من دافوس البحر الميت

عندما يتكلم جلالة الملك فإنه يخاطب جميع الأردنيين بنفس المستوى بعيدا عن المناطقية والتميز ولا يتعامل معهم كأنهم أرقام ويتكلم جلالته مباشرة الى المواطن دون الحاجة الى مساحيق الماكياج والمقدمات الفلسفية وخطابه يكون دائما بشكل شفاف نجد فيه مايحمله جلالة الملك من الحرص على أن يكون للمواطن الأردني دور جاد في عملية بناء الوطن وتطويره وأن المسؤولية والعملية التنموية هي عملية تشاركيه تعني الجميع .

من الملاحظ أن جلالة الملك يتعامل مع المواطن الأردني بما يريده من احتياجات مما يجعل جلالته يركز جهوده من اجل العملية التنموية التي تهتم بتحسين المستوى المعيشي للمواطن الأردني وهذا ما وجهه جلالته في خطابه الذي افتتح به مؤتمر دافوس البحر الميت الاقتصادي وكانت كلماته رسائل واضحة وجهت الى جميع شرائح المجتمع الأردني الأحزاب والنقابات والجمعيات والهيئات وجميع الجهات ولمختلف التوجهات الحكومة والمعارضة والمواطن في كل مكان من الوطن بأن العمل يجب أن يكون بشكل مؤسسي وفق برامج عملية من اجل البدء بالإصلاحات الحقيقية .

أشار جلالة الملك الى الربيع العربي الذي قاده الشباب وأنه يجب أن نأخذ مطالب الشباب بشكل جدي وأكد على دور الشباب المهم لأنهم فرسان التغير وبناة الأردن الجديد مما يقودنا الى التركيز عليهم وأشار جلالته لذلك بالدعوة للبدء بتطبيق عدة محاور :

1- الكرامة التي يجب أن تصان وأن للمواطن الحق بالعيش الكريم وتوفير جميع متطلبات الحياة الكريمة له ليستطيع العيش بأمن واستقرار.

2- الديمقراطية التي تتم بالترسيخ الحقيقي لها بحرية الإنسان بالتعبير وأنها منهج حياة وأن الإختلاف بوجهات النظر واختلاف الآراء لا يفسد للود قضية .

3- السلام والعدالة إذا أردنا إيقاف الاحتقان علينا تطبيق العدالة بشكلها الصحيح وأن نقف من جميع المواطنين بنفس المسافة مما يشعر المواطن بالطمأنينة والسلام.

4- الفرص من حق المواطن الحصول على الفرصة المناسبة بالحصول على العمل المناسب الذي يوفر للمواطن المستوى المعيشي الجيد الذي يتلاءم مع احتياجات المواطن .

من الملك الى المواطن مباشرة من دافوس البحر الميت الجميع في الأردن معني بخلق بيئة مناسبة لجلب الاستثمارات عن طريق تطوير إمكانيات المواطن الأردني وهذا يعمل على خلق طرق جديدة للتخفيف والحد من البطالة التي يجب على الجميع التعاون في حلها الحكومة والقطاع الخاص والمواطن معنيون جميعا لمواجهة المشاكل والعقبات التي تقف بطريق الإصلاح وخاصة الاقتصادي وبشكل أكثر بساطة نحن بحاجة الى توفير اقتصاد حيوي يعمل على جذب الاستثمارات وأن المشاكل الاقتصادية تتحملها الدولة والمواطن لأنهم معنيون بإيجاد حلول لهذه المشكلة فالمواطن شريك أساسي في العمل على تطوير العملية التنموية .

نخلص الى أن جلالة الملك معني أكثر من غيره بالبدء بالإصلاحات الحقيقية التي طالما أشار إليها في أكثر من مناسبة وهو الذي يقود عملية الإصلاح والتغير بنفسه وعلى الحكومة بجميع قطاعاتها العمل على ترجمة الإصلاح الذي يريده ويدعو إليه جلالة الملك على جميع المستويات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والإدارية وهذا يكون من خلال تطبيق سياسة جيدة من اجل بناء اقتصاد قوي وحيوي وعلينا التميز بين المصلحة العامة للجميع والمصلحة الخاصة التي تعني شخص بعينه بحيث تضيع العدالة التي تولد الاحتقان في الشارع والتي يبني عليها البعض الكثير من الآمال التي تؤسس لحالة من التوتر بين فئات الشعب وهذا يدعونا الى الانتباه من الوقوع والانجرار خلف أوهام واهية ومن يدعون قول كلمة حق يراد بها باطل وعلى الحكومة أن تعمل على بناء ثقة متبادلة بينها وبين المواطن وأن لا تبقى حبيسة المكاتب في الدوار الرابع وأن تبتعد الحكومة عن بناء حائط يعمل على حجب التواصل بين الحكومة والمواطن .

الحكومة المواطن الأحزاب التيارات النقابات الهيئات الجميع في الوطن الغالي الذي للوطن عليه واجب تجاهه بالعمل على بناءه وتطويره والأخذ بالعمل التنموي بشكل جدي فهل وصلت رسائل جلالة الملك الواضحة التي لا لبس فيها وهل ستلقى آذن صاغية .


كاتب وباحث في الشؤون العامة