ماذا يُراد من حكومة الخصاونة ؟


يقول القائد المصري سعد زغلول : الحق فوق القوة، والأمة فوق الحكومة ، أحاول أن أطبق هذا القول على حاضرنا فأقف عند حدود الاستغراب من حالنا التي وصلنا ووصلت اليها حكومتنا .
الحكومة كما طاقم الطوارئ، يستعان بدولة عون الخصاونة، لإيجاد علاج لعدد من الملفات، حتى وان ترتب على ذلك، اجراء عمليات تأخذ صفة الاستعجال، لكنها مؤلمة وخطرة في آن واحد .

ملفات تحتاج إلى خبير يتسم بذكاء ودهاء سياسي، يعمل وفق روح فريق تشاركي وبشكل مؤسسي قانوني واثق من نفسه ومن أهمية خطواته.

على الرغم من تقليدية التشكيلة الحكومية، الا ان سقف الآمال والطموحات مازال مرتفعا إلى الان.

الظرف استثنائي، يرتب مسيرا في دروب استثنائية واضحة المعالم، مبنية على حاجة البلد لحكومة إنقاذية تتقن فن التعاطي مع الأحداث، لا تتقن دور المخدر الذي قد يقود الجسد إلى الموت زيادة المضاعفات !!

التعاطي هذا لا يكون مبنيا على أسس تشتيت الدور الحكومي، بل من خلال مبادئ كلية متكاملة تشمل كافو أجزاء الجسد الواحد الذي لا يقبل القسمة، أسس تتناسب والمرحلة أكثر متناسقا متناغما ديناميكية، لا يشوبها خطاه شائبة.

سيما وان المرحلة تتطلب عملا جمعيا يؤازر الجميع بعضه بعضا، لا فردي قائم على شخص الرئيس، فالهم الوطني سمة مشتركة بين كافة مكونات المجتمع الأردني .

**************************

الحكومة في موقف لا تحسد عليه، لوقوع رأسها بين سندان المطالبين بالإصلاح، ومطرقة قوى الشد العكسي، مع أنها لا تمتلك ترف الوقت ولا يحق لها استخدام أبر التخدير !!

الحكومة مطالبة بالكثير، فوظيفتها خلال هذه المرحلة الخطرة من عمر الأردن، تشبه وظيفة رجال الإطفاء، المكلفين بإخماد الحرائق وبأقل الخسائر.

**************************

لذا من الأهمية بمكان، التعاطي مع كل الحرائق المشتعلة بشي من الحكمة ومحاسبة متسببيها أينما كانوا، حرائق باتت إخمادها ومحاسبة رموزها مطلبا شعبيا ضاغطا لابد من أخذه بمنتهى الجدية.

تكاتف الجميع واجب، لكنه لا يكون بإعادة انتاج أزمة جديدة بحجة تقليدية التشكيل الحكومي.

الحكومة أشبة ما تكون بانتقالية، وظيفتها قوننة وإعادة نقاش الإصلاحات الدستورية ونجاعتها، للانتقال إلى المرحلة التالية .

**************************

في السياق عينه يقع على كاهل الحكومة اعادة بناء شروط الثقة بين الشعب والنظام، والتيارات المطالبة بالإصلاح.
سيما وان سقف شعاراتها ارتفع بشكل طردي خلال الفترة الماضية، جراء استمرار الاعتداءات عليها قادتها من قبل بلطجية منظمين، كادوا أن يأخذوا البلد إلى صحراء فتنه قاتلة، تقلب الأمور رأسا على عقب حجتها في ذلك حماية النظام، وكأن الدولة الأردنية خلت من الرجال لحماية نظامها، حتى يتم الاستعانة بأرباب السوابق لفرض شروطهم وسيوفهم وحجارتهم رؤوس أبناء الشعب الأردني !!

**************************

مع هذا، وعلى الرغم من تمنياتنا للحكومة الجديدة بتدارك كافة الملفات قبل انهيارها، تبقى تصريحات الحكومة ورئيسها بمثابة شعارات سياسية، لا يمكن التعويل عليها كثيرا، لحاجتها إلى تأكيد فعلي ملموس على الأرض .

من المؤكد أن حكومة دولة عون الخصاونة في مهمة انتحارية، لكن هذه المهمة قد تكون مسيرة وسهلة، أن تكاتف الجميع، انطلاقا من مصلحة الأردن الوطنية والعليا.

الله يرحمنا برحمته ... وسلام على أردننا من الله.
khaledayasrh.2000@yahoo.com



تعليقات القراء

عقله
الكاتب الكريم

اقتباس (ملفات تحتاج إلى خبير يتسم بذكاء ودهاء سياسي، )

شكلك انت و دولة القاضي .........
27-10-2011 08:57 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات