الأكثر سفاهة!


لم يكن اكثر سفاهة من قرار الكونجرس الامريكي ، تقديم الدعم اللامحدود للعدوان الاسرائيلي على غزة ، الا تصريح رئيس ديوان السلطة الفلسطينية ، بان عباس باقْ في منصبه ، و"على المتضرر ان يلجأ الى محكمة العدل العليا"،.

قرار الكونجرس الامريكي ، يثبت بالقطع كم يعاني الساسة المسيطرون على دفة الامور في الولايات المتحدة ، من سلب لارادتهم السياسية ، وسيطرة اللوبي الصهيوني على تفكيرهم وادائهم.

من هذا الذي يحمل في رأسه عقلا وتفكيرا سليما ، ويتخذ مثل هذا القرار امام عالم ينتفض احتجاجا وغضبا ، على ما يجري من مذابح بشعة ، ضد اطفال غزة هاشم؟ هؤلاء يطعنون حضارتهم وارثهم في الظهر ، من اجل ارضاء شراذم عصابات اللوبي الصهيوني في امريكا ، التي ابتليت بهم في زمن وصل به الى سدة الحكم فيها ، اما غشيم في السياسة ، او حاقد على كل عربي مسلم ، نتيجة عمليات غسل الدماغ ، التي يمارسها اليهود على الساسة الامريكان على مدار الساعة ، او تاجر سلاح عبر البحار ، يجد في قتل الناس زيادة في ربحه ، هذا الغباء الذي يمارسه الساسة الامريكيون ، وتحدي مشاعر العالم اجمع ، لدعمهم آلة القتل في غزة ، يدل على ان هذه الدولة غير مؤهلة لقيادة العالم: فلم يعد احد يصدق الاكاذيب الامريكية ، بخصوص العدالة وحقوق الانسان والسلام وغير هذه المفاهيم ، التي بات العالم يستخف بها حين يسمعها من الساسة الامريكيين.

عندما كانت تتحدث رايس ، عن قلقها المزعوم مما يحدث للاطفال في غزة ، كانت البواخر الامريكية ترسو على شواطىء حيفا ، حاملة معها آلة الدمار لدعم اسرائيل في معركتها ، ضد اطفالنا في غزة، اي قلق مزعوم هذا الممزوج بالخداع والكذب.

سقطت امريكا - وهي اصلا ساقطة - في نظر الشعوب ، ولكنها سقطت هذه المرة حتى امام الرأي العام الغربي ، الذي كان اوضح تعبير له عما يحدث من مجازر في غزة ، ما حدث في لندن امس الاول.

اما حديث القيادة الفلسطينية حول بقاء عباس في منصبه ، و"على المتضرر ان يلجأ الى القضاء"، فهذا يدل على مدى تخبط هذه القيادة ، في هذه الظروف الاشد صعوبة ، التي يمر بها الشعب الفلسطيني وقضيته ، لا احد يقول لعباس ان يرحل الان ، ولكن أليس كان من الاجدى ، ان يمارس نوعا من الاحترام لشعبه ، ويستمر في الحكم عبر اطر شرعية ، بدل تصريحات ، بل جعجعات من حوله بطريقة تستفز الناس؟.

لقد كان امام عباس اكثر من طريقة ، ليبدي احترامه لشعبه ، هو ادرى بها ، ولكن للاسف ، اختار الاستفزاز وزاد الطين بلة ، عندما قال انه لا يريد مقاومة تفني الشعب ، وكأن هناك مقاومة بالورود ، حسب مقاييس عباس بدل مقاومة الدم والنار،.

نحن نقول ، رغم كل الموبقات التي اقترفها المسلمون في حق قضية فلسطين ، وكل المؤامرات التي حاكها الاعداء ضد هذه القضية ، ورغم كل السفه الذي مارسته الاجيال ، التي افرزتها الموبقات والامراض في ابناء العرب والمسلمين ، تبقى المقاومة الدرع الواقية ، التي تبطل تأثير جراثيم الامراض ، وتصد مؤامرات الاعداء ، وتفسد على اعداء الامة خططهم ومؤامراتهم.

وحده الاردن ، الذي استطاع ان يفهم طبيعة المؤامرة ، التي تطل بوجهها على الامة من غزة ، وما الصرخة الملكية ، التي اطلقها جلالة الملك عبدالله الثاني قبل ايام ، حين دعا الجميع للعمل على الوقوف بوجه هذه المؤامرة ، التي حيكت خيوطها على حساب استقرار المنطقة ومستقبل شعوبها ، لضمان ما يسمى امن اسرائيل ، الا تحذير قائد لامته ، يعي جيدا خطورة ما يدبر لها في الظلام ، فهل يعي العرب ، ما حذر منه جلالة الملك قبل فوات الاوان؟



تعليقات القراء

ابو عبد الله
شكرا" للاستاذ الكاتب و انا اضم صوتي لك و اقول يجب ان تنظر المملكة الى مصلحتها بتوازن اكثر مع امريكا و اسرائيل و بدون تنازلات و نحن كأردنين وراء القيادة الهاشمية كما كنا في كل الاوقات و اصعبها و يجب حماية الاردن من الداخل و الخارج و الحد من ازدواجية الولاء مرة و الى الابد .
18-01-2009 11:08 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات