يقبع الآن في منزله يخترقه في كل لحظة تفكير جديد ، تراوده فكرة من حين لآخر ... تستهويه الى حد ما ، يأتيه من حين لآخر خبر من عين له بعثها تترصد ما حوله من اخبار وما يخفيه الحراك ورجالاته من اتجاهات لا يعلم بها ... يتفقد كل الاتجاهات وكل الاحلام التي قد يغرق بها متعصبا لرأيه ..

يشغله التفكير بوضع اهله و بلده ولا ينسى ما تحدثه به نفسه متعللا بفطنته ( ولا تنسَ نصيبك من الدنيا ) هو كما كان ولم يتغير؛ يريد ما يقوله الجميع ويتمنى لنفسه اكثر من طموحه و يتأمل ما هو ابعد من احلامه .. كما الجميع يهمه احداث وطن ولا ينكر بينه وبين خاصته ما يطمع به بالمستقبل ، هي فرصة إن احسن ادارتها سيجلس حيث لم يكن له من قبل الوصول .

مع نضج الحراك اعتلى القبة التي كان منطويا تحت صمتها بهدوءه .. لا يضرب دونما تفكير متعمق بلحظة انقضاض مناسبة تعيد له طريق القيادة التي هربت من بين يديه .. ينظر في ساعته مع كل خبر يأتيه ، و يكمل رسم صورة الحلم والغاية التي تبرر افكاره ونواياه ..


بعيدا عنه وقريبا من نحن ومن نكون ... وما نريد ، وداخل وجودنا وقلبنا من نكون وما هو الطريق الذي سيحقق لنا مطالبنا كشعب ينتمي لهذا الوطن .. يبحث عن الحياه الكريمة ، ويبغي الرشاد .. ويملؤه الشباب المثقف الواعي بما يكتنف الوطن و بما يحيطه من الداخل والخارج ...

ما نحن الا مجموعة افكار مختلفة وحّدها خوفها على هذا الوطن و حبّها لعراقة هذا الاردن ، مهما تعددت منابع هذه الافكار واختلفت مسميات القابنا وأقاليمنا .. فنحن من الاردن والاردن هو الدم الذي يسري بالجسد الكبير شاء من شاء وأبى من أبى ..... بعيدا عن النظر لكل من يحاول التمسك باطراف ثوب الغيورين على الوطن .. المصلحة العليا هي التي تحدد لكل شخص من هو وما هو ...


نحن ابناء حق وفرسان له ... أحرار ومواطنين شرفاء .. ولسنا نستجدي(( على باب الوزير ..)) كائنا من كان ومهما اختلف المسمى الذي يطلق على منصبه ...

د. محمد علي الحراسيس