جماعة الإخوان المسلمين في الأردن، نشأتهم،علاقاتهم،أهدافهم !


في ظل تنامي الوعي بالإصلاح بين الشعوب التي كانت تعاني من عقم سياسي بسبب تسلط القوى الغربية وعمالة بعض الأنظمة الحاكمة ، يأتي من بين صفوف المعبرين في الشارع السياسي العربي عموماً ، والأردني تحديداً ، جماعة الإخوان المسلمين ،التي تأسست على يد الراحل عبد اللطيف أبو قورة عام 1945 م حيث قام بالترخيص الرسمي لها في السنة التالية ، والجماعة التي لم تغب عن الساحة السياسية منذ النشأة إلى هذا اليوم ، عليها الكثير من الملاحظات الأردنية تطورت تبعاً للمراحل وصولاً إلى الربيع العربي ، ويعود ذلك إلى الأهداف التي عادة تقرر التحالفات الإستراتيجية لأي تنظيم أو حزب أو أي مؤسسة سياسية ، ولعل إعادة النظر في وثائق ويكيليكس الأخيرة يشكل لنا الإطار البحثي لفهم أهداف هذه الجماعة في السابق وتنامي هذه الأهداف وتطورها تبعاً للتطورات التي طغت على المحتوى العقلاني عند بعض تنظيمات الأحزاب فكشفت نفسها المتسترة وراء المطالبة بالإصلاح إلى حين تنفيذ المطامع ، وبالطبع لا يخفى على الباحث أو القارئ أننا لا نستهدف الإساءة لجماعة الإخوان المسلمين أو الإطراء عليهم ، وإنما نبين الحقائق لكي نحقق الأمانة العلمية السياسية في رسالة الوعي الجمعي العربي عموماً والأردني بشكل خاص ، أملين من الجماعة توضيح حقيقة ما جاء في تقارير وثائق ويكيليكس ، وغيرها من وثائقنا البحثية ! التقرير الأول عن الأخوان المسلمين في البرقيات المفرج عنها يعود ليوم 24/2/1992، وهو يحمل الرقم 92AMMAN2299 ، أما التقرير الثاني فيعود لتاريخ 5/6/1997، ويحمل الرقم 97AMMAN5383، والثالث يعود لتاريخ 2/4/1998، ويحمل الرقم 98AMMAN3050، ولسوف نتجنب هنا التقارير المتعلقة بحماس في الأردن، من أجل التركيز على الإخوان المسلمين وحزب جبهة العمل الإسلامي فحسب،ونلاحظ أن القاسم المشترك في كل تلك التقارير أن السفارة تنظر للإخوان المسلمين في الأردن باعتبارهم حزباً سياسياً براغماتياً يسخّر الدين من أجل تعزيز نفوذه السياسي وإحراج خصومه السياسيين وإضعافهم، وأنه يفتقد لأي برنامج حقيقي لتغيير المجتمع، سياسياً أو حتى دينياً، لكنه لا يفتقد أبداً لأجندة منهجية لتعزيز شعبية الحزب ودوره السياسي. فالسفارة تقدم في تلك التقارير لواشنطن صورة عن الإخوان وحزب العمل باعتبارهما أحزاب غير دينية في الواقع يمكن التفاهم معها، وأنها ذات مشروع سياسي غير مرتبط بتغيير اجتماعي واقتصادي وسياسي جذري، ولا يعنى بخوض صدام حقيقي مع المصالح الأمريكية في المنطقة !وفي التقرير الثاني الذي يحمل تاريخ 5/6/1997، ثمة فقرة عن لقاء بين أحد موظفي السفارة، واسمه “بولوف”، مع الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي آنذاك إسحق الفرحان، حيث تم الاستفسار باستفاضة عن البرنامج السياسي للحزب على مستوى الأردن ليخرج كاتب التقرير برأي أن ما قدم كان بعض الآراء الشخصية للفرحان التي لا تعبر عن برنامج حزبي…



ويعطي دليلاً على ذلك من خلال استعراض المواقف السياسية لعدد من الشخصيات الإخوانية التي تحمل رؤى مختلفة حول قضايا مختلفة، ليخلص كاتب التقرير إلى أن جماعة الإخوان ازدادت نزعتها البراغماتية خلال السنوات الأربعة التي أعقبت ترخيص حزب جبهة العمل الإسلامي عام 1993م، وأنها لا تطرح برنامجاً سياسياً محدداً لكي لا يكلفها ذلك خسارة بعض أنصارها ممن يتمسكون بشعار عام من نوع “الإسلام هو الحل”، التقرير الثالث الذي يحمل تاريخ 2/4/1998 يتناول الخلافات الداخلية ضمن حركة الإخوان ويشير إلى أن التقرير كتب بناء على مجموعة من اللقاءات مع قيادات الإخوان وجبهة العمل وقيادات إسلامية غير إخوانية ومجموعة من الأساتذة الجامعيين والصحفيين والمسئولين الحكوميين. ويذكر ذلك التقرير بالتحديد لقاءً مع أحد قيادات الإخوان الشباب عماد أبو دية في مقر جماعة الإخوان المسلمين أرسل فيه رسالة “مرنة”، كما أسماها التقرير، عندما سئل إذا كان الإخوان المسلمون في الأردن على استعداد للتعايش مع دولة “إسرائيل” تحت أي ظرف من الظروف، فأجاب أبو دية حسب التقرير، ونترجم حرفياً: “إذا استطعنا إيجاد معادلة يمكن أن تلبي الآمال الوطنية والطموحات الفردية للشعب الفلسطيني، فإننا نكون قد حققنا ذلك الهدف”، وفي نفس التقرير المذكور (الثالث) ثمة إشارة للصعوبات التي يواجهها المعتدلون من قيادات الإخوان بسبب بروز عناصر أكثر شباباً وتغير التركيبة الديموغرافية في التنظيم. وهنالك إشارة إلى أن عبد اللطيف عربيات وبسام العموش ناشدا حكومة الولايات المتحدة لكي تنصح الحكومة الأردنية بأن سياساتها المتشددة تجاه الإخوان المسلمين تجعل من الصعب محاربة التطرف في صفوف التنظيم، وبأن محاربة التطرف لا تكون بالمزيد من السجون والشرطة، بل بدعم القيادات الإسلامية المعتدلة ، ويشير نفس التقرير إلى أن العناصر الأكثر تشدداً داخل الإخوان تريد في الواقع نفس ما يريده المعتدلون، سوى أنهم يتبعون إستراتيجيات أكثر توكيداً وحزماً في السعي لتحقيق إصلاحات دستورية ونيل دور أكبر للإخوان في صنع القرار السياسي ، التقرير الرابع الذي يتناول الحركة الإسلامية يحمل تاريخ 20/6/2002، ورقمه الرسمي هو 02AMMAN3327 ، هو تقرير يتعلق بحوارات أجراها “بولوف” مع قيادات حزب جبهة العمل الإسلامي: حمزة منصور، عبد اللطيف عربيات، جميل أبو بكر، وسعود أبو محفوظ. وكان الهدف من تلك اللقاءات استئناف الاتصالات الروتينية بين السفارة وحزب العمل التي تعطلت قبلها بعامين بسبب مشاكل الحصول على فيزا للولايات المتحدة لبعض القيادات الإسلامية، على حد قول التقرير الرابع في فقرته الأولى. وقد شارك في تلك اللقاءات الإمام يحي الهندي (الذي طافت به وزارة الخارجية الأمريكية حول القارات لإعطاء صورة إيجابية عن الإسلام والمسلمين في الولايات المتحدة وعن السياسة الخارجية الأمريكية)، وفي ذلك التقرير ينقل كاتبه عن جو اللقاء أن خطاب المحاورين الإخوانيين كان عدائياً أشار تكراراً للحرب التي تشنها حكومة الولايات المتحدة ضد الإسلام والمسلمين، ولكنه اختتم التقرير بالملاحظة التالية: “على الرغم من مجادلاتهم، فإن قادة حزب جبهة العمل الإسلامي الذين حضروا الاجتماع قدموا أنفسهم كمعتدلين عانوا بسبب موقفهم المهادن نسبياً تجاه الولايات المتحدة.


ودعوا لتكافل يقوم بين الولايات المتحدة والمعتدلين الإسلاميين باعتباره مفيداً للطرفين، مع اعتبارهم أن السياسات الحالية للولايات المتحدة هي سياسات خاطئة تأتي بنتائج عكسية” (والمقصود طبعاً سياسات الرئيس بوش)، التقرير الخامس يتناول جريدة “السبيل”، التي كانت أسبوعية آنذاك، وتاريخه هو 30/6/2002، ورقمه الرسمي هو 02AMMAN3549 ، التقرير السادس يتناول برامج المساعدة الأمريكية في الأردن، ويشير في فقرته الثانية إلى برامج العون والعمل الاجتماعي التي تديرها جماعة الإخوان المسلمين كمنافس للبرامج الأمريكية سياسياً، لا بل كمنافس للبرامج الاجتماعية للحكومة الأردنية، وهو ما يعطي الإخوان المسلمين قوة سياسية كبيرة في الشارع الأردني. تاريخ التقرير المذكور هو 17/7/2002، ورقمه الرسمي هو 02AMMAN3947 ،التقرير السابع يحمل تاريخ 31/7/2002، ورقمه الرسمي هو 02AMMAN4236، وهو يتناول اللقاء الذي جمع عدداً من قيادات حزب جبهة العمل الإسلامي (حمزة منصور، عبد اللطيف عربيات، وجميل أبو بكر) مع السفير كريستوفر روس، المنسق الخاص للخارجية الأمريكية في المنطقة. وكانت فكرة اللقاء هي التواصل مع الإسلاميين المعتدلين، واستئناف الاتصالات التي انقطعت قبلها بعامين مع حزب جبهة العمل الإسلامي. وقد وصف التقرير اللقاء بأنه كان “مدخلاً جيداً”، على الرغم من أن معظم اللقاء تركز على نقد السياسة الأمريكية، حيث أكد الطرفان على أهمية استمرار الحوار. ونشير هنا إلى ملاحظة في أعلى التقرير تقول أن ما نقل هنا مقتطف فقط، وأن التقرير الأصلي حول تلك الجلسة غير متوفر بكليته،التقرير الثامن يحمل تاريخ 25/9/2002، ورقمه الرسمي هو 02AMMAN5527، وهو يتناول الهجمة التي تعرضت لها قيادات حزب جبهة العمل الإسلامي التي التقت مع السفير روس من داخل الحركة الإسلامية، وفي الإعلام، والجهود التي تقوم بها لاستيعابها، مع قناعة السفارة بأن ما يقال لأعضاء الجماعة والحزب والإعلام لا يمثل الموقف الحقيقي للقيادات المعتدلة .



نكتفي بهذا القدر من التقارير لتكوين فكرة عن أهداف جماعة الإخوان المسلمين في الأردن التي تم ترخيصها رسمياً عام 1946 م وجبهة العمل الإسلامي التي تم ترخيصها رسمياً في 18/12/1992م، أي بدايات 1993 م حسبما ذكر التقرير .ورسمياً على الصعيد الأردني قال دولة رئيس الوزراء الأردني معروف البخيت، بأن جماعة الإخوان المسلمين تتلقى تعليمات من قيادات إخوانية في مصر وسوريا لتنفيذ أجندات ضد الأردن ، وقال البخيت، في تصريح للتليفزيون الأردني الرسمي: إن قيادات إخوانية في الأردن تلقت تعليمات مؤخرا من قيادات إخوانية في مصر وسوريا"، مضيفا "خبرتنا ولسوء الحظ في التعامل مع جماعة الإخوان المسلمين وجبهة العمل الإسلامي غير مريحة وأقول لهم كفاكم لعبة تقاسم الأدوار التي نعرفها، كفاكم تعمية علي أهدافكم الحقيقية،وأوضح "أنهم ادعوا بعد أن أحضرناهم وتحدثنا إليهم أن ليس لهم علاقة بالشباب المتواجدين علي دوار الداخلية والحقيقة أن لدينا أدلة كافية أنهم كانوا هم المنظمين لهؤلاء،وتابع "أقول لهم أيضا كفاكم لعبا بالنار إلي أين تريدون أن تأخذوا الأردن؟ سيكشفكم الأردنيون الذين يرون فيكم الجانب الطيب، وعندما يرون إصراركم علي اللعب بالنار سيكشفونكم وسيعزلونكم،وطالب البخيت الإخوان بالعودة إلى رشدهم فالوقت لم يفت بعد ومكانكم علي طاولة الحوار لا يزال موجودا، إذا كنتم ترغبون بالعودة إلي الحوار فنحن نرحب بكم أما إذا لا ترغبون بذلك فأنتم أحرار وأنا أحملكم المسئولية إذا بقيتم علي هذا النهج الذي سيقود إلي فتنة في الأردن ونسأل الله لكم الهداية ، وإذا صح ما ذهب إليه رئيس الوزراء الأردني والذي يؤيده في ذلك العديد من المحايدين وعلى كافة المستويات المحلية والإقليمية والعالمية ، فإن للقاء الذي كشف عنه مصدر دبلوماسي أمريكي في القاهرة دلالات على الأردن والمنطقة عموماً ، والذي يتضمن : أن مسئولين أمريكيين اجتمعوا مع قيادات في حزب الحرية والعدالة المصري المنبثق عن الإخوان المسلمين ، وكانت واشنطن قد أعلنت في شهر يونيو عزمها على إجراء مفاوضات مباشرة مع الحزب الإسلامي الأكبر في مصر في إطار سياستها !



إضافة إلى أنه يجعلنا نتساءل عن صحة ما أكد عليه المكتب الإعلامي لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن على نفيه حول الاجتماع الذي عقد في تركيا مع احد مسئولي الإدارة الأمريكية والذي شارك فيه المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين همام سعيد، ويأتي رد الإخوان على خلفية مقال نشرته صحيفة الغد للكاتب أسامة الرنتيسي، حمل عنوان(أسرار بين الإخوان والـ CIAوقال الكاتب: "اللقاءات التي تعقدها قيادات الإخوان المسلمين مع شخصيات غربية وأميركية تحديداً لم تعد سرا، بل إن الأمور وصلت إلى إعلان الترحيب من قبل هذه القيادات بمثل هذه اللقاءات"! ولو استبعدنا العلاقات بين أمريكا وجماعة الإخوان فمن أين تأتي نصائح على غرار نصيحة احد الأكاديميين الأمريكيين المتخصصين في شئون الشرق الأوسط - وهو مارك لينش قدم في أواخر عام 2007 عدة نصائح للإخوان نشرت في مجلة فورين بوليسي الأمريكية .



تلخصت نصائح لينش في ذلك الوقت في أربع نقاط وهي:أن تؤكد الجماعة التزامها الواضح بالعملية الديمقراطية - أن لا تختلف تصريحات الجماعة التي تصدر بالعربية عن تلك التي تصدر مترجمة بعد ذلك إلي الانجليزية - أن تعمل الجماعة كقوة إسلام معتدل وضد التطرف وضد الإرهاب - أن تتبني الجماعة الديمقراطية في إجراءاتها الداخلية ، وحتى نتثبت أكثر من كل ما يشاع حول علاقات الإخوان تعالوا نتدبر في قول الباحث البريطاني مارك كيرتس حيث أجرت صحيفة الأهرام في 2/6/2011 حوارا مع الباحث البريطاني مارك كيرتس كشف فيه ان العلاقات السرية لبريطانيا مع الإخوان المسلمين تعكس تواطؤا بريطانيا مع الإسلام المتشدد. وقال "إن الملفات القديمة توضح أن الانجليز والملك فاروق كانوا ينفذون في الأربعينيات من القرن الماضي إستراتيجية واحدة ، فقد بدأ الانجليز في تمويل الإخوان المسلمين بشكل مستتر عام 1942" .



وأضاف كيرتس انه "في فترة الخمسينيات خلال فترة حكم جمال عبد الناصر كان الوضع مختلفا فقد اعتبرت بريطانيا أن الإخوان حليف تكتيكي يمكن استغلاله في الضغط علي النظام خلال المفاوضات بشان انسحاب بريطانيا من قواعد قناة السويس ، ولم تمض أيام قليلة أخرى حتى كان معهد واشنطن لسياسات الشرق الادنى (ذو الولاء التام الشامل لإسرائيل) يعقد مؤتمرا تعلن فيه الباحثة الأمريكية روبين رايت أن "خريطة الشرق الأوسط عام 2016 ستكون أكثر ديمقراطية وأكثر إسلامية.



" وقالت أيضا إن السلام بين مصر وإسرائيل " قائم حتى إذا وصل الإخوان إلي الحكم ."(الشروق 4/6/2011)، وهنا لا يمكن إغفال ما يبدو من اطمئنان اللوبي الإسرائيلي القوي في الولايات المتحدة إلي استمرار الأوضاع علي النحو الذي يهم إسرائيل في مصر وفي المنطقة ككل في حالة ما إذا صعدت جماعة الإخوان إلي السلطة ! لنبقى في مصر قليلاً لكي نتفهم نظرة الأمريكان والصهاينة لجماعة الإخوان المسلمين عموماً سواء في مصر أو في باقي الدول العربية ، ولكن من الطبيعي أن يكون التركيز على مصر لكونها الدولة الأكبر والتي من خلالها يقرر المصير العربي كاملاً ، ولابد من النظر إلى المقال الذي نشرته صحيفة "ها آرتس" الإسرائيلية بتاريخ 1/7/2011 بقلم: تسفى برئيل والذي أورد في مقاله "وهذا ما أعلنته بالفعل بلسان وزيرة الخارجية هيلاري كلنتون : إن أمريكا مستعدة للتعاون مع جماعة الإخوان المسلمين إذا صعدت إلي السلطة ,,,,كما أن الإدارة الأمريكية آثرت التأكيد بأنها مستعدة لتقبل وصول الإخوان المسلمين إلي الحكم وفي مصر علي وجه التحديد .



وقد حمل هذا المعارضة الجمهورية في الكونجرس الأمريكي بمجلسيه إلي اتخاذ موقف مناوئ لموقف الإدارة الديمقراطية ، ولكن الخبرة الطويلة بالسياسة الخارجية الأمريكية تؤكد أن الموقف الأمريكي كما تعبر عنه الإدارة إذا كانت جمهورية ما كان ليختلف عن الموقف الديمقراطي ، كما إن موقف المعارضة ما كان ليختلف لو كانت المعارضة ديمقراطية . من المحزن أن نصطدم بعد كل ما عرفناه بأن جماعة الإخوان عبارة عن ( ظاهرة صوتية ) لا أكثر، ولإثبات ذلك فقد جاء في مقالة للدكتور أحمد مطر وبحسب (بيانات وتصريحات) جماعة الإخوان المسلمين في الأردن ، خلال الفترة الممتدة من تاريخ الثاني من أكتوبر لعام 2002 وحتى تاريخ الثاني عشر من أغسطس لعام 2007 أي خلال خمسة سنوات تقريبا ، وقد بلغ عددها 416 بيانا وتصريحا أي بمعدل 84 بيانا كل سنة أي 7 بيانات كل شهر أي بيانين كل أسبوع.



ويضيف الدكتور الباحث: في بلد مثل الأردن من حق القارئ والمراقب أن يتساءل: هل هناك من التطورات والأحداث ما يستدعي بيانين كل أسبوع، ففي الولايات المتحدة الأمريكية القوة العظمى الوحيدة في العالم لا يرصد المراقب هذا الكم من البيانات والتصريحات ، فما هي الأحداث والتطورات التي تغطيها بيانات وتصريحات جماعة الإخوان المسلمين في الأردن ؟! ويخلص الباحث الدكتور إلى هذا التساؤل : ماذا يستطيع المراقب الموضوعي المحايد أن يستنتج سوى أن حزب الإخوان المسلمين في الأردن لا وظيفة له سوى إصدار البيانات والتصريحات والنداءات الموجهة لكافة دول العالم وفعالياته ومنظماته، لأن هذا الحزب يعتقد غرورا وجهلا أن كافة دول العالم لا ينام مسئولوها قبل أن يعرفوا ماذا أصدر هذا الحزب لهم وماذا يريد منهم ؟.



إن حزبا بهذا الغرور والعمل الخطابي فقط لا يمكن أن يعدو كونه ( ظاهرة صوتية )، وهذه سمة غالبية الأحزاب والتنظيمات التي تدّعي الخلفية الإسلامية ، لأن هذا الإدّعاء يجعلهم يتصورون أنهم فعلا وكلاء الله تعالى في الأرض، وبالتالي فمن حقهم وواجبهم إصدار التصريحات والتعليمات والتوجيهات لجميع من هم في الكرة الأرضية دولا وحكومات ورؤساء ومنظمات كما رصدّنا من تصريحاتهم وبياناتهم ، وما على الآخرين سوى السمع والطاعة ، و هكذا أحزاب لن تعتمد في بلدها سوى نفس الظاهرة الصوتية لتبقى في الصورة الإعلامية والفضائية ولا نتوقع منها خيرا لبلادها ، لأن نظرتها الشمولية الطاغية لا تعترف بالآخر مطلقا فهي فقط الحق وغيرها الضلال ، وإذا كانت هذه مقومات وأعمال الأحزاب فيستطيع أي كاتب أو صحفي أن يتفرغ لإصدار هكذا بيانات وتصريحات ويصبح أمينا عاما مشهورا لحزب على الورق، المهم الذكاء في اختيار الاسم بصبغة أو صفة إسلامية .



وبحسب المراقبين والمحللين فإن المسئول الأول عن تحركات الشارع الأردني هم جماعة الإخوان المسلمين ، فما هو مطلبهم ومسعاهم ، وما هي أهدافهم في ظل تلك العلاقات الأمريكية الصهيونية والغربية عموماً والمصرية والسورية ؟!! المشكلة أننا لا نستطيع أن نجبر أنفسنا عن بلع قصة الإصلاح ، لأن هنالك منظمات وهيئات ، هي في تقاطع مع الحكومات وبعلم النظام إلا أنها لا تقوم بهذا التحريك المتعمد للشارع الأردني والذي بطبعه يحبذ الهدوء والسلم ، هنالك الكثير من المعطيات التي تؤشر على أنهم يتدرجون للوصول إلى رفع شعار إسقاط النظام ولكن ما يخشونه هو أن ينقلب السحر على السحر فيصيح الشعب والدولة بكافة أركانها وسلطاتها ضدهم ، فيطردون وإلى الأبد من الساحة السياسية الأردنية وبحكم شعبي هذه المرة !



وهذا ما سيدفعهم إلى تفجير الشارع الأردني بأي طريقة حتى وصلت الأمور لحد التصفية الجسدية فيما بينهم لبعض الرموز في جبهة العمل والإخوان ، وفي تقديرهم أنه لا يمكن الوصول إلى كرسي الحكم إلا عن طريق عدم الاستقرار الأمني داخليا وعلى الحدود ، وعوداً إلى ما قال دولة رئيس الوزراء معروف البخيت ، نجد سبب تسمية شباب 24 آذار يعود إلى إحالة 24 قيادي من تنظيم الإخوان للمحكمة ومثولهم في شهر آذار أمام محكمة جنايات عمان بتهم متعلقة بالفساد !



ضمن هذه القراءة المتواضعة نستطيع أن نتلمس معالم المرحلة المقبلة والتي ستشهد انشقاق في تنظيم جماعة الإخوان ، لأن هنالك رجال لا يقبلون أن يبيعوا الله والوطن والمواطن الأردن بأرخص الأثمان للصهيونية ، والمقابل تولي جماعة الإخوان الحكم في الأردن ، هذا التنظيم المفلس دينياً وسياسياً وعقائدياً والشاذ فقهياً لا يمكن أن يستمر، لأن استمراره يعني الإطاحة بالنظام الهاشمي لا سمح الله . يقول فرانسوا بورجا، مؤلف كتاب "الحالة الإسلامية في زمن القاعدة"، إن "الإخوان المسلمين موجودون اليوم في مصر وتونس، وكذلك في ليبيا، وهي منطقة مهمة على الخريطة السياسية"، ويضيف انه "من غير الحكمة الجزم بأنهم سيتخطون عتبة الخمسين بالمائة، لكن حصولهم على الغالبية ليس بالأمر المستحيل،ويتابع بورجا انه "في كل من تونس ومصر، لا يملك الإخوان المسلمون حتى الساعة النية للإعلان رسميا عن مرشح لرئاسة الجمهورية ،و في الأردن أيضا، تؤدي حركة الإخوان المسلمين دورا أساسيا في الحياة السياسية وتناضل في سبيل توجيه البلاد نحو ملكية دستورية !


ويعتبر الصحافي اللبناني حازم الأمين، مؤلف كتاب "السلفي اليتيم"، أن "برنامج جماعة الإخوان لهذه المرحلة هو المشاركة في الحكم وليس الحكم. هم أذكى من أن يعتقدوا أن بإمكانهم أن يحكموا، وينطبق هذا الافتراض على مصر وتونس واليمن ومن المرجح ان ينطبق على سوريا. وفي كل المعايير والتحليلات فإن القادم خطر والأخطر منه استمرار جماعة الإخوان الذين يرتبطون بكل مفاصل القادم المرعب ، بدءاً من النزاع العسكري الذي سينشب بين الأردن وإسرائيل لأسباب متعلقة بفشل عملية السلام ، ومحاولة إسرائيل التدخل من أجل تعجيل إسقاط النظام لصالح الإخوان ،لتمرير تصفية القضية على حساب الأردن فلسطين ، ولو عدنا بالذاكرة إلى الوراء واستحضرنا قول شارون ( سيندم الأردن كثيرا على مواقفه تجاه إسرائيل ) ، وكذلك قول احد قادة الجيش الإسرائيلي ( سيكون الملك عبد الله الثاني أخر ملوك الهاشميين في الأردن ) لعرفنا أن وراء هذه الأقوال أفعال ، يقوم فيها للأسف أشخاص يحرضون الناس على الملك وعلى الأمن وعلى الاستقرار من أجل ماذا؟



كراسيهم المصنوعة من خشب الخيانة لإسرائيل وأمريكا والقوى الاستعمارية، ولعل ما جاء على لسان عبدالاله خضر يثبت تخوفاتنا نحوهم : حيث فاجأ مراسل قناة المستقبل عبدالاله خضر أعضاء جبهة الإخوان خلال المؤتمر الصحفي : بأنهم وراء الإحداث في ميدان جمال عبد الناصر وذكر المراسل أن لديه صور تبين وجود قيادات أخوانيه في دوار الداخلية تحرك المتظاهرين وتفاجأ أعضاء الجبهة من ذلك وتلكأ البعض أو لم يجيبوا على أسئلة مراسل القناة ومنها تواجد قيادات منهم قبل أيام من الاعتصام في سوريا ولقائهم قيادات من حماس وأشار مراسل القناة إلى همام سعيد قائلا له أنت كنت هناك ولدي معلومات بذلك ونظر همام سعيد إلى المراسل وأيضا حمزة منصور فقال الزميل عبدالاله لا اسمع منكم أي أجابه وضجت القاعة ونظر مسعود أبو محفوظ إلى المراسل وقال له هل رأيتنا هناك فنظر إليه المراسل بنظره استعلائية وقال بس أمبارح كنت أحلا !



وإذا أستمر تطور الأحداث على النسق والسيناريو المرسوم فمن المتوقع أن يقوم الجيش الأردني بتنشيط وحداته شرقا وشمالا لمنع تسرب تنظيمات مسلحة من العراق أو سوريا وغربا لمواجهة أي تحرك لجيش العدو وستقوم الدولة الأردنية بإعادة التجنيد الإجباري وربما تلجأ لتسليح المدنيين في مناطق التماس ،وسنشهد تحولا تاريخيا خطيرا جديدا وبخاصة إذا نجح الإخوان في إسقاط اتفاقية وادي عربة والتي تحاول إسرائيل وبكل قوتها أن تسقطها، لكونها أصبحت هدف إستراتيجي لإعادة إنتاج إسرائيل في المنطقة من جديد ، ولا يكون ذلك إلا من خلال دعم برنامج الإخوان الذي يحقق كل طموحاتها في المنطقة ،وقد يستثمر الإخوان إعلان الدولة الفلسطينية على حدود 1967 ، من خلال فتح باب العمليات الاستشهادية والذي سيأتي بعد إعلان الأردن اعترافه بالدولة الفلسطينية على تلك الحدود والمتضمن بشكل نهائي أنه غير معني بمراقبة الحدود ، وبالطبع ستدعم حماس بقوة هذا التوجه ، وسيكون هنالك إمداد ضخم بالمال والسلاح والمجاهدين من قبل إيران ، مما سيفجر انتفاضة التحرير في معركة الوجود الأردنية والفلسطينية ، كيف نتأمل بمن باع الله وأشترى الشيطان ، علينا أن نقف مع الله وبجانب أنفسنا وأعراضنا وأردننا الأغلى من خلال الوقوف بجانب النظام الهاشمي ، وكمحايد أقترح تشكيل جبهة عمل إنساني ،ودعم القوات المسلحة الأردنية والأجهزة الأمنية لتكون على أعلى درجات الاستعداد تحسباً إلى أي فتنة من أي نوع ، للدفاع عن الشعب الأردني النظام الهاشمي ، وذلك من خلال دعم هذه الأجهزة والإنسانيين وأبناء العشائر الأردنية ، وتفعيل دورهم السياسي والحزبي ورفدهم بمناصب في مفاصل الدولة ، وليس أمام الدولة والنظام من بديل غير الإنسانيين وأبناء العشائر ، سيما وان لهم يد طولا في الداخل و الخارج من شأنها أن تقطع الأيدي الممتدة نحو العرش الهاشمي ،إضافة إلى أن الإنسانيين يتمتعون بحضور داخلي وخارجي ، لو خيرت الغرب بين الإنسانيين والإخوان لوجدتهم أميل إلى الإنسانيين ، مع علم الغرب المسبق أن للإنسانيين مواقف قومية ودينية ووطنية لا يمكن المزايدة عليها أو بيعها بأكبر الأثمان ، ولعل تفضيلهم على البعض يأتي من خلال تمسكهم بالمبادئ والتي لا تسمح بالخيانة أبداً وتحت أي ظرف .
صخر صلاح المبيضين



تعليقات القراء

عقله
يا صخر لو تشوفه

انا معك انهم صنع و انتاج.......

ولكنك تصور الامر كأنهم الفاسدون الوحيدون في هذاالوطن

وهذا هرام يا صخر

27-10-2011 10:57 AM
ابن الطفيلة
المقال برغم هن محاولةالكاتب التظاهر بالموضوعية لكنه يفتقر إليها وادعاءاته تستندإلى العواطف والأماني أكثر من استنادها إلى العلمية والقارىء الحصيف لا يخطىء ملاحظة الإضطراب في المقال فالمقدمات لا تفضي إلى النتائج التي خلص لهاالكاتب لأن لدى الكاتب مقررات مسبقة يحاول جاهدا أن يتصيد ما يشهد لها ولو بالتمحل والمغالطة ولا أراه وفق في ما يبغيه من تبرير وجهة نظره عند القارىء ولقد تغلبت نزعته الواضحة في الهجوم على الأخوان واتهامهم في المقال شيئا فشيئا على ما حاول أن يتظاهر به في البداية من موضوعية حتى تكشف في نهاية المقال عن رؤية للحركة الإسلامية مطابقة تماما لنظرة المتعصبين من رجال الأجهزة الأمنية أقول هذا لا لأني من أفراد تنظيم الإخوان فأنا لست منه ولا لأني ليس لدي مآخذ عليهم ولكن فقط لأنني أحب العدل والإنصاف وأكره التجني والظلم
27-10-2011 11:09 PM
سعد الناصر
قال غير منصف ومتحامل وحاقد وعد يا صخر الى كلام باراكطباعة

Share206 تعليقات 0 وزير الدفاع الإسرائيلي يحذر من تعاظم دور الإسلاميين ويحث جيشه على التزود بالعتاد استعدادًا للمواجهة تعليقات: 0

شارك بتعليقك

آخر تحديث يوم الجمعة 28 أكتوبر 2011 - 1:00 ص ا بتوقيت القاهرة



كانت تل أبيب قد أولت اهتماماً إعلامياً خاصاً بمشاركة الإسلاميين في انتخابات المجلس التأسيسي الوطني في تونسقدس برس

حذر وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك، من التداعيات التي وصفها بـ"الخطرة" والمترتبة على التغييرات الحقيقية التي خرجت بها ثورات الربيع العربي، بما فيها تعاظم قوة التيارات الإسلامية في المنطقة العربية، وفق تعبيره

28-10-2011 09:12 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات