وهل عملية الفصل واستحداث بلديات جديدة كانت عادلة وترضي جميع المناطق على مستوى المملكة ؟ حيث كان مبدأ احرق عجل وافصل بلديه هو النهج الذي تم العمل به في بعض المناطق التي تخللتها مظاهرات وإحراق إطارات مستعملة وما شابه ذلك طالب بها المعتصمون بفصل مناطق عن أخرى من قبل الحكومة السابقة وتكللت بالنجاح .
إن إجراء عملية الانتخابات البلدية في الوقت الحالي لا يتناسب مع الظروف الحالية وأن هنالك أولويات لا بد من السير بها , ذلك لتخفيف حدة الاحتقان الحاصل في الشارع الأردني ومنها الإصلاح الحقيقي الشامل ونبش جذور الفساد واجتثاث الفاسدين الذين اعتدوا على المال العام وكما دعا إلى ذلك جلالة الملك , وعليه فأن الخطوة التي اتخذها دولة رئيس الوزراء الدكتور عون الخصاونه هي خطوة رائعة وفي الاتجاه الصحيح , فالشارع لا يحتمل لإجراء أية انتخابات في هذه الأوقات وأن هنالك أولويات قصوى منها إعادة النظر بالتشريعات , التعديلات الدستورية , التنمية , قانون البلديات, ترتيب الموارد واستغلالها بالشكل الصحيح وتخفيض المصاريف الحكومية والى كل ما من شأنه أن يؤدي إلى زيادة معدل النمو وتوفير فرص عمل وتحقيق وفر في الموازنة....الخ .
دولة الرئيس نسال الله لكم التوفيق لما فيه مصلحة الأردن وان تكون كما أرادك جلالة الملك وثقة جلالة سيدنا هي ثقة كل الأردنيين الشرفاء , فالكرة في ملعبك ألان والجميع ينتظر منك وزملائك الوزراء الكثير الكثير, فقد قيل يا دولة الرئيس عن الحكومات السابقة الحكومة البيضاء وهذه الحكومة رئيسها رجل أكاديمي وقيل أيضا هذا رجل اقتصادي وقيل عن بعضهم رجل عسكري ومخضرم وماذا بعد وقد خلفوا ورائهم كوارث على الشعب وأصبح الاقتصاد في تدهور مستمر والدين العام في اعلي المستويات والاسعار وصلت الى حدود غير مسبوقة يقابلها تآكل في الدخل بالإضافة إلى الفساد الاداري والمالي ونقص في المياه ووووووووو ...... الكثير الكثير....... وفي النهاية ......ماذا نقول عنك أنت ؟ لن نقول إلا كما قال عنك جلالة الملك قاضٍ معروف دولياً , ورجل قانون لديه الخبرة الكبيرة التي تؤهله للتعامل مع استحقاقات المرحلة القادمة لإنجاز القوانين الناظمة للحياة السياسية في المملكة والإعداد للانتخابات , نتمنى لك التوفيق وأن لا تخيب آمال الملك والشعب فيك , حفظ الله الأردن ملكاً وشعباً من كل مكروه وجنبهم كل الفتن أنه على ذلك قدير .