شراكة الهاشميين والأردنيين


لقد نشاء جيلي ومن قبلي على فطرة سليمة لا يشوبها شك أو تزييف فنحن الأردنيون قبلنا زعامة الهاشميين ، و الأمير عبد الله شيخاً لقبائل كانت اقرب للبداوة منها للحضارة .
وانصهرت العلاقة بين الأمير وشيوخ القبائل في ذلك الحين على علاقة مبنية على الندية لا السيد والعبد فكان الشيوخ يختلفون مع الأمير (في ذلك الحين) ويعبرون عن استيائهم لتصرف بدر منه أو من حاشيته ليسارع بدوره لإرضاء من اخذ على خاطره ، وهي عادة الأردنيين ولا يتعمد الإمعان في العداوة أو توسيع شقة الخلاف ، كان مقر الأمير و ثم الملك لاحقا محجا للجميع فلا أبروتوكولات ولا مراسم ولا قيود ولا حدود، لا بل كان الأردنيون يعتبرون المقر بيتهم فيحرصون على تزويده باحتياجاته حرصهم على بيوتهم ومضا فاتهم .
التسامح سمة من سمات الهاشميين والأردنيين وما سجله المغفور له الملك الحسين طيب الله ثراه بتسامحه عمن تأمروا عليه وبلغ التسامح أن وزر بعضهم ومنح الأخر فرصا أوصلتهم لمناصب عليا ، لم يكن للعمل السياسي عداوة مع الهاشميين فلقد اثبتوا دوما بأنهم يسعون للتسامح مع المعارضين لا معاداتهم والقصص في هذا المجال يطول شرحها ، تصرفات ألأجهزة الأمنية والمخابرات بالذات عبر تاريخ الدولة الأردنية واكبت مثيلاتها في المنطقة أو المدارس المنبثقة عنها فلها حساباتها والتي لم تكن في السوء الذي شهدته دول أخرى ، تعايش الأردنيون ورغم دخول موجات من اللاجئين حيث انصهرت في بوتقة واحدة مع كل تناقضاتها ، وأسسوا بتنوع منابتهم وأصولهم لدولة اقرب للعصرية ، و مع ما يشوبها ألان من شوائب لا بد منها فلقد سابقة الزمن في تطورها لمحاولة الوصول لمجتمع عصري قابل للتطور والانصهار في المجتمعات التي سبقتنا للوصول لبعض ما وصلته مع استعملنا للكثير من أدواتهم التي لم نستوعبها على حقيقتها فكانت استعمالاتنا في فير محلها .
لقد وضع الهاشميون أسس الدولة الحديثة بقدرات محدودة اعتمدت على الدعم والعلاقات الخارجية ليتيح للأردن بناء قدراته ومؤسساته وليطورها وينميها وليجعل منها أفضل من غيرها من المؤسسات المثيلة في أقطار أكثر غنا وأقدم تحضرا ليثبت هذا المجتمع انه قادر على إن يكون أفضل ،
مراحل البناء في الدولة الأردنية لم تكن بالصورة الكاملة التي يتمناها الأردنيون فهناك الكثير من الأخطاء والكثير من مواقع النقد والاتهام.
لقد كان الاهتمام ببناء الإنسان وتطوره علميا واجتماعيا وتوفير كافة الخدمات أولى الأولويات إلا إن بناء الدولة اقتصاديا كان قاصرا عن خلق مشاريع استثمارية تؤسس لبناء اقتصاد سليم وفي كافة مجالات الحياة لتنهض بالأردن ، وبدلا من القضاء على الزراعة كان بالإمكان تطويرها وتصنيعها وخلق فرص العمل الأكثر تطورا لبناء الأرض والإنسان .
إن الشراكة بين الهاشميين والأردنيين هي شراكة دم وعهد ووفاء فأبناء الثورة العربية الكبرى الذين عمدوا ثورتهم بدمائهم الطاهرة ليوفوا بالعهد والوعد للهاشميين وليؤكدوا ولائهم ووفائهم بأنهم هم لم يتغيروا وما في نفوسهم سوى الحب لآل هاشم ولعهد الشراكة بين القائد والشعب الذي كان وسيظل الأساس في التعامل بين الشعب والملك .

Kh.dmour@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات