قراءة في الرسالة الملكية لمدير و لنشامى المخابرات العامة


ضمن مسار إلتقاط اللحظة التاريخية من قبل جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظة الله في تصحيح مسيرة الدولة إنطلاقاً من الخصوصية الاردنية في هذا الشأن بعد ان مرت البلاد بمراحل متتالية من الإختلالات في بنى الدولة الأساسية التشريعية والقضائية والتنفيذية وإستكمالاّ لما تم التوصل اليه من مساهمات في تحديث وتطوير الدستور وإجراء بعض المسائل الهامة في العملية الإصلاحية والتي لا نعرف الى الآن مدى نجاعتها او أهميتها الا بعد بلوغها مرحلة التطبيق كالهيئة المشرفة على الانتخابات وقانون الانتخاب او المحكمة الدستورية او ما يرتبط بمكافحة الفساد وغيرها ، والعنوان الأبرز في هذه المسيرة إنطلق من تكليف دولة السيد عون الخصاونة القاضي والقانوني ورئيس الديوان الملكي المشهود له بعدد من السجايا لا اود سردها حتى لا تكون من باب المجاملة لقادم لم يجرب في سدة رئاسة الوزارة بعد، فقد أثبتت التجربة الاردنية عبر مساراتها ان أشخاصاً كثر قد أثبتوا نجاحات وتميزاً في مواقع عديده وعندما تولوا حقائب وزارية كانت وبالاً على الوطن وعليهم من قبل ، لذا نرجو ان يرى الاردنيين من دولة الرئيس المكلف ما يتناسب ومستوى آمالهم و توقعاتهم حتى لا تكون الإحباطات أشد وقعاً من ذي قبل ، والمرتكز الثاني الذي يليه او يقاربه في الأهمية وحجم التأثير هو تكليف السفير فيصل الشوبكي ، اللواء واحد أبناء هذا الحصن الوطني الهام ، وقد شهد له كل من عرفة أيضا بالكفاءة والإقتدار ومن قبل بمخزونه الوطني الصادق ، ولأهمية دائرة المخابرات العامة كضامنة للأمن الوطني جنباً الى جنب مع " جيشنا العربي " والأمن العام وقوات الدرك والدفاع المدني .. والأساس في كل ذلك الانسان الأردني اينما وجد وحيثما كان موقفه او موقعه .
و في الرسالة الملكية التي وجهها جلالتة الى مدير المخابرات العامة اللواء فيصل الشوبكي يتبن مدى أهمية هذا الجهاز العتيد في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية في الاردن ومستوى تأثيره على مجمل القضايا الوطنية اذ ان التوجيه الملكي واضح ومحدد في "ضرورة تنفيذ خطة تطويرية لدائرة المخابرات العامة، بحيث تضطلع بحماية الوطن وشتى مصالحه داخلياً وخارجياً برؤية تقدمية وتحديثية تَبني على الخبرات التي تراكمت في هذه المؤسسة الوطنية العريقة".مما يتطلب أولاً البناء على ما تم وتحقق من إنجازات عبر مسيرة الدائرة في الخطط والعمليات والتحديث ورفع كفاءة منتسبيها وضرورة إطلاعهم على تجارب الدول المتقدمة في قضايا الأمن والأستقرار والعمل بشكل دائم على اتباع الفكر الأستراتيجي والمخطط والمدروس وكذلك بناء المعرفة والإبتكار والجودة في العمل والإنجاز وقياس مدى تأثير هذه الخطط والإستراتيجيات على مستوى الأوضاع العامة في الوطن بمعنى اذا لم تكن لهذه السياسات و الأعمال والمهام إنعكاساً على الاقتصاد والفرد والمجتمع والحراك الشامل سياسياً واجتماعياً واقتصادياً في البلاد فأن لا جدوى من إتباعها والمقصود هنا ان تبنى الرؤية العامة والأهداف الاستراتيجية ومؤشرات الأداء للدائرة على الخطة العامة للدولة او الخطط الفرعية للحكومة وان تنسجم مع الأجندة الرئيسية للبلاد ، اذ لوحظ ان العديد من مؤسساتنا ذات الإستقلالية المالية او الادارية غالباً ما تعمل بمعزل عن السياق العام لبقية مؤسسات الدولة وبتحليل أسباب بعض الإحتقانات بين رؤوساء هذه الاجهزة او الهيئات هو شعورهم بفردانية القرار او الإستفراد به بمعزل عن الآخرين وكأن المسألة " إثبات غير مبرر للإستقلالية " الموهومة على حساب المصلحة العليا ، وهنا نقول " ان الرغبات والأمزجة والأهواء الشخصية ولعبة الحب والكره يجب ان تقصى تماماً وتوأد الى الأبد في إطار مؤسسات الحكم ، اذ لا يعقل والجميع يعرف مدى النكايات والكيديات التي أسس لها بعض من المدراء او الرؤساء لأهم مؤسساتنا والنتيجة مزيد من الضياع في مقدرات الوطن والأهم خسارتهم جميعاً على المستوى الشخصي فماذا جنوا من أفعالهم تلك ؟؟!! والشواهد يعرفها أكثر من غيرهم دولة الرئيس الخصاونة وعطوفة اللواء الشوبكي فهم من صميم هذه الهيئات التي كانت قبل مدة ليست ببعيدة مصدراً للقلق الوطني وسبباُ للكثير من علله ..

ووجه جلالته "بأهمية دعم مسيرة الإصلاح في الأردن وتمكين نشامى دائرة المخابرات العامة من العمل بمهنية واحتراف واحترام منهجي ومؤسسي للأطر القانونية والتشريعية ومبادئ حقوق الإنسان والحريات الفردية والشخصية.
كما يأتي تأكيد جلالة الملك في رسالته الى اللواء الشوبكي على الحرص الملكي حول مسيرة الأصلاح الشاملة ومدى أهمية الدور المتوقع للدائرة في حماية هذا المكتسب الحيوي الهام وضرورة الإنتقال بعقلية منفذي السياسات الأمنية من التقليدية الى الحداثة في جمع المعلومات وتحليلها واعداد منهجيات لتطوير آليات العمل وبناء ثقافة متقدمة لدى منتسبي الدائرة من مختلف الرتب والمواقع في مجالات الأصلاح والقانون وحقوق الأنسان والتشريعات الدولية والوطنية الناظمة لهذه القضايا بالإضافة الى التعرف على الإلتزامات الدولية على الاردن امام المجتمع الدولي من اتفاقيات ومذكرات تفاهم ومواثيق فلم يعد القبول بفكرة اننا مركز الكرة الارضية في مؤسساتنا ولا يهمنا ما يحدث بالخارج وهو ما يجب تجاوزة ومن لا يتمكن في تطوير فكرة وتحديث وجهات نظرة لا يمكن ان يكون مناسباً في المرحلة القادمة للإنفتاح والإصلاح واحترام الحريات الفردية وهي أدوات ضرورية يجب ان تتوفر بمن يريد المصلحة العليا للدولة .. وحتى لا تبقى كثير من الرسائل مجرد نص نظري ويتم اعداد رد بلاغي عليه من المعنيين فأن ذلك يحتاج لخطة أستراتيجية طموحة ومتكاملة يمكن البدء في إعدادها فوراً لتتوائم مع التوجيهات الملكية ومدى الأمل المعقود بإختيار جلالتة للواء الشوبكي الدبلوماسي والضابط المحترف وقال جلالتة "إن قيادتك لدائرة المخابرات العامة، تأتي في سياق مساعينا الحثيثة لترجمة رؤيتنا الإصلاحية الشاملة، مما يتطلب جهدك في توجيه هذا الجهاز الكفؤ نحو دعم مسيرة الإصلاح في الأردن وإضافة الأدوات والأساليب، وتطوير التدريب والإعداد، الذي يمكّن أبناءنا ونشامى هذا الجهاز من الذود عن الوطن بمهنية واحتراف، واحترام منهجي ومؤسسي للأطر القانونية والتشريعية ومبادئ حقوق الإنسان والحريات الفردية والشخصية".
ان نشامى المخابرات العامة وبغض النظر عما قد يقال هنا او هناك كانوا وما زالوا عين الوطن الساهرة وسيوف الحق في الدفاع عن أمنة وأستقرارة وحماية مكتسباتة والذود عنها بحرفية ووطنية صادقة وهم على قدر تطلعات قيادتهم وشعبهم
في ظل ظروف دولية وإقليمية ومحلية صعبة للغاية وقال جلالتة و"تتطلب ترسيخ ثقافة الوعي الوطني، والانفتاح والشفافية، والمحاسبة، والتقدم على أسس الجدارة بين الأجيال الصاعدة في أجهزتنا الأمنية، والتي نوجهها لبناء العلاقة بين الدولة والمواطن يكون أساسها الثقة المتبادلة". وهذا التوجية الملكي أيضا يتطلب من القيادة الجديدة حرصاً إستثنائياً وجهداً إضافياً في إختيار كفاءات شابة وتأهيلها وتدريبها وإختبارها قبل ان تصل بالصدفة الى مراكز قيادية مؤثرة في أجهزتنا الأمنية وهنا ارجو ان يتنبة اللواء الشوبكي وقادة الأجهزة الأمنية ان التوجية الملكي لم يكن محصوراً في دائرة المخابرات العامة فحسب وانما على الجميع وان يتم الإبتعاد على اعتماد مبادئ التنفيع والشخصنة في هذا المجال كما حدث في السابق هنا او هناك ، حيث وصل الى القيادة وحتى الوزارة من لم يعملوا الا بالمهن الادارية المحدودة في السكرتاريا او البروتوكولات وتنظيم المآدب والحفلات بالفنادق والمزارع والبيوت واليوخوت .. والرجال الحقيقيون لم يلتفت اليهم احداً وليس الماضي ببعيد !!.
ونافلة القول وجل تطلعات الوطن من هذا الجهاز العتيد وقيادتة وكبار الضباط ومنتسبية ان تتحقق رؤية جلالة الملك فيهم في هذه المرحلة العصيبة اذ يخاطبهم في نص لا يحتاج اي قراءة او تفسير وأنما يتطلب عملاً مضنياً وبحث مستفيض ومراجعة حقيقية للمسيرة والوقوف عند نقاط الضعف فيها لتحسينها ومعالجة مواضع الخلل فيها ، اذ تتجلى رؤية حلالتة للقيادة الجديدة ومنتسبي الدائرة فيما يلي : "وإننا نعوّل عليك وعلى منتسبي دائرة المخابرات العامة بأن تضربوا المثل في العمل الأمني الرائد، بالتجربة العملية والممارسة الميدانية، وبما يؤكد أن رسالة الأجهزة الأمنية، وكما كانت دائماً، هي خدمة الوطن والمواطن، وحماية الحقوق والحريات، وبأنكم تسيرون في مسيرتكم الوطنية على هدي احترام المواطن، وقدسية حقوقه وحرياته، والعمل الدؤوب خدمة لمصالحه واحتياجاته".

حمى الله الاردن



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات